من الخوف للغضب.. كيف تغير السوشيال ميديا أدمغتنا؟

أسماء مندور

أكدت آخر الأبحاث عن مواقع التواصل الاجتماعي أن تلك المواقع لم تعد منتجًا متخصصًا، وإنما أصبحت جزءًا أساسيًا من البنية التحتية للاتصالات من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي، بالإضافة إلى تشكيل اتصالاتنا وعلاقاتنا وعملنا وحتى أدمغتنا.

في هذا السياق، كشفت التقارير أن العديد من الأشخاص، في الولايات المتحدة وحول العالم، يتواصلون، في كثير من الأحيان، على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر منه على المستوى الشخصي.

نرشح لك: كيف تؤثر السوشيال ميديا على البلدان العربية؟

بالإضافة إلى ذلك، تستخدم أكبر منصات السوشيال ميديا المجانية خوارزميات مصممة خصيصًا للتأثير على المستخدمين وسلوكهم، كما تستخدم، عن عمد، تقنيات ونظريات من علم النفس وعلم الأعصاب لجذب انتباهنا والتلاعب بمشاعرنا، للعودة والبقاء في الفضاء الرقمي قدر الإمكان.

التلاعب بالعقول

التلاعب بالعقول

حقيقة الأمر أن ما يظهر على الإنترنت ليس هو الواقع، ولكنه نسخة منسقة من العالم بطريقة تعتقد الخوارزميات أن دماغ المستخدم يريد رؤيتها، بمعنى أن الأنظمة الأساسية تصمم تجربة الوسائط الاجتماعية على وجه التحديد لتناسب اهتمامات المستخدم وسلوكه من خلال نشاطه على الإنترنت.

وعليه، يكون لهذا تأثير عميق، لأن ما يقرأه المستخدم ويكتبه على الشاشة ليس مجرد فعل يحدث على الجهاز، وإنما تشكل المعلومات التي نقرأها ونعلق عليها ونشاركها كيفية معالجة الدماغ للمعلومات وتخزينها، وبالتالي، تعطي البيئة الاجتماعية على الإنترنت إشارات للدماغ باستمرار حول كيفية فهم العالم وفهم الناس فيه، وإذا كانت السوشيال ميديا هي الوسيلة الرئيسية للتواصل، فإنها تشكل الكيمياء والوصلات العصبية في المخ.

التلاعب بالعقول

تأثير الخوارزميات

على صعيد متصل، تتكيف منصات التواصل الاجتماعي مع المعلومات التي يقدمها المستخدم، على عكس الرسالة النصية أو المكالمة الهاتفية التي تنقل المعلومات إلى حد كبير كما يتم إدخالها، لكن المنصات الاجتماعية لديها خوارزميات تتحكم في محتوى وأسلوب ونبرة الأنظمة الأساسية، التي تتم برمجتها بناءً على ما تعتقد الخوارزمية أنه يجذب اهتمام المستخدم.

في نفس السياق، أظهرت التقارير الحديثة حول فيسبوك أن الخوف والغضب مدمجين بشكل متعمد في نظام معلومات فيسبوك، بمعنى أن المشاعر الشديدة هي اختصار لتفعيل المسارات في الدماغ.

على سبيل المثال، عندما يغضب الناس، فإنهم يتفاعلون، وعندما يشعرون بالخوف، فإنهم يبحثون عن المعلومات أو المنتجات التي يمكن أن تساعد في تقليل المشاعر السلبية، باختصار، الغضب والصراع والقلق هي أسرع الطرق لجذب انتباه دماغ المستخدم.