عروض مسرحية في 2021 تستحق الإعادة والمشاهدة

هند سلامة

شهد عام 2021 حالة من التنوع والثراء الفني بالإنتاج المسرحي على اختلاف وتباين خلفيات العروض الإنتاجية؛ والتي نرشحها لكم في نهاية العام.

ياما في الجراب يا حاوي

كان على رأس هذه العروض التي جمعت بين المتعة والثراء واجتمعت فيها وسائل الترفيه “ياما في الجراب يا حاوي” للفنان يحيي الفخراني وإياد نصار ومحمد شرنوبي وكارمن سليمان إخراج مجدي الهواري وإنتاج كايرو شو؛ اعتمد العرض بشكل كبير على الإبهار في صناعة صورته المسرحية من أزياء وديكور واكتملت المتعة بالإتقان الشديد في تصميم الاستعراضات المصاحبة للعمل بجانب جمال وروعة الأغاني في مشاهده المتفرقة؛ مع احتوائه على مدارس مختلفة ومتنوعة في التمثيل سوف تشاهد خلاله مباراة تمثيلية كبيرة بين النجم يحيي الفخراني؛ إياد نصار؛ شريف الدسوقي؛ سما إبراهيم؛ لبنى ونس؛ ومتعة الاستماع لغناء محمد الشرنوبي وكارمن سليمان عرض موسيقي استعراضي كبير مبهج وممتع يستحق الإعادة والمشاهدة.

ليلتكم سعيدة

أسعد المسرح القومي الحظ هذا العام بتقديم عرض “ليلتكم سعيدة” على خشبته بعد تقديمه ضمن الأعمال المصورة بسبب أزمة غلق المسارح 2020 لتفشي فيروس كورونا؛ قدم العرض على خشبة المسرح مرتين الأولى على القومي بطولة محمد علي رزق وبسنت صيام ومروة عيد ومريم السكري وألحان المهدي ونديم هشام؛ ثم أعيد تقديمه على خشبة المسرح البلدي ضمن فعاليات أيام قرطاج المسرحية بطولة ياسر الطوبجي وبسنت صيام ونديم هشام ومريم السكري وهدير الشريف وريهام سامي؛ حدثت بعض التغييرات على أبطال العمل لكن لم تتغير متعة الكوميديا الخفيفة التي أعادت الجماهير المصرية والتونسية لزمن الكوميديا الجميل الشبيه بأعمال الراحل فؤاد المهندس؛ “ليلتكم سعيدة” مأخوذ عن “مغنية الكورس” لأنطون تشيكوف غزل خالد جلال من قصته القصيرة عمل مسرحي كوميدي ممتع ثم أضاف له النجم ياسر الطوبجي مذاق خاص بأسلوبه وأدائه السلس المبهج؛ ما لم يفصح عنه تشيكوف في قصته القصيرة أضافه جلال في مسرحيته الكبيرة؛ اكتملت فيه عناصر الصورة بالملابس والديكور والإيقاع شديد الدقة والانضباط وبراعة التحويل من رواية صغيرة الحجم إلى مسرحية حقيقية؛ فيها طعم ومذاق الكوميديا المغزولة بحس عال.

حلم جميل

على خشبة المسرح العائم الكبير قدم المخرج إسلام إمام عرضه الجديد “حلم جميل” عن فيلم “أضواء المدينة” لشارلي شابلن بطولة سامح حسين وسارة الدرزاوي وعزت زين؛ قدم فيه سامح حسين ثنائي ممتع مع سارة الدرزاوي على خشبة المسرح الكوميدي كما تفرد العرض على مستوى صناعة الصورة المسرحية بالمسرح العائم الكبير كان من بين الأعمال الناجحة التي نجحت في جذب الجمهور بشدة حيث يجيد إمام صنع توليفة وخلطة مسرحية تجمع بين الكوميديا الراقية وجودة الصناعة الفنية.

جريما في المعادي

من بين التجارب المسرحية شديدة التميز والإبتكار يعتمد العرض بالأساس على صنع الكوميديا من إرتكاب الخطأ وتعد من العروض الجريئة تقنيا في تصميم الديكور الخاص بها الذي يشارك بشكل أساسي في بطولة العمل فهو عنصر فعال مع أبطاله خلال الأحداث يتساقط الديكور بدقة وإتقان شديد حتى يهدم تماما مع نهاية العرض؛ صمم الديكور بدقة وحرفة عالية المهندس محمود سامي؛ ويعتبر هذا العمل من بين أفضل وأهم الأعمال المسرحية التي قدمت بمجال القطاع الخاص لما تضمنه من شكل مبتكر في تقديم الكوميديا وصناعة الصورة المسرحية؛ تعاقد أشرف عبد الباقي في إنجلترا على إعادة صياغته وتقديمه في مصر وقدم بالفعل العرض المسرحي على خشبة مسرح الريحاني كانت المفاجأة هذا العام مشاركة عبد الباقي لشباب المسرحية البطولة بلعب دور المحقق مما ساهم في زحام الجماهير بشكل أكبر على مسرح الريحاني.

 

سالب واحد

استطاع المعهد العالي للفنون المسرحية إنتاج عملا مسرحيا متفردا هذا العام للمخرج عبد الله صابر وبطولة سالي سعيد وأحمد عباس ومصطفى رشدي وتأليف محمد عادل انفرد العرض بتقديم حالة مسرحية مختلفة عن قصة طفل معاق ذهنيا وبدنيا وكيفية استقبال أسرته وتعاملهم مع هذه الإعاقة نجح العمل نجاحا جماهيريا كبيرا في إعادته على خشبة مسرح الهناجر ويستحق التكرار والمشاهدة لتفوقه على مستوى الفكرة والصورة المسرحية والأداء التمثيلي.

فريدة

على خشبة مسرح الطليعة في قاعة صلاح عبد الصبور انفردت الفنانة عايدة فهمي بالجمهور وأبدعت في تقديم “أغنية البجعة” لتشيكوف للمخرج أكرم مصطفى الذي أعاد كتابة النص وتمصيره باسم “فريدة” قدم الفنانة عايدة فهمي في صور متعددة جسدت فيه أكثر من شخصية مسرحية مما منحها الفرصة لفرد مساحة كبيرة لاستعراض موهبتها التمثيلية الثرية.

المسيرة الوهمية للتفاهة

كعادته يقدم المخرج طارق الدويري في أحدث عروضه على خشبة مسرح الهناجر مواهب تمثيلية شابة متعددة الأطياف مع صورة مسرحية بديعة يتقن صناعتها بروح مخرج سينمائي قدم خلال العرض كولاج أو بانوراما لأعمال والده الراحل رأفت الدويري بطولة حمادة شوشة وسهام بنت سنية وعبد السلام ومجموعة كبيرة من الشباب.

هلاوس

تجربة مسرحية شديدة الخصوصية قدمها المخرج محمد عبد الله على مسرح الهناجر لعب فيها عبد الله على فن “المايم” في عمل مسرحي كامل ومكتمل العناصر الفنية واستعان بممثلين ولاعبي مايم قدم من خلال هذا العمل تجربة فريدة وجديدة على المسرح المصري؛ لأول مرة يتم تقديم عمل مسرحي كامل يعتمد على الإشارة والإيماءة والحركة في “هلاوس” استغل خبرته في فن المايم بشكل أوسع من التجارب الفردية القصيرة.

سلام مربع

قدم هذا العام المخرج خالد جلال العرض المسرحي “سلام مربع” ضمن عروض موسم الرياض نجح العمل نجاحا كبيرا ومن المتوقع إعادته في القاهرة يشارك في بطولته النجم محمد هنيدي؛ ومحمد محمود؛ محمد ثروت؛ آيتن عامر؛ إيمان السيد؛ أشعار أيمن بهجت قمر وألحان عمرو مصطفى؛ يتناول قصة مطرب أفراح شعبية تحدث له مفارقات كوميدية أثناء إحياء فرح ويضطر للهروب والدخول في رحلة جديدة.

 

قابل للكسر

استطاع المخرج المسرحي لبيب عزت ومصممة الإستعراض شيرين حجازي تقديم عمل مسرحي مبهر ومبهج لطلبة كلية التجارة جامعة القاهرة كان من بين العروض المسرحية المنافسة وبقوة ضمن عروض المحترفين بالمهرجان القومي للمسرح؛ “قابل للكسر” تأليف أحمد نبيل تناول فيه كواليس حياة السيرك لمجموعة من لاعبي السيرك خرج العمل بعروض الجامعة من إطار الكلاسيكية والشكل التقليدي المعتاد ليقدم عرض أقرب “للشو المسرحي” من عمل تقليدي وبالطبع يستحق الإعادة ومنح حقه في المشاهدة الجماهيرية.

أبو العربي في مهمة رسمية

فتح المخرج الشاب تامر كرم نافذة جديدة للقطاع الخاص من خلال مسرح “طيبة مول” الذي أنتج على خشبته عرض “أبو العربي في مهمة رسمية” بطولة هاني رمزي؛ داليا البحيري؛ حجاج عبد العظيم؛ أحمد فتحي؛ عمرو عبد العزيز؛ أحيا فيه كرم شكل كوميديا القطاع الخاص بقالبها الفني القديم التوليفة التي إعتاد القطاع الخاص تقديمها في زمن مضى نجح رمزي وأحمد فتحي وحجاج عبد العظيم في إدخال البهجة على قلوب الجماهير.

راشومون

كان من بين العروض الناجحة خلال هذا العام العرض المسرحي “راشومون” للمخرج كريم شهدي وبطولة طلبة مركز الإبداع الفني قدم العرض على خشبة مركز الإبداع ونجح كريم في تقديم صورة مسرحية ومعالجة فنية متقنة الصنع ومن بين عروض الشباب التي تستحق الإعادة والمشاهدة من جديد.

النجاة

قدم المخرج محمود سيد تجربة مسرحية جديدة ومغايرة لما اعتدنا رؤيته بالمسرح المصري؛ حيث قرر تقديم مسرحية “النجاة” لنجيب محفوظ داخل عمارة وشقة سكنية مما خلق حالة مبتكرة وشديدة الحساسية والحميمية بين المشاهد وأبطال العرض عمل يستحق التكرار وتجربة تستحق الإشارة والتوقف ففي هذه التجربة طرح محمود سيد شكل جديد في علاقة الممثل بالجمهور؛ أصبح فيه الجمهور عين مراقبة تحولت أعينهم إلى كاميرا سينما تلتقط التفاصيل وتتلصص على حياة أبطال العرض كانت محاولة جيدة لترسيخ هذا الشكل المبتكر ضمن عروض المسرح المصري.