ردود الأفعال حول اعتذار صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن التقارير العنصرية

أسماء مندور

تباينت ردود أفعال القراء بشأن الاعتذار الذي قدمته صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، بشأن تغطيتها لبعض القضايا والأحداث في الماضي، والتي تعترف الصحيفة بأن هذه التغطيات كانت تتميز بالعنصرية والعداء ضد الفئات.

بداية القصة

تعود بداية القصة ليوليو من عام 1981، حين نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية مقالًا بعنوان: “اللصوص من المدينة الداخلية فريسة في ضواحي لوس أنجلوس”. ويهدف المقال، وهو الأول في سلسلة من جزأين، إلى النظر في القضية الاجتماعية الخطيرة للجريمة في المجتمعات ذات الغالبية البيضاء في باسادينا، وبالوس فيرديس، وبيفرلي هيلز بكاليفورنيا. وأشار إلى نقص التعليم والبطالة باعتبارهما السبب الكامن وراء انتشار الجريمة في جنوب لوس أنجلوس.

لوس أنجلوس تايمز

نرشح لك: بحث يرصد معدل استهلاك الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعام 2021

لكن العنوان الرئيسي عزز فقط الصور النمطية بأن ذوي البشرة السمراء كانوا لصوصًا ومعتدين وقتلة. وأصدرت الجريدة اعتذارًا رسميًا عن هذه القصة، للإقرار بمدى تأثير هذه التغطية على معاناة الأحياء الفقيرة، وعموم سكان جنوب لوس أنجلوس، واستثناء الشرطة والمدعين العامين دون انتقاد، وبدا أنها تدعم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد هذه الجرائم.

العداء العنصري

وفي هذا الشأن، يقول سيويل تشان، المحرر المنتهية ولايته في صحيفة لوس أنجلوس تايمز: “ربما غذينا إحساسًا بالعداء العنصري وعدم الارتياح، لم نفعل وقتها ما نراه اليوم كصحافة مسؤولة”. سينتقل تشان قريبًا إلى مؤسسة تكساس تريبيون الإعلامية، لكن أحد الإنجازات الرئيسية في وقته مع لوس أنجلوس تايمز هو دوره كداعم رئيسي لمبادرة التمييز العنصرية.

لم يكن الاعتذار عن عنوان عام 1981 حالة فردية، ففي سبتمبر من العام الماضي، بدأت تلك المبادرة بفحص ذاتي لمجموعة كاملة من الإخفاقات حول تغطية الفئات المهمشة. وشعر المحرر التنفيذي في ذلك الوقت، نورمان بيرلستين، أن هناك عددًا من القضايا المختلفة التي تستحق سلسلة كاملة من التحقيقات حول هذا الموضوع، حيث كان الموظفون من ذوي البشرة السمراء في الصحيفة يطالبون بالمحاسبة وتقديم اعتذار رسمي.

دفن الأحقاد

في غضون ذلك، قرر جريج براكستون، أحد كبار المراسلين الذي يتمتع بخبرة تزيد عن ثلاثة عقود مع المؤسسة الإخبارية، أن يفكر في دوره في انتفاضات لوس أنجلوس عام 1992. ويقول إن الأمر لا يتعلق فقط بدفن الأحقاد، بل يتعلق بالاعتراف بالتغطية التي طالما دافعت عن تفوق العرق الأبيض، وسجن اليابانيين في زمن الحرب، وإلقاء القبض على الفئات المهمشة، ثم المضي قدمًا.

لوس أنجلوس تايمز

وصل موضوع العدالة العرقية أيضًا إلى ذروته العام الماضي، مع وفاة جورج فلويد وحركة “Black Lives Matter”، حيث كان هذا بلا شك دافعًا قويًا، ولكن بالنسبة للبعض، كان الدافع الحقيقي هو محاولة إثبات أن “لوس أنجلوس تايمز” تقدم الدعم، وأنها تستثمر حقًا في احتياجات مجتمعها المحلي.

ردود الأفعال

في الواقع، رغم كل تلك الاعتذارات، لم تنجو الصحيفة من النقد، حيث أشار بعض القراء إلى عدم وجود تنوع واضح داخل صفوفها، ولكن كان هناك قدر لا بأس به من الإيجابية أيضًا، فقد كتب الكثير للإشادة بالمنظمة لامتلاكها الشجاعة للاعتراف بـ “إخفاقاتها”، وإظهار أن التحيز ليس بهذه البساطة، كما كان هناك أيضًا استجابة كبيرة وإشارات إلى أن مثل هذه المبادرات يمكن أن تحمل نتائج ملموسة.

محمد جمعة يكشف حصريا لإعلام دوت كوم عن مشروع فني جديد يعيد فيه تقديم شخصية عم ضياء