كيف يؤثر ظهور الإعلام الرقمي على الصحافة التقليدية؟

أسماء مندور الإعلام الرقمي الإعلام الرقمي

أفاد مختصون في مجال الإعلام أنه على مدار الأعوام الماضية، أدى الارتفاع في التكنولوجيا الرقمية إلى التأثير على الصحافة التقليدية في الولايات المتحدة والعالم.

ناقش هذه النتيجة وغيرها من النتائج، البروفيسور جون بافليك، الأستاذ في قسم الصحافة والدراسات الإعلامية في جامعة روتجرز بالولايات المتحدة، وأدرجها في كتابه الجديد، “الاضطراب والصحافة الرقمية: تقييم ابتكار وسائل الإعلام الإخبارية في وقت التغيير الدرامي”.

نرشح لك: خبير في الإعلام الرقمي يحذر من استخدام تطبيق “ماذا ستقول عنك الأخبار”

أشكال جديدة من الصحافة

بحسب تصريحات البروفيسور بافليك، يتمتع جزء كبير من سكان العالم اليوم بإمكانية الوصول إلى أشكال جديدة من الصحافة مثل سرد القصص من الناحية التكنولوجية من خلال الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي، والذي قال إنه يوفر سياقًا أفضل للقصص ويبني تعاطف القراء.

بالإضافة إلى ذلك، يوفر هذا التنسيق الرقمي منصة أكبر لصحافة المواطنين وإعداد التقارير، مما يلفت الانتباه إلى قضايا العدالة الاجتماعية والعرقية، على سبيل المثال، في مايو 2020، قام مواطن لديه هاتف ذكي بتسجيل فيديو وفاة جورج فلويد، مما ساعد على تحفيز حركة Black Lives Matter، على حد قوله.

أضاف أيضًا أنه في مجال الإعلام التقليدي، اضطرت المؤسسات الإخبارية إلى اتباع هذه الاتجاهات في المشاركة العامة والانتقال من إنتاج الأخبار المطبوعة إلى نشر المحتوى رقميًا، حيث كافحت معظم وسائل الإعلام للتكيف مع مشهد الاتصالات المتغير هذا، ومع ذلك، نجحت بعض المؤسسات الإخبارية والصحفيين في خلق تميز صحفي في الساحة الرقمية، ووجدوا مسارات اقتصادية قابلة للتطبيق ومستدامة بشكل متزايد”.

وتعتبر صحيفة نيويورك تايمز هي أحد الأمثلة على مؤسسة إخبارية تبنت التحول الرقمي، ونتيجة لذلك، شهدت اشتراكات رقمية مدفوعة ارتفعت من مليون مشترك في عام 2015 إلى سبعة ملايين مشترك في عام 2021.

صحارى إخبارية

في نفس السياق، لم تشهد المؤسسات الإخبارية الأخرى، لا سيما المجموعات الإخبارية المحلية، نفس النجاح في مواجهة الاضطراب الرقمي، حيث أعلنت العديد من المجتمعات أن صحفها المطبوعة المحلية تنتهي أو تقلص من تداولها بعد تعرضها لخسارة في الإيرادات، بسبب استثمار المعلنين أكثر في المنصات الرقمية مثل جوجل وفيسبوك.

نتيجةً لذلك، أدى هذا الانخفاض في الإيرادات إلى منع العديد من مجموعات الأخبار المحلية من التحول إلى الوسائط الرقمية، مما أدى إلى دورة من الخسارة، وعليه أصبح أكثر من مجتمع أمريكي “صحارى إخبارية”، أو مناطق ليس بها مصدر إخباري محلي محترف.

وهذا لا يعني بالضرورة أن أفراد هذه المجتمعات ليسوا على علم بالأخبار المحلية، حيث حاولت صحافة المواطنين ووسائل الإعلام المتنقلة والمدونات سد الفجوة التي خلفتها الأخبار المحلية التقليدية، وإبلاغ الجمهور بما يحدث في مجتمعهم، لكن هذه الأشكال من وسائل الإعلام الإخبارية لا يمكن أن تحل بشكل كامل محل الصحفيين المحترفين في هذه المجالات.

الفجوة الرقمية

في سياق متصل، قال بافليك إن الجمهور يحصل بشكل متزايد على أخباره من مواقع التواصل الاجتماعي، مما يثير مخاوف بشأن جودة المعلومات على هذه المنصات، حيث يمكن للمستخدمين تقديم الأخبار للجمهور دون المرور بعملية رسمية للتحقق من الأخبار وبالتالي نشر المعلومات المضللة بسهولة.

هناك مشكلة أخرى تتمثل في “الفجوة الرقمية”، حيث لا يستطيع السكان المهمشون اقتصاديًا الوصول إلى الاتصالات الرقمية بسبب نقص الأجهزة، أو صعوبة الوصول إلى الإنترنت، أو انقطاع الكهرباء، وعليه فإن المعلومات الخاطئة والقضايا المتعلقة بالوصول تؤثر على القضية الأكبر للديمقراطية داخل المجتمع ودور الصحافة في الحفاظ عليها.

وعلى الرغم من كل ذلك، يعتقد المختصون أن الصحافة ستتطور في المستقبل إلى مساحة أكثر شمولاً وتفاعلية، حيث تكتسب أصوات أكثر تنوعًا مع مرور الوقت، وتصبح التقارير أكثر شفافية.

كما أن استخدام التقنيات الرقمية لجعل الأخبار أكثر شفافية حتى يتمكن الجمهور من معرفة المصادر، التي تشكل أساس الأخبار، وكيف يتم فحص الحقائق، يساعد في جعل الأخبار أكثر موثوقية ودقة، وكل هذه التطورات ستساعد الصحافة في السعي وراء الحقيقة.