فانز "طالبان" في مصر

مصطفى شحاتة

لم تكن مفاجأة أن نرى هذا الكم من التعاطف والحب والإعجاب الموجه لحركة طالبان الإرهابية من بعض المصريين على السوشيال ميديا، وفي الأحاديث الثنائية.. “الدواعش فينا، لكن إلى الآن ربنا ساترها معانا”.

دون تعميم كبير، الشخص المؤيد لطالبان هو نفسه الشخص الذي تمنى أن تستمر جماعة الإخوان الإرهابية في حكمها لمصر، بكل ما فعلت من قتل وتدليس وضحك على الشعب، كما أن مؤيدي الإخوان في مصر، أعدادهم كبيرة، بالطبع لا إحصاءات لهذا الأمر، لكن هناك انطباعات يمكن تكوينها، من خلال متابعات مواقع التواصل الاجتماعي والحوارات في أماكن عديدة -لا ينفي هذا أن الجماعة مرفوضة ومن قطاع عريض- خصوصا مع أي تحرك للدولة ضد الجماعة أو أموال أحد قياداتها، تختلف طبعا درجات هذا التأييد، لكن كلها تصب في نفس المكان، وتخرج من نفس الدماغ المعجونة بأفكار الإخوان والتيارات المتطرفة سواء عن وعي أو بلا وعي.

نرشح لك: بعد سيطرة طالبان على كابول.. مراسلة CNN بالحجاب على الهواء

 

وفي رأيي هذا نتاج سنوات من تواجد الإخوان على الأرض، ما جعل المواطن المصري العادي جدا، يميل بطبعه إلى من يدعون التدين، معتقدا أن هذا تقربا من الله، حتى إن كان هذا داخل مصلحة حكومية بسيطة، ستجد هذا المواطن المحمل بأفكار هذه التيارات نتيجة الاعتياد لا الانخراط في التنظيم، يعتقد أن هذا الشخص الذي تبدو عليه ولو سمات قليلة من التدين الشكلي، هو أفضل موظف، والذي يجب أن يتعامل معه، ظنا منه أنه الأكثر صدقا وخدمة للمجتمع، وغالبا-بما أننا لا نملك إحصاء نلجأ إليه- لا تكون هذه الرؤية صحيحة.

هل هذه حرية رأي؟ أن تدعم طالبان؟!

طبعا لا، هذا إرهاب واضح وصريح، فالبوستات المؤيدة والمهللة لهذه الحركة الإرهابية، تشعرنا أن الحركة الإرهابية وصلت للحكم في كابول عبر سنوات من خدمة المجتمع الأفغاني، والمحاولات المستمرة للفوز في الانتخابات!. بالعكس يحمل المؤيدون لطالبان ذنب كل هؤلاء الذين قتلتهم الحركة- ربما يكون القتل أهون ما تفعله طالبان- في سنوات طويلة، ملايين تم تشريدهم نتيجة أفعال طالبان، ستسأل بالطبع عما فعلته أمريكا، وسنرد وهل جاءت أمريكا لأفغانستان محاربة للديمقراطية التي ينعم بها الشعب الأفغاني، أم أن الحركة نفسها هي المسؤولة عن أحداث 11 سبتمبر في أمريكا، والتي دفعت بالأخيرة إلى غزو أفغانستان.

لا يختلف ما كتبه الإرهابي عاصم عبد الماجد في هذا السياق، عما كتبه مصري آخر يعيش بيننا ويمشي في الشوارع، معتقدا أنه يرضى الله سبحانه وتعالي بتأييده للحركة/ الإسلام، فحتى في السياسة لا يمكن تأييد حركة إرهابية تسعى للحكم بالسلاح- راجع صور أفراد طالبان-، لكن في الأيام الأخيرة وبجولة سريعة في تدوينات التايم لاين سوف تظن أن دعوات الجهاد في أفغانستان التي انتشرت فترة حكم السادات -الذي دعم وللأسف الشديد التيارات الإسلامجية في مصر، وفتح الأبواب للجهاد/ الإرهاب- ستعود قريبا، وكما وصل مصريون إلى “داعش” في العراق وسوريا وحاربوا تحت رايتها وإرهابها، فقطعا سيفعل مصريون هذا مجددا مع كابول، خصوصا من المنخرطين بالفعل فى تلك التيارات وتنقصهم دائما الفرصة للظهور.

هؤلاء المؤيدون تعاملوا مع الأمر على أنه فرصة جديدة، لكي يظهروا هذا الولاء المستمر والدائم للإسلامجية، وإن كان التيار الإسلامي بالفعل به اختلافات وتوجهات كثيرة حسب المكان الذي يتواجد فيه، أظن أن ما آلت إليه كل البلدان التي تحكمت فيها هذه التيارات ولو لمدة قليلة، هو شكل واحد من الفساد والفشل، حزب الله في لبنان، الإخوان في مصر 2012، محاولات حركة النهضة في تونس، الحوثيين في اليمن، والإخوان في السودان، وهي كلها حركات تدعي أن حكمها للبلاد سيخلص أهلها من الفساد والفشل ويصل بهم للتقدم في كل مجالات الحياة، ولم نشاهد هذا أبدا في أي دولة، لكن هناك من يراهن على طالبان التي تحظى ـ دون أية مفاجأة ـ بدعم تركيا وقطر مثلها مثل جماعات إرهابية أخرى.

لا أخفي سرا، حين أقول إن فكرة وجود أفراد يؤيدون حركة طالبان في مصر تثير الخوف والأسى، فمؤيد طالبان بالطبع هو مؤيد لأفكارها وتوجهاتها وأفعالها من قتل وسحل وحرمان للمرأة من كل شيء، وتعامل لا يختلف مثلا عن تعامل “داعش” الإهاربية في شيء، هو إرهابي قطعا، إلا إذا كان لديكم أي تصور بأن من يؤيد الإرهابيين ليس إرهابيا.

سيف ياسر.. شاب يصوب الكرة بمهارة لافتة وينتظر الانضمام للأهلي أوالزمالك