هشام المياني: قناة السويس الجديدة والفرخة التي تبيض الذهب

– هل السيسي حينما كان ينظر لمجرى القناة الجديدة من شباك الطائرة الرئاسية فكر في لحظة الافتتاح فقط أم ذهب إلى أبعد من ذلك؟

– هل فكر الرئيس في المشروع التالي الذي يحافظ من خلاله على حالة الالتفاف الوطني التي حدثت حول مشروع القناة؟

نقلا عن جريدة المقال

توقفت كثيرا متأملا صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو ينظر لمجرى قناة السويس الجديدة من شباك طائرته الرئاسية خلال تفقده للمسات الأخيرة للمشروع قبل يومين.

حاولت أن أدقق في ملامح السيسي لعلي أتخيل ما يفكر فيه.

هل يفكر الرجل في لحظة الافتتاح والبهجة التي ستعم المصريين يوم 6 أغسطس؟

أم أنه يفكر فيما بعد الافتتاح؟

فلو كان السيسي يفكر في لحظة الافتتاح وفقط، فستكون تلك مشكلة كبرى، لأن هذا يعني أن الرئيس -وهو قائد الدولة ورمزها ودليلها- يفكر بعقلية رجل عادي ينظر فقط للحظة القريبة أو الحالية أو يكتفي بالعصفور الذي اصطاده بينما هناك عصافير كثيرة لا تزال على الشجرة تحتاج جهدا وخططا للوصول إليها.

أما لو كان يفكر فيما بعد الافتتاح -وهذا هو المطلوب- فذلك يعني أن الرجل قد علم القيمة والمعنى الحقيقي لمشروع قناة السويس الجديدة.

فمشروع قناة السويس الجديدة قيمته الحقيقة ليست في مردوده الاقتصادي وعوائده ولو حصرته الدولة كذلك في فكر الشعب فستكون الفائدة قليلة وقد تكون الصدمة أكبر.

فهذا المشروع رغم قيمته الكبيرة إلا أنه مجرد مشروع قد يحقق عائدا ضخما أو لا، فهو ليس الفرخة التي ستبيض الذهب لمصر كل يوم.

هذا هو مربط الفرس، على الرئيس والدولة التعامل مع الأمر بواقعية وعدم التحليق بالناس كثيرا في السماء، بل الاستفادة من المعنى الحقيقي لهذا المشروع وهو حالة الالتفاف الوطني التي حققها المصريون حوله.

هل فكر الرئيس في المشروع التالي الذي سيحافظ من خلاله على حالة الالتفاف الوطني هذه مستمرة دون أن تفتر؟

ويا حبذا لو كان التفكير خارج صندوق قناة السويس، أي لا يكون الأمر فقط قاصرا على التغني بمشورع القناة طوال الوقت ظنا أن هذا المشروع سينجح في تحقيق التفاف المصريين حوله طوال الوقت، لأنه مهما بلغت قكمية وأهمية ونجاح أي مشروع فهو سيخفت في عقول الناس مع الوقت.

ومن ثم وجب التفكير في مشروع جديد، ولا تظن الدولة أن القناة الثالثة (قناة ميناء بوسعيد) التي أعلن الفريق مميش البدء في حفرها ثاني يوم افتتاح قناة السويس الجديدة، سيكون هو المشروع التالي الذي سينجح في تحقيق حالة الالتفاف الوطني، لأن هذا مشروع من نفس الفصيلة ما يعني أن بهجته ستكون أقل خفوتا من مشروع قناة السويس الجديدة.

وبناء على ذلك فياحبذا لو كان فكر الرئيس والدولة موجها نحو مشروع علمي قومي كبير، يعمل تحقيق نهضة علمية تكون هي الطريق إلى المستقبل وتساعد في القفز بالاقتصاد المصري إلى مصاف اقتصادات الدول المتقدمة الكبرى.

فلا نهضة اجتماعية ولا سياسية ولا اقتصادية ولا حتى أخلاقية إلا بالعلم.

حتى تجديد الخطاب الديني الذي ينادي به الرئيس كل يوم لن يتحقق إلا بالنهضة العلمية التي تجعل عقول المصريين أكثر قدرة على التنقيح والفلترة والمناقشة والتصويب.

هذا هو الطريق الذي أرى أنه لابديل عنه لتحقيق النهضة المطلوبة ونتمنى أن يكون الرئيس وكبار قيادات الدولة مشغولون به. مثلنا.

اقرأ أيضًـا:

10 أغاني تحتفي بقناة السويس الجديدة

ننشر السبب الحقيقي لوقف “قهوة” أحمد يونس

حملة ضد نجوم FM بسبب قهوة يونس  

عيسى ينتقد السيسي: يعمل وفقًا للجنرالات

وزير الثقافة: أحد الوزراء اشتكى من “ولاد رزق”

كلمة مؤثرة لأم ضابط شهيد أمام الرئيس

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا