طارق الشناوي يكتب: عدوية وولده!

ربما كانت صفقة وهى أن يقنع محمد عدوية، والده المطرب الشعبى الكبير أحمد عدوية، بما له من تاريخ ونجاح طاغٍ بالحضور إلى برنامج وائل الإبراشى «العاشرة مساءً» دون شروط مادية مبالغ فيها، أو ربما دون شروط على الإطلاق، وفى المقابل يضمن عدوية الابن مساحة من الحضور فى أكثر البرامج الآن تحقيقا لكثافة المشاهدة، وأتصوَّر أن وائل خرج من تلك الصفقة فائزا، حتى لو اضطر أن يكسر الإيقاع بين الحين والآخر، مثلا بأن يستضيف منتج الشريط القادم لمحمد عدوية أو يقدّم أغنية خاصة بمحمد، إلا أنها ظلت برغم كل تلك الغيوم ليلة ممتعة لأنها ليلة عدوية الكبير.

بالمناسبة عدوية الصغير يؤدى بدرجة ملحوظة من الحرفية ولا يخرج عن المقام، كما أنه دارس للموسيقى، إلا أن الحضور موضوع آخر، اللافت أن تقريبا كل أبناء المطربين مارسوا الغناء، مما يؤكد أن الأمر لا يمكن أن تضعه وأنت مطمئن تحت طائلة قانون الوراثة بقدر ما ينطبق عليه توصيف العدوى، فلا يوجد فى علوم الوراثة ما يشير إلى أن النسبة تصل تقريبا إلى 100%، لكن العدوى ممكن، اللافت أيضا أن ولا واحد من أبناء النجوم صار نجما بالمعنى الصحيح لتوصيف النجومية، تذكّروا أن أبناء كبار النجوم على الشاشة الفضية، لم يتحققوا كنجوم شباك حتى الآن، ثم راجع قائمة نجوم الغناء تكتشف أن ابن محرم فؤاد غنّى، وابن ماهر العطار غنَّى، وقبلهما أبناء عبد العزيز محمود وعبد العنى السيد ومحمد الكحلاوى، وصولا إلى أبناء على الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح، وكل أبناء شعبان الخمسة يمارسون عفوا الغناء، حتى عبد الحليم الذى لم يتزوج حاول ابن شقيقه قبل 20 عاما أن يجرّب أيضا حظه.

بقدر ما يدفع الآباء بأبنائهم لمقدمة الصف، بقدر ما يشكلون فى نفس اللحظة حائط صد مع الجمهور، لأنهم قد يرثون نبرة الصوت أو التعبير، لكن يظل الحضور هو المفقود. الآباء غالبا ما يعلنون أن أبناءهم هم الأكثر موهبة، تذكّروا مثلا أن الموسيقار الكبير رياض السنباطى، كان يرى أن ابنه أحمد الذى بدأ مشواره فى نهاية الستينيات فى عز نجومية عبد الحليم، كان السنباطى الأب يرى أن أحمد هو النبرة الغنائية الصحيحة والقادمة التى ستطيح بعرش حليم، أم كلثوم أيضا كانت ترى فى مطلع الستينيات أن ابن شقيقها المطرب الذى لم يتحقق أبدا إبراهيم خالد، هو الجدير باعتلاء العرش.

عدوية من المؤكد لديه نفس القناعة تجاه ابنه، ولهذا مثلا بعد أن غنّى قبل خمس سنوات عدوية الأب مع رامى عياش «الناس الرايقة»، ولا يعرف الكثيرون أن هذا هو اقتراح من رامى وليس من الكاتب بهجت قمر ولا الملحن وليد سعد، وكان النجاح لهذا «الدويتو» مدويا، فقرر عدوية الابن أن يغنّى «المولد»، لكن فارق النجاح بين الأغنيتين يؤكد أن عدوية الابن ينقصه تلك الومضة السحرية.

ستظلّ نجومية الأب هى التى يستند إليها الابن، نجح عدوية قبل نحو 40 عاما لأنه كان يعبر عن نغمة صادقة ونبرة متفردة تدخل مباشرة إلى القلب، هكذا راهن عليه الشاعر الكبير مأمون الشناوى عندما شاهده فى أحد الملاهى يغنّى عدوية لمحمد رشدى، ومن هنا صار اسمه أحمد عدوية، فطلب منه أن يغنى شيئا خاصا به، وبالفعل أسمعه «السح الدح امبوه»، ومقابل 20 جنيها فقط للكاتب الريس بيرة، والملحن الشيخ طه، والمطرب والفرقة، حققت الأغنية الملايين، وكانت شركة المنتجة «صوت الحب» على وشك الإفلاس، فأنقذتها «السح الدح امبوه». نعم «شيل الواد م الأرض ادّى الواد لأبوه»، ولكن لا يعنى ذلك أبدا أن «يطلع الواد لأبوه»!

نقلًا عن جريدة “التحرير”

اقـرأ أيـضًا:

ريهام سعيد: علم مصر حماني من الأسد

كيف ظهرت القناة الإباحية على نايل سات

9 صور من حفل زفاف رانيا فريد شوقي

بالأرقام: موسى يعرض رواتب أمناء الشرطة

خالد علي يهاجم مرسي والسيسي

تامر عبدالمنعم لـ حمدي الفخراني: همسح بيك الأرض

زوجة سعيد طرابيك ترفع ضده دعوى قضائية

وفاة مراسل تلفزيوني على الهواء

مفيد فوزي يحرج سعيد طرابيك على الهواء بتفاصيل جنسية

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا