أحمد فايز مصمم ديكور "الاختيار 2": الأماكن الظاهرة في الحلقات مبنية بالكامل

رباب طلعت

بعد مرور الأسبوع الأول من رمضان 2021، نجح مسلسل “الاختيار 2” في حصد كم كبير من الإشادات التي لم يفز بها الممثلين بجانب المخرج والمؤلف كما هو معتاد، بل أيضًا نجوم العمل ممن هم وراء الكاميرا، ومنهم مهندس الديكور أحمد فايز، الذي ساهم في إخراج مشاهد العمل، أقرب ما يكون للحقيقة، خاصة الأماكن المألوفة لدى المشاهدين والتي شهدت أحداثًا حقيقية عاصرناها جميعًا.

“إعلام دوت كوم” حاور مهندس الديكور أحمد فايز، لمعرفة تفاصيل بناء ديكور “الاختيار 2” وكيف ظهرت الصورة كالواقع تمامًا، وفيما يلي أبرز تصريحاته:

الاختيار 2

1- “الديكور هو كل حاجة في الشخصية ماتقالتش.. لازم تحسي من غير ولا كلمة الراجل ده عايش إزاي وشخصيته إيه.. الحدث ده قام إزاي وفين.. من غير ما حاجة تتقال”، فهو يعكس الكثير من سمات الشخصية، ومن واقع الأحداث، لذا هو عامل أساسي ومهم في العمل الفني.

2- “الاختيار 2” هو رواية لأحداث ووقائع عاصرناها جميعًا لذا كان يجب أن تظهر الصورة أقرب ما يكون للواقع، خاصة الأماكن الموجودة داخل القاهرة والتي وثقت كافة أحداثها في فيديوهات شاهدها الجميع، ويعرفون تفاصيلها.

نرشح لك: كيف خرجت الحلقة الخامسة من الاختيار؟ المونتير أحمد حمدي يجيب

3- كل الأماكن التي ظهرت في الأحداث تم بنائها بالكامل، حتى مشاهد سيناء، ورابعة العدوية، وكذلك مكاتب الضباط في الأمن الوطني، فبالطبع لم نصور بداخل المبنى نفسه، ولم يتسنَ لنا الذهاب إلى سيناء، بالتالي بحثنا عن أماكن مشابهة لها في القاهرة، وبنينا الديكور الخاص بنا.

4- تكلفة الديكور ليس مبالغ فيها، لأننا لا نبني ديكور تاريخي، ولم يفكر أحد من صناع العمل في تلك التكلفة نظرًا لأن لها ضرورة في سياق الدراما والأحداث، ولأنها عاملًا مهمًا في الأحداث كان لابد الاهتمام به.

5- حرصنا ألا يلاحظ المشاهد أي فرق بين المشاهد الحقيقية والتمثيلية، وذلك مجهود فريق كامل سواء المونتير أو مدير التصوير أو مصمم الديكور والمخرج وغيرهم.

6- أصعب مرحلة في تنفيذ الديكور هي اختيار الموقع المناسب لبنائه، لذا فنحن نبحث كثيرًا عن “اللوكيشن” المناسب للصورة الخارجية المراد تنفيذها، ومن ثم نبدأ في التفاصيل الداخلية، وتعمدنا الواقعية من خلال الديكور.

 

7- بنينا مكاتب الأمن الوطني أقرب ما يكون إلى الواقع في مصر، فنحن لا نصور عملًا عن المخابرات الأمريكية، فظهرت مكاتبهم بسيطة بطابعنا المصري الحقيقي، ولم نلجأ للإبهار فيها، فالواقعية مطلوبة في العمل ككل.

8- التفاوت الحاصل في ديكور منزل كريم عبد العزيز -ضابط الأمن الوطني- ومنزل أحمد مكي -ضابط القوات الخاصة- لأن منزل “عبدالعزيز” منزله الشخصي الذي بناه على ذائقته، ويعيش فيه مع أسرته، ولكن “مكي” يعيش مع والده، لذا فإن منزله ذو طراز أقدم، وله طابع دافئ، كان يجب أن نراعي تلك النقطة، فالمنزل تفاصيل والد “مكي” وليس “مكي” نفسه، على عكس “كريم”، بالإضافة إلى أن غرف المنزل يجب أن تظهر أقرب إلى مكاتبهم، بعيدة عن الازدحام، وذات إضاءة هادئة.

9- في الأعمال الدرامية العادية يتم التنسيق بين مهندس الديكور ومدير التصوير عن مناطق في الديكور يجب إبرازها، ولكن في “الاختيار 2” الأمر مختلف تمامًا، لأننا نعكس وقائع حدثت بالفعل، فما يجب أن يُسلط الضوء عليه، هو ما تم توثيقه من قبل بالفعل.

10- الديكور في الدراما والسينما مر بثلاثة مراحل، عاصرها جيلنا من المصممين، الأول بعد السبعينات بعد ظهور الألوان في التلفزيون مباشرة، فبدأ المصممون في إظهار الألوان بشكل كبير وهي مرحلة “البهرجة”، تبعها مرحلة فقيرة جدًا وهي مرحلة “المقاولات” في الثمانينات والتسعينات، وبعدها بدأنا في مرحلة الاهتمام المبالغ بالديكورات، كل مصمم يريد إبراز الديكور الخاص به، وكل ذلك انتهى تمامًا في العالم كله، وبدأنا المرحلة الحالية وهي مرحلة “الاهتمام بتفاصيل التفاصيل”، فالاهتمام لم يعد بحجم الأماكن وكثرة الألوان، ولكن بالواقعية، فيجب أن يشعر المشاهد بأن كل ما يراه حقيقي، وإذا ما بدأ عقله يرى بأن هناك شيئًا غير واقعيًا فذلك يعني أن هناك خطأ ما.

11- في “الاختيار 1” كان التحدي هو قلة المصادر، لأن أغلب المشاهد في الصحراء، على عكس “الاختيار 2” كان هناك كمًا كبيرًا من الأماكن والتفاصيل داخل الدولة، فكان المجهود الأكبر هو الوصول لأقرب صورة ممكنه لها، ففي “الاختيار 1” بنينا على قدر الاستطاعة منازل وأماكن تشبه سيناء، ولكن في “الاختيار 2” كان من أكثر المسلسلات التي عملنا فيها في أماكن “لوكيشنات” مختلفة.