هل يسبب خللًا بالدماغ؟.. تعرف على التفسير العلمي لأعراض الإدمان الرقمي

أسماء مندور ـ تكتب عن الإدمان الرقمي

وفقًا لتقارير WSJ حول الصحة العقلية، تنبع المشكلات النفسية مثل الاكتئاب والقلق من الدوبامين الناتج عن الاستخدام المفرط للشاشات، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الأشخاص الذين يقضون أكثر من ست ساعات يوميًا أمام أجهزة التلفزيون أو أجهزة الكمبيوتر، يعانون من مستويات أعلى من الاكتئاب، وهو ما يفسر سبب ارتفاع عدد حالات الاكتئاب الجديدة في جميع أنحاء العالم بنسبة 50٪ بين عامي 1990 و 2017.

الإدمان الرقمي

أوضحت التقارير أيضًا ظهور نوع من الإدمان يسمى الإدمان الإلكتروني أو الرقمي، الذي لم يكن موجودًا منذ عقود، مثل الرسائل النصية والتغريدات وتصفح الويب والتسوق عبر الإنترنت والألعاب والمحادثات وغيرها، حيث تستخدم هذه المنصات الإشعارات والتعزيزات مثل “الإعجابات” لفرض الإدمان. علاوة على ذلك، تعمل تلك الإشعارات على إطلاق هرمونات التوتر لدينا، وهذا يُرجع سبب ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق في البلدان الغنية مثل الولايات المتحدة، إلى تعلق الدماغ بالناقل العصبي المرتبط بالسعادة.

نرشح لك: كيف تعلم أن طفلك يتعرض للمخدرات الرقمية؟ طبيب يوضح

السبب الحقيقي لمعظم الأزمات النفسية

من جانبها، كتبت Anna Lembke، طبيبة نفسية أمريكية في جامعة ستانفورد، مقالًا لها في نفس الصحيفة، أكدت فيه أنه على مدار مسيرتها المهنية كطبيبة نفسية، رأت كثير من المرضى الذين يعانون من الاكتئاب والقلق، بما في ذلك الشباب الذين لديهم عائلات محبة وتعليم متميز وحالة مادية متيسرة، لكن اتضح بعد ذلك أن مشكلتهم ليست الصدمة، أو الاضطراب الاجتماعي، أو الفقر، وإنما السبب هو الكثير من الدوبامين، وهو مادة كيميائية ينتجها الدماغ، وتعمل كناقل عصبي، وترتبط بمشاعر المتعة والسعادة والمكافأة.

الإدمان الرقمي يُغرقنا في الدوبامين

توضح الطبيبة ذلك بقولها أننا عندما نفعل شيئًا نستمتع به، مثل لعب ألعاب الفيديو مثلًا، يطلق الدماغ الكثير من الدوبامين، مما يسبب شعورًا بالرضا، لكن أحد أهم الاكتشافات في مجال علم الأعصاب في الـ 75 عامًا الماضية هو أن المتعة والألم تتم معالجتهما في نفس الأجزاء من الدماغ، وأن الدماغ يحاول جاهدًا الحفاظ عليهما في حالة توازن، لذا عند إطلاق هذه المادة الكيميائية التي تبعث على الشعور بالسعادة، يحاول الدماغ استعادة التوازن عن طريق تقليل عدد مستقبلات الدوبامين التي يتم تحفيزها، وهي عملية تسمى التوازن، وهذا هو السبب في أن المتعة يتبعها شعور ببعض التهور أو الكآبة.

في حين أن هذا الشعور يمكن أن يمر في النهاية، لكن أي محاولة للتغلب عليه من خلال العودة إلى مصدر المتعة للحصول على جرعة أخرى على مدار أسابيع أو شهور يمكن أن يغير آلية الدماغ للشعور بالرضا، وفي حالات الإدمان الرقمي، يكون المصدر ضروريًا، وهو الشاشة، ليس للشعور بالمتعة فقط، ولكن أيضًا للشعور بالسعادة، لذا فإن أي محاولة للامتناع عن تلك الشاشات يؤدي إلى ظهور أعراض انسحابية؛ مثل القلق، والعصبية، والأرق، وخلل النطق، والاكتئاب.

سيف ياسر.. شاب يصوب الكرة بمهارة لافتة وينتظر الانضمام للأهلي أوالزمالك