جريدة "صوت الأزهر" ترد على وصف عمرو أديب بـ"إعلامي الترفيه"

جريدة صوت الأزهر وعمرو أديب
قال الكاتب والصحفي أحمد الصاوي، رئيس تحرير جريدة “صوت الأزهر”، إن عدد الجريدة الجديد الصادر صباح اليوم الأربعاء اهتمَّ ببيان القول الفصل فى مسألة العنف الأسري (ضرب الزوجات)، التي أثيرت في أحد البرامج التليفزيونية قبل أسبوع.

وأعادت الصحيفة نشر تصريحات سابقة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عمرها ٣ سنوات، ويقدِّم فيها الإمام اجتهاداً فقهياً واضحاً لمنع ضرب الزوجات وتحريمه وتقييده بالقانون.

نرشح لك: أمين الفتوى بالإفتاء يوضح أدلة من السنة لعدم ضرب الزوجات


ونقلت الصحيفة عن شيخ الأزهر قوله: “إن العنف ضد المرأة أو إهانتها بأي حال دليل فَهٍمٍ ناقصٍ أو جهل فاضح أو قلة مروءة.. وهو حرام شرعاً”، إلى جانب دعوته الواضحة لإصدار تشريعات لمنع الضرب مطلقاً، وتأكيده أن “الإسلام لا يقبل بالإيذاء البدني لأَسْرى الحرب.. فكيف يقبله للزوجات؟”.

جريدة صوت الأزهر وعمرو أديب
جريدة صوت الأزهر وعمرو أديب

وكان برنامج “الحكاية” للإعلامي عمرو أديب قد تناول القضية مستشهداً بجزء من حلقة تليفزيونية لشيخ الأزهر يعرض فيها آراء الفقهاء عن جواز الضرب لتأديب المرأة الناشز، إلى جانب حديث عن وقوف الأزهر ضد صدور قانون لمنع العنف الأسري وتحديه للدستور.

وأضاف “الصاوي” أن حديث الإمام تم اجتزاؤه، وأن رأيه الصحيح والواضح والقاطع تم عرضه لاحقاً في قنوات ومنصات كثيرة، ومن ذات الحلقات التليفزيونية التى تعود لـ3 سنوات مضت، فى حين تجاهل برنامج “الحكاية” عرضه أو الإشارة إليه.

وأكد “الصاوي” أن الرسالة السلبية التي بُنيت على معلومات خاطئة سبَّبت سوء فهم لدى الجمهور، ما أدى إلى إشاعة مناخ من البلبلة والالتباس والكراهية الموجَّهة للأزهر الشريف، خصوصاً من النساء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد رئيس تحرير الجريدة الناطقة بلسان الأزهر أن جريدته مارست حقَّها في نقد هذه الممارسة الإعلامية المحددة في إطار المعايير والضوابط المتعارف عليها، ونشرت ١٢ ملاحظة على ممارسة الإعلامي عمرو أديب الإعلامية، باعتباره من أدار هذا النقاش واختار ضيوفه، وأظهر انحيازه لأحد الآراء دون تحرِّي الدقة في المعلومات المقدَّمة أو الحرص على إظهار رأى شيخ الأزهر على النحو الصحيح.

وقال “الصاوي” إن المعالجة لِمَا اعتبرته الجريدة مخالفاتٍ جاءت منضبطةً أخلاقياً بما يناسب صحيفة منسوبة للأزهر الشريف، دون تلميح خارج أو توصيف غير لائق.

وحول إن كان وصف الإعلامي عمرو أديب بـ”إعلامي الترفيه” يمثل وصفاً غير لائق أو انتقاص من الشخص، أو يشير إلى إحدى الهيئات العربية المعروفة، أكد “الصاوي” أن الوصف يُعبِّر عن حقيقة في رصد المحتوى الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، والذي يدور في غالبيته في إطار “الترفيه”؛ حيث تتنوع فقراته بين “قضايا الفن واللايف ستايل والطعام والحفلات الغنائية والتنجيم”، وغير ذلك من المحتوى الذي يحبه الجمهور ويتفاعل معه.

وتابع “الصاوي” أن الوصف يدل على التخصص، لكن الرسالة كانت محددة في أن القضايا ذات البعد الديني تحتاج إلى معالجة أكثر رصانةً من إعداد فقرات الترفيه، والابتعاد عن منطق الإثارة. وعاد “الصاوى” وأكد أن الربط بين التوصيف وأي جهة مصرية أو غير مصرية غير صحيح، فقد سبق له أن أكد في تصريحات سابقة أن التعرُّض للأزهر بمعلومات خاطئة كان يُعبِّر عن ممارسة فردية غير مدعومة من أي جهة أو يمكن ربطها بأي إطار أوسع.

وأكد “الصاوي” أن المشكلة في تقديم المعلومات الخاطئة وكأنها صحيحة، ومع تأثير وأهمية كيان مثل الأزهر يصبح من الخطر القبول بمثل هذه الممارسات، مؤكداً أن الأمر ليس في النقد، وأن الأزهر ليس فوق النقد؛ فكثير من الكتب والدراسات الرصينة والمتخصصين يشتبكون مع علماء الأزهر ويختلفون معهم، والخطأ وارد، لكن لا نقبل الافتراء والتجنِّي في صناعة إعلامية أساسها المعلومات.

وبينما وجد غلاف الجريدة الذى يحمل نقداً لاذعاً لـ”أديب” رواجاً وانتشاراً كبيراً على صفحات “السوشيال ميديا”، تعجَّب “الصاوي” من اعتراض البعض على الأسلوب، وزعمهم أنه غير مناسب للأزهر، مشيراً إلى أن البعض يريد من الأزهر أن يصمت تقديراً لمكانته؛ فإذا رد يقولون غير مناسب لمكانته، وإذا ذهب إلى القضاء يقولون غير مناسب لمكانته، والحقيقة أن التجاوز فى حق الأزهر أيضاً غير لائق ولا يناسب مكانته؛ فإن كان هؤلاء الناقدين خصوصاً على “السوشيال ميديا” حريصين فعلاً على مكانة الأزهر فليتخذوا أيضاً موقفاً من التجاوز، متعجباً من أشخاص في الوسط الصحفي يشجعون على التجاوز فى حق شيخ الأزهر برمزية مكانته قبل شخصه، في حين يغضبون من انتقاد أحمد الإعلاميين، وتساءل: هل نقد الأزهر حلال ونقد أصدقائهم حرام؟!، داعياً المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى تفعيل أكواده فيما يخص معايير وضوابط مناقشة الشأن الديني على الشاشات، وضمان الاحترام الكامل لمكانة شيخ الأزهر الشريف دون تقييد حق الاختلاف معه فى إطار علمي يحترم قيم العلم وضوابطه.

ولفت “الصاوى” إلى أن هناك مذيعاً كروياً جرى إيقافه والتحقيق معه من الهيئات الإعلامية بعد تفسير قول له بأنه إساءة إلى النادي الأهلي، وما نطلبه ليس إلا ضوابط محددة لاحترام الكيانات التى يفخر بها كل مصرى وعلى رأسها الأزهر الشريف.

وأكد “الصاوي” أن ما نشرته الجريدة يمثل نقداً للممارسة وليس للشخص؛ لذلك كانت الأمور كلها تصب فى اتجاه وصف الممارسة وليس وصف الشخص، دون تجاوز، والحُكم فى ذلك للهيئات الإعلامية ونقابة الصحفيين.