مازال الجدل مستمرًا، فمنذ أطلقت منصة نتفليكس مسلسل “مدرسة الروابي للبنات” والجدال للآن منقسم بين مؤيد ومعارض له.
يصور العمل المعاناة اليومية لفتاة تبلغ من العمر 17 عامًا على يد المتنمرات عليها في مدرسة النخبة للفتيات وكيف يتم انتقامها منهن.
المسلسل يقع في 6 حلقات، وبطلاته خمس فتيات مختلفات الشخصية، فلكل منهن أبعاد نفسية مختلفة عن الأخرى، “نوف، مريم، رقية، ليان، رانيا”، يعالج العمل مشاكل المراهقة من خلال شخصية تلك الفتيات، ولم يتعرض المسلسل لمشكلة التنمر فقط بل تعرض لعدة مشاكل مثل اضطهاد المرأة، وثقافة “أنت ما تعرفش بتكلم مين؟ السائدة في المجتمع العربي، والواسطة والمحسوبية والفجوة بين الأهل داخل الأسرة الواحدة والآثار السلبية لـالسوشال ميديا، والتحرش الجنسي والعنف الأسري، والصداقة والعديد من القضايا الاجتماعية الأخرى”.
حققت تيما الشوملي إنجازًا رائعًا في كتابة وإنتاج وإخراج هذا العمل الذي تطرق بواقعية إلى قضايا موجودة علي أرض الواقع، طرحتها بكل سلاسة وعمق، منذ الدقائق الأولى كنت أعيش مع العمل بين هؤلاء الفتيات وشعرت فعليًا بكل التجارب التي كن يعيشنها، حتى أنني قمت ببناء علاقة عاطفية معهن.
لم يتم التعبير عن أي مشكلة بشكل مفرط أو كانت الكتابة عنها غير حقيقية بل كتبت جميع الأحداث كما هو متوقع في الحياة الحقيقية، إنها لم تكن مجرد قصة تنمر، لكنها كانت قصة عاطفية ومثيرة وجذابة للغاية والأجمل فيها أنك لا تتوقع أبدًا ما يمكن أن يحدث مما يجعلك دائمًا تخمن وتتساءل ماذا سيحدث يا تري.
لقد أنهيت المسلسل في جلسة واحدة وأنا لست شخصًا أجلس لمشاهدة العروض في فترة زمنية واحدة، كل التفاصيل الصغيرة كانت قطعة فنية متكاملة تم الاهتمام بها، أظهرت الكاتبة البنات بطبيعتهن الإنسانية، فليس فيهن جانب سيء مطلق أو جيد مطلق، بحيث إنك ممكن في بعض المشاهد تتعاطف مع الفتاة المتنمرة وتستاء من الطيبة، كما هو في الواقع، فليس الجميع مثالي وليس الجميع سيء.
نجح العمل في تصوير حياة الفتيات، وما الذي يمرون به ويتعرضون له بمنتهى البراعة كما أنه يلقي نظرة ثاقبة حقيقية على ما يحدث داخل مكان تجمع الفتيات وداخل الأسر، والواجهة التي تحملها بعض المؤسسات ومدى أهمية المجتمع وفكره وتأثيره على حياة الفتيات الصغيرات. “مدرسة الروابي للبنات
اتهم البعض مع بداية العرض أن العمل هو تشويه متعمد للمجتمع الأردني، واتهموا شبكة “نتفلكس” بأنها تقف وراء الأمر، وكأن الذي عرض ليس حقيقة وواقع! للأسف هذا طابع المجتمع الشرقي، يرفض الاعتراف بما يحدث داخله مقابل دفن الرؤوس في الرمال بكامل الرضا.
لابد أن تتعرض الدراما لكل قضايا المرأة بكل وضوح فالأفضل أن نرصد عيوبنا ونحاول إصلاحها لأننا بذلك نساعد في اختفاءها أو حتى التقليل من انتشارها.
استكمالًا لبراعة الكتابة والإخراج والتصوير، استخدام موسيقى الأندرجرواند، الراب، والأغاني ذات الكلمات المعبرة والملائمة للأحداث ساهمت كثيرًا في توصيل المعنى المباشر للعمل، كذلك الكاستينج واختيار الفتيات كان اختيار رائع وملائم تمامًا للشخصيات، وإبداعهن في التمثيل من الأسباب الرئيسية لنجاح المسلسل.
المسلسل أخرجته تيما الشوملي وكتبته بالتعاون مع شيرين كمال وإسلام الشوملي، يستحق المتابعة، وأتوقع أن الجزء التاني منه سيحمل مزيد من الأحداث والمفاجآت وأتوقع منها أن ليان لم تقتل ولذلك سيجد إقبالًا كبيرًا على مشاهدته.