أسماء شكري
في زمن سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري أن تواكب الإذاعات القديمة مثل إذاعة البرنامج العام هذا التطور وأن تتواجد بشكل قوي على السوشيال ميديا، مع الحفاظ على تاريخها العريق ووقارها كأول محطة إذاعة مصرية.
وبمتابعة صفحة البرنامج العام الرسمية عبر فيس بوك، من حيث طريقة صياغة البوستات والإعلان عن برامج الإذاعة من خلالها وأيضا الصور المرتبطة بالبوست وطريقة التفاعل مع جمهور الصفحة، توجد بعض الملاحظات على محتوى الصفحة الذي ينقصه الكثير من التطوير – بما لا يخل بتاريخ ووقار أقدم محطة إذاعة مصرية.
يبلغ عدد متابعي صفحة البرنامج العام عبر فيسبوك حاليا 52 ألف متابع تقريبا، ونالت 49 ألف إعجاب، وهذه أرقام هزيلة جدا بالمقارنة بتاريخ البرنامج العام، وفي السطور التالية نرصد أبرز الملاحظات على محتوى الصفحة، ونقدم بعض النصائح التي نتمنى من القائمين على الإذاعة مراعاتها؛ لكي تتواجد بقوة على السوشيال ميديا بالصورة التي تليق بها وتجذب مزيدا من المتابعين.
مبدأيا، صورة الصفحة الرسمية وصورة الغلاف الخاص بها لا يليقان أبدا بإذاعة البرنامج العام، فتصميم الصورتين فقير للغاية وكأنهما صُمما ببرنامج “الرسام”، ويجب عمل تصميم للصورة الرئيسية وصورة الغلاف يليق بأقدم إذاعة مصرية، ويتضمن لوجو خاص بها مثلها مثل الإذاعات الجديدة؛ التي لكل منها لوجو مميز أصبح معروفا، فضلا عن ضرورة تضمن صورة غلاف الصفحة لتردد المحطة وطرق التواصل الخاصة بها.
أغلب بوستات الصفحة تتضمن نصوصا بدون صور أو فيديوهات؛ على الرغم من أن الأبحاث والإحصائيات الصادرة عن فيسبوك تؤكد أهمية الفيديوهات ثم الصور تليهما النصوص في جذب انتباه المتابعين، وبالتالي نصوص بلا فيديوهات أو صور تجعل محتوى الصفحة غير جذاب بل ومنفر.
أيضا كتابة البوست على صفحة البرنامج العام تُصاغ بطريقة “أفقية” رتيبة وغير جذابة، على هيئة جمل متراصة في سطور تُشعر بالملل وتجعل جمهور الصفحة ينفر من متابعتها، ومن الأفضل صياغة البوست بشكل “رأسي” في سطور تحت بعضها بأقل الكلمات، وأن يتضمن كل سطر شيئا مميزا مثل موضوع الحلقة وأسامي المذيعين وهكذا.
الصور المرفقة مع بعض بوستات الصفحة يجب أن يتم اختيارها بعناية لتناسب كل بوست، وعليها ملاحظات كثيرة جدا، نوجزها كما يلي:
من الأفضل أن يتضمن كل بوست تصميما بصورة تعبر عن موضوع الحلقة، وأن يتضمن التصميم سؤال الحلقة واسم البرنامج ومواعيده وبيانات الإذاعة من التردد وطرق التواصل عبر السوشيال ميديا، فإذاعة البرنامج العام ليست أقل من الإذاعات الجديدة؛ التي تخصص تصميما مميزا لكل برنامج يتضمن كافة تفاصيله بشكل جذاب وموجز.
لكي نجعل الجمهور يتابع الصفحة وبرامج وفقرات الإذاعة بشكل أكبر، ونسهّل عليه التواصل مع الصفحة وبالتالي مع الإذاعة، يجب أن يتضمن كل بوست طرق التواصل مع الإذاعة: من عنوان الصفحة عبر فيسبوك وأرقام التليفون لتلقي المكالمات، وأيضا تخصيص رقم sms ورقم واتساب وكتابة اسم البرنامج بهاشتاج ثابت، فضلا عن كتابة مواعيد البرنامج تفصيلا واسم المذيع وصورته إن أمكن؛ حتى يتعرف عليه الجمهور.
السوشيال ميديا حاليا لم تعد مقتصرة على فيسبوك فقط؛ فهناك إنستجرام وتويتر وكلها منصات تواصل مهمة، فيجب أن تنشىء إذاعة البرنامج العام حسابات على تلك المنصات أيضا، وتهتم بنشر البوستات الخاصة بها على كل تلك المنصات في آن واحد، بحيث إذا بدأ برنامج ما تنتشر بوستاته على فيسبوك وإنستجرام وتويتر، مما سيجذب جمهورا وشرائح جديدة للصفحة؛ وبالتالي يزيد عدد متابعي الإذاعة.
أن تواكب إذاعة البرنامج العام التطور التكنولوجي ولغة الشباب لا يعني التخلي عن طابع الإذاعة الوقور، فيجب أن يتم التطوير بتوازن لا يخل بصورة الإذاعة في عيون مستمعيها، فهناك بوستات تُصاغ بطريقة لا تليق بعراقة إذاعة البرنامج العام ووقارها.
مثل هذا البوست الذي كُتب في نهايته “معكم المفرفشتان عبير وحنان” – وهما مذيعتا البرنامج عبير صبري وحنان عسكر – فحتى لو كان طابع البرنامج خفيفا وهزليا، لا يصح كتابة لفظ “المفرفشتان” كوصف لمذيعات البرنامج العام، فلم نجد وصفا كهذا على صفحات أي إذاعة جديدة، فكيف بإذاعة البرنامج العام؟! كما أن البوست شارك منشورا لشخص مجهول وهذا غير مقبول، فيجب أن يكون للإذاعة محتواها المميز الخاص بها، وليس قص ولصق من بوستات أخرى.
أيضا هذا البوست الذي تضمن سكرين شوت من بوست مجهول عبر فيسبوك، وبه كلام عامي صيغ بطريقة ركيكة حول الفرق بين النساء والرجال في المجتمع، مصحوب بـ “إيموشنز” الضحك الهستيري الشهيرة، وهو ما يعد نقلا لأي محتوى ضعيف على فيسبوك واستخدامه في تقديم موضوع الحلقة، وكان أجدر بالقائمين على إعداد الصفحة صياغة موضوع الحلقة بطريقتهم بدلا من النقل المفتقر للإبداع، وهنا سيكون محتوى صفحة البرنامج العام مميزا وليس مجرد تقليد.