إحالة 5 متهمين لمحكمة الجنايات في قضية "بسنت"

قرر المستشـار النائـب الـعـام إحالـة خمسـة متهمـين محبوسين لمحكمـة الجنايـات؛ لارتكابهـم جريمـة الاتجـار بالبشر باستغلالهم ضعـف المجني عليهـا أمـام تهديداتهـم بـنـشر مخلـة منسوبة لهـا بقصـد استغلالها جنسيا وإجبارهـا على ممارسـة أفعـال مخـلـة، واتهـام بعضهـم بهـتـك عرضهـا بالـقـوة والتهديد، وتهديدهـا بنـشـر صـور خادشـة لشرفهـا، وكان التهديد مصحوبا بطلبـات منهـا، واعتدائهـم جميعـا بذلك على حرمـة حياتها الخاصة، وتعديهـم على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري باستخدام شبكة المعلومات الدوليـة.

وكانت النيابـة العامـة قـد أقامـت الـدليـل قبـل المتهمين من شهادة ثلاثـة عـشـر شـاهدا، وإقـرارات المتهمين المقدمين للمحاكمـة وإقرارات متهمين آخريـن نسـخـت صـورة مـن الأوراق لوقائع أخـرى مسندة إليهـم جـار الـتـصرف فيهـا؛ لكونهـم أطفـالا دون الثامنـة عـشـر مـن الـعـمـر فـضـلا عـن تقريـر فـحـص الإدارة العامـة لتحقيـق الأدلـة الجنائيـة للصـور والمقاطـع المنسـوبة للفتـاة، وتقريـر فـحـص الإدارة العامة للمساعدات الفنية لهواتف المتهمين، وسجلات إحـدى شركات الاتصال الثابـت بهـا محادثات بين أحـد المتهمين والمتوفـاة.

نرشح لك: تامر أمين يناشد الجمهور بعدم الخوض في تفاصيل قضية “بسنت”

هـذا، وقـد لمسـت النيابة العامـة مـن خـلال تحقيقاتها في الواقعـة مـا عـانـت مـنـه المجـني عليهـا بسنت مـن كـرب أصابهـا مـن جـرم المتهمين، حتى اضطرت إلى الخلاص منـه بالتخلـص مـن حياتها.

وعلى هـذا، فإن النيابة العامـة تؤكـد تصديهـا بحـزم لمثـل جـرم المتهمين وملاحقـة مرتكبيـه، وتعقـب الدليـل المقـام قبلهـم بكافة السبل المخولة لهـا قانونا، وتهيـب بأولياء الأمـور إلى الرفـق بأبنائهـم، والإنصـات إليهـم، ومشاركتهم همومهـم ومـا يخطئون في اقترافه بمغفرة واحتـواء، دون أن يتركوهـم نهــا لعزلة ووحـدة تفضيـان بـهـم إلى عواقب وخيمـة.

وتناشـد النيابـة العامـة الشـباب تحمـل مسـئولية الحفاظ على أرواحهـم الـتي هي أمانـة لديهـم يـوفـون حقوقهـا أمـام بارئهـاء وتنبههـم إلى أن التخلـص منهـا عـن إدراك وإرادة سليمة إن لـم يكـن جريمـة جنائية، أو فعـلا مخرجـا مـن المـلـة الدينيـة، لهـو كبيرة مـن عـظـائـم الذنـوب؛ لإزهاق روح لا يملك حـق قبضها إلا بارتُهـا، وأن هـذا السبيل الموهـوم للتخلـص مـن الضغوط والهمـوم هـو مـكيـدة مـن الشيطان، قـد يـلـقى مرتكبهـا ربـه أثمـا، ويترك أهـلـه في لـوعات فراقـه، فتجنبـوه، واعلموا أنّ لكل ضائقـة مخرجا، ولـكـل كـرب فـرجـا، وأن بعـد الـعـسـر يـسرا.

وبمناسبة تلك الواقعـة تهيب النيابة العامة بالمؤسسات العامة والخاصـة إلى تضافر جهودهـا نحـو مواجهـة مشكلة الانتحار في المجتمع، وتوجيـه الأبحاث العلميـة والمجتمعيـة لتوفير آليـات الوقايـة منـه، ونبـذ الأسباب الداعيـة إليـه، وتكريـس ذلـك حتى في مناهج الدراسة لأبنائنـا.

كمـا تهيـب النيابة العامـة بالمشرع المصري إلى إعادة النظر في تغليظ عقوبات جرائـم انتهاك حرمة الحياة الخاصة والتهديد إذا مـا أفـضى بالمجـني عـليـه إلى التخلـص مـن حياته، كمثـل حالة المجني عليهـا بسنت في الواقعـة، وكـذا النظـر في تجريـم بيـع وتـداول حبـوب حـفـظ الغـلال لغـير المختصين باستخدامها، وتشـديد العقاب على بيعهـا للأطفـال بعدمـا لاحظـت في تحقيقـات تـلـك الواقعـة وغيرهـا سـهولة بيعهـا وتداولها بين الكافـة دون قـيـود.

وأخيرا تهيـب النيابـة العامـة بالمؤسسـات الإعلاميـة كافـة وبالمواطنـيـن مـن مسـتخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خاصـة أن يتناولوا في حديثهـم معالجـة أسباب الانتحار، وسبل الوقاية منـه، والحفاظ على شبابنا، بـدلًا من اللهـث والخوض في ملابسات وقائعـه الـتي تـكـون كـثـيـرا مـدعاة لوقوعـه وبيانـا لـوسـائله، سـواء بقصد أو بـدون قصـد.