محمد قرنه يكتب: دوت مصر ..ما جمعه عبد الله كمال يفرقه خالد البري

في بداية العام الحالي ومع أزمة فصل موقع (دوت مصر) لـ 75 صحفيا بشكل مفاجئ وتعسفي بعد حذف أرشيفهم الكامل من المواد الصحفية على مدى أكثر من 8 شهور تقريبا، ومع ما أثاره هذا القرار من هجوم عنيف على الموقع وعلى طريقة إدارته، أتذكر أن إحدى الزميلات (المقربات من الإدارة) كتبت في ذلك الوقت مثلا صينيا أو هنديا يقول (نحن لا نبصقُ في إناء أكلنا فيه)، وأتذكر أيضا أنني أبديت إعجابي بحكمتها البالغة في ذلك التوقيت!! وحمدت الله كثيرا أنني لم أكن من ضمن المفصولين وتركت المكان قبلها، لأستطيع أن أبصق براحتي تماما على كل ما أراه من (سفالة) في مضمون المواد المنشورة والتعاملات في الموقع.

(دوت مصر) هو حلم الراحل عبدالله كمال الذي لم يمهله الموت لتحقيقه، وهي غنيمة خالد البري التي حولها إلى واجهة لعرض “اللانجيريهات” والدعاية لاقتصاديات الخمور والحديث عن مؤخرات الصحابيات الجليلات، لم تكن سقطة أخلاقية واحدة هي التي جعلت من هذا المكان واحدا من أسوأ أماكن العمل الصحفي في مصر لمن هم داخل الوسط، وإنما كان توجه عام وسياسة ورؤية تعتمد الابتذال الفج والهجوم الفاحش على الدين أسلوبا ومنهاجا لها، ولذلك لم يكن غريبا على الإطلاق أن يطالعنا هذا الموقع أخيرا بعنوان لواحد من كتابه المغمورين يتحدث فيه عن (مؤخرة السيدة عائشة)، قبل أن يحذفها الموقع كما أشار إعلام.أورج .

وإذا نظرت إلى أرشيف هذا الكاتب المجهول على (دوت مصر) ستجد خطا عاما وتوجها واحدا في الهجوم والتطاول على الدين الإسلامي بشكل فج مدعوم من إدارة المكان بالطبع، فمرة يتهكم على آية (واهجروهن في المضاجع)، ومرة أخرى يتطاول بسفالة على صحابيات أظفار أقدامهن بآلاف من عينته، وليس هذا المغمور هو النموذج الوحيد للتطاول العنيف على الدين، فلا يمكن تجاهل سلسلة (ليالي قريش) لصاحبها مؤمن المحمدي التي يدعي صاحبها محاولة تبسيط تاريخ الإسلام بالعامية وشرحه باستخدام مصطلحات مثل (ياأسطى) و(يا معلم)، في حين أنه يعرف جيدا أن هذا يؤدي لإفقاده أي جلال أو وقار مرتبط به في النهاية.

أما عن الابتذال في المادة الصحفية والإعلامية المقدمة على الموقع فحدث ولا حرج، بعد أن تحولت وحدة الفيديو الأفضل في مصر إلى وسيلة لإنتاج مآس حقيقية، لم تكن بدايتها (الأسطورة 69) والتي يشير اسمها إلى الوضع الجنسي الشهير، وتبدأ بيافطة مكتوب عليها (حارة درب عشرة)، والتي قدمت شخصيات مثل أحمد التباع وسعيد الهوا ليصبحوا وجوها إعلامية شهيرة، ولن تكون نهايتها السماجة المتناهية التي استطاعوا بها التغلب على سخافة شروق عبد العزيز والخليل كوميدي ليصبح الموقع بالفعل بما قدمه من (الأومليت) أكثر سخافة من الاثنين بكثير.

(دوت مصر) خرج من كونه وسيلة إعلامية ليتحول إلى مخلوق مشوه يلهث دائما وراء (التريند) و(الترافيك)، يلهث وراء أي سخافة أو هراء يتداوله الناس على الشبكات الاجتماعية، وتصبح على الفور هي القضية التي ينصب عليها تركيز الوسيلة، مع السياسة العامة المعتمدة بعد رحيل عبد الله كمال ومغادرة من غادر بعده من تصعيد الهيافة والجنس والهجوم على الثوابت المجتمعية والقيم الدينية بشكل مستمر ومتجدد وعنيف، هذا كله يجبرني كمهني وممارس للصحافة على أن أبصق في هذا الإناء، ويجبرني كإنسان أدعي أنني أعتز بديني وبإسلامي أن أبصق في هذا الإناء، ويجبرني أيضا كمستخدم دائم للإنترنت لما يزيد عن العقدين الآن تعرضت فيهما لكل أشكال الجذب الفجة والرخيصة وصرت خبيرا بها أن أبصق في هذا الإناء.

عندما تركت العمل في (دوت مصر) قبل مذبحة فصل الصحفيين التي ارتكبوها كتبت على حسابي على (فيسبوك) نوت طويل نسبيا، ذكرت فيه بعض سلبيات المكان وبعض الدروس المستفادة بالنسبة لي وأنني سأفتقد المكان وناسه وما إلى ذلك، وكتبت في نهايته أنني (كنت ومازلت متحمسا للمكان)، وبالتأكيد لم أكتب هذا نفاقا، ولكن لأنني وقت أن تركته كان الموقع بالفعل يضم مجموعة من أكفأ المهنيين في الوسط بعيدا عن إدارته، ولهؤلاء كنت أنحاز وأراهن، وبسببهم كتبت ما كتبته بعد أن عشت معهم وعاشرتهم واحترمت عقولهم وكفاءتهم، وهؤلاء يرجع الفضل في تجميعهم سويا للراحل عبد الله كمال ومن كان معه قبل وفاته واستيلاء البري على المكان، أما الآن فمن تبقى منهم في المكان تستطيع عدهم على أصابع اليد الواحدة، وهم مجبرون على الاستمرار تحت وطأة لقمة العيش، ولكن عدا ذلك فما جمّعه عبد الله كمال فرّقه خالد البري، وما كان في يوم حلما لمجموعة من أكفأ الصحفيين في مصر، أصبح لا يليق إلا بالبصق عليه.

دوت مصر يحذف عنوانًا مسيئًا للسيدة عائشة

محمد قرنة: عن بلاعة “السوشيال ميديا”

اقـرأ أيـضًا:

“الأزهري” يكشف سبب انفصال “الشعراوي” عن الإخوان

7 تصريحات لزوجة الرئيس من أول حوار صحفي‎ 

وقف طباعة جريدة الصباح بسبب طفل الرئيس

مرتضى لزيزو : “عامل فيها بطل ع الفاضي”

مذيع الحياة ينفرد بلحظة تفجير مبنى الأمن الوطني “بالصدفة”

عكاشة: “الفراعين” رفعت ثقافة الشعب وصححت التاريخ

مفيد فوزي يحرج سعيد طرابيك على الهواء بتفاصيل جنسية

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا