بين الادعاء والحقيقة.. كيف كانت تغطية الإعلام الإسرائيلي للحرب على غزة؟

أسماء مندور

هناك الكثير من الجدل بين وسائل الإعلام والإسرائيليين، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الجمعة، على تويتر، أن القوات الجوية والبرية ستهاجم قطاع غزة. أدى ذلك، إلى جانب تأكيد المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي، إلى قيام العديد من المؤسسات الإخبارية بالنشر عن حدوث غزو إسرائيلي.

كتب “ديفيد إم هالبفينغر” في نيويورك تايمز: “في غضون ساعات، تم تصحيح جميع هذه التقارير، لم يحدث غزو، وبدلاً من ذلك، فتحت القوات البرية النار على بعض الأهداف في غزة من داخل الأراضي الإسرائيلية، بينما استمرت الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار في الهجوم من الجو، وتولى متحدث عسكري رفيع المستوى المسؤولية، وألقى باللوم على الخدع الحربية”.

نرشح لك: 20 مؤثرا عربيا يتفاعلون مع القضية الفلسطينية

لكن بحلول مساء الجمعة، ذكرت العديد من المنافذ الإخبارية الإسرائيلية أن الخبر غير الصحيح لم يكن مصادفة، لكنه كان في الواقع جزءًا من خداع مفصل، حيث قالت التقارير الإعلامية إن القصد هو خداع مقاتلي حماس، للاعتقاد بأن غزوًا قد بدأ والرد بطرق من شأنها أن تعرض أعدادًا أكبر منهم لما يُطلق عليه هجوم إسرائيلي فتاك.

وفي نفس السايق، أفاد مركز بوينتر أن هذا سيكون تطورًا مزعجًا وغير مبرر بأن يتم خداع وسائل الإعلام لتصبح في الأساس ملحقات في صراع مميت. وقال دانيال إسترين، مراسل NPR في القدس، نحن لا نقبل أن يتم التلاعب بنا بهذه الطريقة، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما هي الحقيقة، ولماذا تنقل وسائل الإعلام الإسرائيلية على نطاق واسع أنها خدعتنا؟

افتراءات كاذبة

دمرت غارة جوية إسرائيلية، يوم السبت، مبنى من 12 طابقا في مدينة غزة، وزعمت إسرائيل أن المبنى كان موطنًا لأصول عسكرية مملوكة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، وفي مقابلة مع شبكة CNN يوم الأحد، قال المقدم “جوناثان كونريكوس” بقوات الدفاع الإسرائيلية: “لم تكن حماس في المبنى فحسب، بل كانت تستخدمه بنشاط لمحاربة إسرائيل”.

لكن هذا المبنى كان يحتوي على مكاتب وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس ووسائل إعلام أخرى، وعلى الرغم من أن التحذير المسبق بالقصف للصحفيين الذين عملوا هناك ساهم في إنقاذ حياتهم، إلا أنه تم فقد معدات وسجلات ثمينة نتيجة تدمير المبنى.

وقال “غاري برويت”، الرئيس والمدير التنفيذي لوكالة أسوشييتد برس في بيان: “لن يعرف العالم الكثير عما يحدث في غزة بسبب ما حدث اليوم، نشعر بالصدمة والرعب من استهداف الجيش الإسرائيلي وتدمير المبنى الذي يضم مكتب أسوشيتد برس وغيرها من المؤسسات الإخبارية في غزة، هذا تطور مزعج وغير مقبول، لقد تجنبنا بصعوبة خسارة فادحة في الأرواح”.

تكذيب الادعاءات

لكن السؤال الآن هو: هل كان المبنى يؤوي حماس بالفعل؟

طلب الصحفيون من المسؤولين الاسرائيليين تقديم دليل على أن حماس كانت تقيم في المبنى، قال “كونريكوس” إن الدليل سيُعرض في “الوقت المناسب”، لكن قاطعه أحد الصحفين وقال: “ألم يكن ينبغي أن يحدث هذا قبل 24 ساعة”؟

أشار كبير المحررين في The Dispatch، ديفيد فرينش، إلى أن قوانين الحرب واضحة؛ عندما يسيطر جيش أو مجموعة عسكرية على مبنى، فإنه يتحول من منشأة مدنية إلى منشأة عسكرية، لكن ما هو الدليل الذي تمتلكه إسرائيل على أن حماس كانت تستخدم المبنى؟

من جانبها، أكدت وكالة الأسوشييتد برس أنها لا تنحاز إلى أي طرف في أي صراع، وأضافت: ما نؤمن به هو حماية حق العالم في معرفة ما يجري في هذا الصراع أو أي صراع، هذه قصة مهمة وبسبب ما حدث يوم السبت، لن يعرف العالم الكثير عما يحدث في غزة.

وأضافت، أنه لم يتم تحذيرها قبل يوم السبت من أن حماس كانت تعمل في نفس المبنى، وهو المبنى الذي تعمل فيه الوكالة منذ 15 عامًا، وأعلنت أنها تود إجراء تحقيق مستقل في الأمر.