محمد أبو مندور يكتب: صفحات بعيدة عن الأضواء في مشوار نور الشريف

بفقده تكبد الفن المصري والعربي خسارة فادحة، لكونه أحد أعمدة الفن الدرامي بكافة طرق تقديمه سينمائياً، تليفزيونياً، مسرحياً وحتى إذاعياً. ترك نور الشريف خلفه سجلاً حافلاً بالإعمال التي أثرت وجدان الجمهور العربي، ليس فقط لتمتعه بموهبة فذة أدارها هو وهو فقط بذكاء نادر، لكن أيضاً لأنه كان يتمتع بقبول واسع النطاق منذ أن بدأ في الستينيات بالظهور في أفلام الثلاثية لنجيب محفوظ وحسن الإمام (تحديداً فيلم قصر الشوق) وكان مايزال طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، قدمه وقتها عادل إمام لحسن الإمام، ولإجادته لأدواره عهد إليه بأدوار متعاقبة منحته الخبرة من خلال التعامل مع كبار المخرجين والكتاب، فهو ابن جيل قدر له أن ينال قسط وافر من الثقافة والمعرفة وكان هو شغوف بالحصول على أكبر قدر ممكن من الثقافة خارج نطاق الدراسة.

مما يعرف عن نور الشريف أنه كان مؤمن بنشر رسالة الفن فقد كان ضمن مجلس إدارة غرفة صناعة السينما إبان رئاسة الاستاذ منيب شافعي له، وكان يسعى لانتشار دور العرض في كافة مدن مصر بكل شكل حتى أنه كان يسعى لإعفاء أجهزة دور السينما من الجمارك والضرائب لقناعته بإن دور السينما الهدف منها التنوير فلا بد أن تعامل كالإجهزة الطبية والتعليمية، ودخل في صراعات مع الجهات الحكومية لأجل هذا الغرض.

كان حريصاً على مساعدة المواهب التي يرى أن لها إضافة أو قدرة على العطاء، فمن أشهر من ساعد في دخولهم إلى عالم التمثيل كانت سوسن بدر وبدأ بإسناد دور صغير في فيلم “حبيبي دائماً” عام 1979 وبعدها انطلقت سوسن بدر التي تعرفها ونحبها. الأمر الذي قد لا يعرفه الكثيرين أن نور الشريف ساعد يونس شلبي في التأهل للنجاح في اختبار القدرات الخاص بمعهد الفنون المسرحية، وذلك من خلال تدريبه على مشهد من مسرحية من الأدب العالمي لتقديمها في الاختبار.

لحرصه على استمراره في ممارسة فنه اضطر للسفر إلى بيروت في فترة الحروب ما بين نهاية الستينيات وحتى مطلع السبعينيات وهي فترة توقف فيها الانتاج السينمائي والفني عموماً بشكل شبه تام، ولم تكن فترة مضيئة مشواره حيث تعرض لإضطرابات حياتية عدة واشترك في عدة أفلام تجارية لم تلقى نجاحاً فنياً وإن حققت ايرادات مقبولة من العرض السينمائي في لبنان وسوريا، وتاريخياً لم تشكل تلك الأفلام جزء مهم من ذاكرة أعماله السينمائية.

قدم نور الشريف العديد من الأعمال المسرحية منها ما قدمه كممثل ومنها ما قدمه كمخرج، بدأ بتقديم عرض (الأمير الطائر) 1968، وكانت أول بطولة مسرحية له، كما قدم عروضا تعيد قراءة الأساطير والحكايات التاريخية مثل (شمشون ودليلة) 1971، وعرض (بعد أن يموت الملك) 1974 آخر كتابات الشاعر “صلاح عبد الصبورالمسرحية، و(ست الملك) لفرقة المسرح القومى 1978، و(الفارس والأسيرة) 1979، و(لعبة السلطان عام 1982)، و(كاليجولا) 1991 لألبير كامى، و(لن تسقط القدس) 2002، و(يا غولة عينك حمرا) 2004 لمسرح التليفزيون، و(يا مسافر وحدك) 1998.  وللمسرح الخاص قدم نور الشريف عام 1972 (العيال الطيبين) والمسرحية السياسية الساخرة (بكالوريوس فى حكم الشعوب) 1978 والتي لم تنل حظ التصوير التليفزيوني، والمسرحية الغنائية الاستعراضية 1992 (كنت فين يا على).
قام نور الشريف بإخراج ثلاث مسرحيات فضلا عن بطولتها وهى (سهرة مع الضحك) عام 1982 و(المتفائل) و(المؤلف فى شهر العسل)، وكذلك قدم عرض (الأميرة والصعلوك) للكاتب “ألفريد فرج”، و(محاكمة الكاهن كا) عام 1993 عن قصة للروائى “بهاء طاهر” ، وكان هناك مشروع لمسرحية عن رواية (اللجنة) لصنع الله إبراهيم ، تم الإعلان عنه أكثر من مرة دون أن تنعقد اللجنة .

اقـرأ أيضـاً:

محمود ياسين يكتب: نور.. وأنا

23 معلومة عن نور الشريف

مشوار نور الشريف في 30 صورة  

إياد صالح : نور الذي يسبق “نوره” دايما نور الشمس

وصية نور الشريف للفضائيات المصرية

وفاة الفنان نور الشريف

محمد أبو مندور : إعلام “التكاتك” الموازي

محمد أبو مندور: إعلام مؤيد أم معارض

محمد أبو مندور: (طرق مصر).. يرصد، يعرض، يسخر، ويُبكي

محمد أبو مندور: أسمع كلامك أصدقك، وأسمع برامجك استغرب!

محمد أبومندور: ليت قومي يقرأون

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا