محمد أبومندور يكتب: الإصلاح.. أسلوب حياة

لماذا تزداد نبرة الضجر والسخط بين الناس؟ ببساطة وبتحليل رد الأمر لجذره (Root Cause Analysis) تجد أن الإحباط هو السبب وما سبب ذلك الإحباط المعبئ تحت الباط؟ هو الخذلان والاحساس بخيبة الأمل من تحقيق طموحات ورغبات مشروعة وبسيطة وتمثل الحد الأدنى لحقوق البشر في عيش حياة آمنة نظيفة ومتطورة (كما هو شعار مدارس وزارة التربية والتعليم)، فالجميع يكفل لهم الدستور الحق في مسكن ملائم وعمل يتناسب مع مهاراته ويحقق له دخل معقول بالإضافة للحق في الاحساس بالأمان. طبقاً لهرم ماسلو للاحتياجات الانسانية يأتي هذا في أدنى درجة من درجات سلم احتياجات البشر.. طيب، هذا جميل وهذا يكفله الدستور… رائع، لكن هل تحقق ذلك بعد وضع الدستور؟ سؤال يصعب الإجابة عليه بنعم أو بلا، فلا المدة المنقضية كافية لتحقيق ذلك ولا نجد الكثير من الأمثلة على تحقيقه بشكل نهائي ولو في منحى من المناحى الثلاث الأساسية المذكورة أعلاه.

ويأتي الإحباط المتبعثر الأسباب أيضاً من وراء ارتفاع سقف المطالب، فالناس ترى أنه من حقها الحصول على خدمة صحية وتعليمية ووسائل مواصلات جيدة بل ممتازة، وما المبرر لذلك؟ تأتي الإجابة كالصاروخ – نحن الفقراء ندفع ضرائب يتهرب من دفعها الأغنياء وعلى الحكومة التي تعمل عندنا تحقيق تلك المطالب… هذا تطور نوعي في فكر الناس لقد ارتقوا إلى المطالبة بمتطلبات الدرجة الثانية من سلم الاحتياجات (خدمات صحية، تعليم، مواصلات)، لكن هذا التطور النوعي الذي حدث في وقت ليس بالطويل في المطالبة بتلك الحقوق، لم يكن في حسبان الحكومات المتعاقبة والمتلاحقة أن يرتفع سقف المطالب بهذه السرعة وبالتالي لا تستطيع تحقيق تلك المطالب وذلك لأسباب عدة منها الموارد المالية للدولة وأهمها الافتقاد لقوة الأداء الإداري لموظفي الحكومة، وموظفي تلك الحكومة هم من أفراد الشعب الذي يأن ضجراً وسخطاً من سوء الأحوال – دوامة لا نهائية. يجبرنا ذلك على أن نعترف بأن علينا (كلنا) بذل المزيد والمزيد من الجهد في عملنا الحكومة وموظفيها وإدارييها – سواء اعتبرتهم موظفين حكوميين أو أفراد من الشعب، والأفراد العاديين- من أجل تصحيح الأوضاع الخاطئة وعلى الجهاز الحكومي الحزم في تنفيذ قراراتها وتطبيق القوانين بحسم – ما يحدث الآن هو استمرار للتراخي الكائن إبان أيام ما قبل 2011- نحتاج لعمل بحماس وبضمير وبإتباع افضل وأحدث النظم للتطوير.

كيف يتحقق لنا هذا الأمل؟ هذا طريق أوله خلق الوعي بين أفراد المجتمع بما له وما هو واجب عليه، والوعي الجمعي لن يتكون فقط ببرامج التوك شو الليلية أو الصراخ في خطب الجمعة بالمساجد أو وعظات الآحاد بالكنائس، وإنما بكل ذلك بالإضافة للتعليم وقوافل التوعية للمناطق النائية في القرى والنجوع. ينبغى أن تتبنى الدولة برنامج توعية يماثل التدريب التحويلي للخريجين على أن يكون هدفه التوعية التحويلية من السلبية إلى الإيجابية، من انتظار قطار الميري إلى خلق الفرص، من إلقاء اللوم على الآخرين إلى منع حدوث ما يعكر الصفو.

لا ينكر أحد أن هناك نسبة من المكونات الحكومية تعمل وتحاول بشكل طيب، وتذهب نتائج مجهوده أدراج الرياح بسبب الجزء الآخر القابع في الركن البعيد الهادي ينتظر الفرج من عند الله، أو يتسبب في عرقلة من يعمل بالفعل. هناك قاعدة علمية شهيرة تقول أن إصلاح  20% من أسباب المشاكل يؤدي إلى اختفاء 80% من تلك المشاكل، نحلم بأن يتم إصلاح ولو 10% فقط من المنظومة الإدارية فالإصلاح الإداري هو الحل.

شارك في استطلاع إعلام.أورج واختار ما هو أفضل مسلسل للفنان الراحل نور الشريف ؟

اقـرأ أيضـاً:

محمد أبومندور يكتب: فكر ثوانِ … تكسب ثواب

محمد أبومندور يكتب: كُلُه بخمسة جنيه

محمد أبومندور: الخبر والأثر   

محمد أبومندور: لا تصدق وإن منحوك الذهب..

محمد أبومندور: أين ذهبت روح رمضان في مصر؟

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا