كيف خرجت الحلقة الخامسة من الاختيار؟ المونتير أحمد حمدي يجيب

رباب طلعت الحلقة الخامسة من الاختيار 2

حصدت الحلقة الخامسة من مسلسل “الاختيار 2” بطولة كريم عبدالعزيز وأحمد مكي، إشادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من كافة الجوانب، سواء السيناريو أو الإخراج أو أداء الفنانين، وأيضًا مونتاج الحلقة التي كانت مزيج متجانس ما بين المشاهد الدرامية والأخرى الوثائقية التي نجح المونتير أحمد حمدي، أحد أبطال الحلقة الذين صنعوا نجاحها من وراء الكاميرا في إظهارها باحترافية عالية وإتقان شديد.

إعلام دوت كوم” تواصل مع مونتير الاختيار 2 أحمد حمدي، لمعرفة كواليس مونتاج الحلقة، وكيف خرجت للجمهور بتلك الصورة المميزة، وفيما يلي أبرز تصريحاته:

1- تصوير الأعمال مثل “الاختيار 2” تلك التي تدمج بين المشاهد الدرامية والحقيقية أصعب من الأخرى ذات المشاهد التمثيلية فقط، لأن المونتاج في الأخير مهمته أبسط، فهو يعمل ضمن حيز محدد من المعلومات، يحاول اختيار طول المشهد المناسب وترتيب الأحداث وخلافه من المشاهد المتاحة معه والتي قام فريق العمل بتمثيلها، لكن مهمة مونتاج النوع الآخر مثل “الاختيار 2” يتم مشاهدة عدد كبير جدًا من الوثائقيات لاختيار الأنسب منها، سواء ما يناسبها لتضمينها وسط المشاهد المصورة، أو الجودة الملائمة للصورة التي تم تصوير المشاهد بها.

نرشح لك: مواعيد عرض الاختيار 2 رمضان 2021

2- نحن لا نقدم عمل وثائقي، “الاختيار 2” عمل درامي في المقام الأول، ولكنه يلمس وقتًا عاصرناه جميعًا، وحدث حوله جدل وخلاف كبير، فكان يجب تدعيم الدراما بمشاهد وثائقية، ما يمنحها مصداقية لدى المشاهد، فنحن لا نصور فيلمًا تسجيليًا، بل دراميًا، ولكننا أضفنا الوثائقي لنربط للمشاهد الأحداث، ونربط المشاهد الدرامية مع بعضها بشكل أكبر.



3-
الحلقة الخامسة من الاختيار حدث فيها معجزة هي وكافة الحلقات الأولى للمسلسل، فهناك أوركسترا وراء ظهورها بهذا الشكل، حيث بدأ المؤلف هاني سرحان في كتابة المشاهد، واجتمعنا لدراستها ومناقشة ما سنفعله فيها، حيث كنا قد جمعنا كافة الفيديوهات الوثائقية التي نريد الاستعانة بها لمعرفة كل ما حدث في ذلك اليوم، ثم بنى المخرج بيتر ميمي مشاهد درامية بناء على مئات الوثائقيات التي شاهدناها، على سبيل المثال مشهد فتح أسماء أبو اليزيد للشباك، ومشاهدتها لتجمع القوات أسفله، كان أحد الفيديوهات التي جمعناها قبل التصوير، وطلب بيتر نفس ديكور الفيديو ونفس “الدبدوب” الموجود في التصوير، فلقد درس كافة التفاصيل بدقة، ونحن أيضًا شاهدنا ودرسنا عدد كبير من الفيديوهات لإخراج الصورة أقرب ما يكون للحقيقة.

4- مجهود الحلقات الأولى والحلقة الخامسة تحديدًا كان قبل التصوير والمونتاج والبحث وراء التفاصيل، وممن يجب الإشادة بهم مهندس الديكور أحمد فايز، فقد برع في تصميم مكان مشابه تمامًا لميدان كبير مثل رابعة العدوية، فمن المستحيل أن يفرق أحد بين الميدان الحقيقي بتفاصيله والذي صممه “فايز”.

5- بيتر ميمي كان مهتمًا بكافة التفاصيل، وقد شاهدنا معه الاعتصام كاملًا من البداية إلى النهاية، لكي نخرج بجملة مهمة لا تتجاوز ثواني معدودة، تخدم المشاهد الدرامية، مثل مشهد دخول مكي للاعتصام الذي صاحبه جملة من المنصة عن حل الأمن المركزي واستبداله بحرس ثوري، فنحن أردنا المزج الواقعي بين الأحداث المصورة وما حدث بالفعل.

6- تلك الحلقة كان من الممكن بنائها بألف سيناريو، مثلًا التركيز على رابعة العدوية فقط، أو إهمالها تمامًا، أو الاختيار ما بين أحداث عمارة طيبة، أو عمارة المنايفة، أو الدمج بينهما، أو من الأفضل للتركيز عليه، وهكذا، فأصعب ما في الموضوع هو التوفيق في اختيار القرار الصحيح.

7- السبب في اختيارنا لفيديوهات من رصد والجزيرة والقنوات التي تنتهج لغة معادية ضد مصر، وداعمة لجماعة الإخوان المسلمين، وراءه قصة طويلة، فيوم 14 أغسطس الذي تتناوله الحلقة شهد أحداثًا كثيرة من ضمنها فض ميدان رابعة العدوية، ونحن نوثق ذلك من خلال الحلقة، فنحن لا نتحدث عن فض رابعة فيها، بل كل ما حدث في ذلك التاريخ، حيث تم فض اعتصامين أحدهما كان في ميدان النهضة والذي تم فضه دون سقوط أية ضحايا أو وفيات وبطريقة سلمية تمامًا، واعتصام رابعة العدوية الذي شهد وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى حدوث مصائب عدة في كل محافظات مصر، وهو ما يتجاهله الإخوان في إدعاءاتهم، حيث يلغون كل تلك الأحداث ويحصرون اليوم فيما حدث في رابعة، ليشعروا الناس بأن هي تلك القضية، في حين أن القضية أحداث اليوم كله، فعندما نركز عما حدث في رابعة منفردًا ستشعر بأنه كارثة، ولكن عند قراءة المشهد كاملا مع عدد الضحايا الكلي لذلك اليوم مع ضحايا الضباط وأمناء الشرطة في المعادي وكرداسة وأسيوط وغيرهم، بالإضافة إلى اقتحام مراكز التجنيد، وإشعال النار في الكنائس وغيرها من أعمال الشغب التي افتعلها مناصرو الجماعة المحظورة ستشعر بالأسى على جميع الضحايا وليس ضحاياهم فقط.

8- تلك كانت رسالتنا الأساسية من الحلقة، أن نخبر المشاهد أن اليوم ليس رابعة فقط، إنما أحداث متفرقة وصعبة، وكان من الممكن أن ينتهي اعتصام رابعة مثل النهضة بسلمية، ولكن ذلك لم يحدث، لإصرارهم على الدموية والعنف، فالجماعة إذا ما كانت تريد الحفاظ على أرواح مناصريها كانت طلبت منهم الفض والذهاب إلى منازلهم ولكن ذلك لم يحدث، كما أننا حاولنا الرد على الادعاء بأن الداخلية اقتحمت الاعتصام بنية تصفية الناس وقتلهم دون سبب.

9- لتوصيل تلك الرسالة كان لابد الاعتماد على فيديوهات من مصادر يثقون هم فيها ويعتمدون عليها في خطابهم، لأننا لو اعتمدنا على فيديوهات من قنوات يصفونها بالكذب والتدليس والتطبيل، كنا سنتيح لهم الفرصة بأن يشككوا في المحتوى، ويرددون عبارات مثل “ده الإعلام بتاعهم هيقول إيه يعني؟”، لذلك فبداية الحلقة من الأساس كانت بفيديو لشبكة “رصد” باللوجو الخاص للشبكة، على الرغم من أنه كان سهلًا الحصول عليه بدون شعار رصد، ولكننا اخترنا ظهوره كي نخبرهم بأن ذلك توثيق قنواتهم فهم من وثقوا فيديو الرجل الشهير الذي يمسك بالحديد، وحرق إطارات السيارات، وغيرها من المشاهد، فأنا سأكمل لك القصة والأحداث الكاملة لليوم من زاويتك وروايتك أنت.

 اخترنا فيديوهات من الجزيرة والتلفزيون العربي أيضًا ولكن بعضها لم يظهر شعار القناة عليها، لأننا لجأنا لتكبير الصورة كي تتناسب مع جودة تصوير الدراما، كما أنه ليس جيدًا أن تظهر اللوجوهات بحجم كبير في بداية الحلقة، لأن ذلك سيؤذي عين المشاهد، ولكنا كنا حريصين على أن نختار كافة الفيديوهات من مصادرهم، للرد على جملتهم الشهيرة “أصل التاريخ ده احنا عشناه”، فنحن نخبرهم بأن “احنا كمان عشناه وأنت وثقته وجبتلك من اللي انت وثقته”، ومن وجهة نظري تلك نقطة قوة دعمت الحلقة.

نرشح لك: كل ما تريد معرفته عن مسلسلات رمضان 2021