بعد استقالته.. مسؤول التوظيف بفيسبوك: سياسة الشركة مؤلمة للسود والملونين

محمد إسماعيل الحلواني

انضم “ريت ليندسي”، 32 عامًا، إلى شركة فيسبوك كمسؤول توظيف لمساعدتها على تحقيق أهداف التنوع والعدالة بين مواردها البشرية. ولكن قدم استقالته، بعد مضي 11شهرًا فقط، أشعلت الانتقادات لفيسبوك بسبب التمييز اللافت ضد السود.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن “ريت ليندسي” هو أيضًا المؤسس والرئيس التنفيذي لتطبيق Siimee الجديد المصمم للقضاء على التمييز في التوظيف.

نرشح لك: لينكدإن يدرج الأمومة كوظيفة رسمية على شبكته

 

كان ليندسي حريصًا على الانضمام إلى فيسبوك، فقد تقدم بطلب للحصول على وظيفة لدى عملاق التكنولوجيا الأمريكي ثلاث مرات. وعندما حصل أخيرًا على عرض وظيفي ليصبح مسؤولاً لتوظيف المهندسين ذوي الأجور المرتفعة، قال إنه انتهز الفرصة لمساعدة الشبكة الاجتماعية في الضغط من أجل رفع مستوى التنوع بين الموظفين في صفوفها.

وبعد ثمانية أشهر، في أغسطس 2020، حضر ليندسي اجتماعًا افتراضيًا لمناقشة هدف الشركة المتمثل في توظيف المزيد من المهندسين السود. وأثناء الاجتماع، قام مدير أبيض بتشغيل أغنية تحتوي على كلمة “زنجي” العنصرية خمس مرات، وفقًا لمقاطع فيديو للاجتماع راجعتها صحيفة واشنطن بوست.

سأل ليندسي في الدردشة عن سبب تشغيل الأغنية، ثم شعر بأنه “محبط للغاية”، وفقًا للفيديو. وعبّر تسعة موظفين آخرين كانوا حاضرين في الاجتماع عن إحباطهم برموز تعبيرية معبرة عن الصدمة إلى جانب تعليقاتهم التي اعتبرت ذلك التصرف دليلاً على مشكلة في التعامل مع القضايا ذات الحساسية وانخفاض الوعي بأهمية التنوع، واعتذر مشغل الأغنية في وقت لاحق، وفقا للفيديو.

كانت الولايات المتحدة تمر بلحظات تاريخية وارتفعت المطالبات بضروة سيادة العدالة بين الناس من كافة الأعراق، وكان فيسبوك قد حدد هدفًا طموحًا للتوظيف يتمثل في الاستعانة بالموارد البشرية من الملونين بنسبة 30٪ بحلول عام 2025.
لكن ليندسي وغيره من الموظفين السود الحاليين والسابقين المشاركين في إجراءات التوظيف بالإضافة إلى مقدمي الشكاوى إلى لجنة تكافؤ فرص العمل يصفون منظومة إشكالية يتباناها فيسبوك تجعل من الصعب تحقيق أي من أهداف التنوع.

ونقلت واشنطن بوست عن ليندسي قوله إن الشركة لا تهتم بالمواهب إلا إذا كانوا من العنصر الأبيض، ومن الممكن رفض المرشحين السود ويكون الرد في الغالب مصطلحات غامضة مثل “عدم الملاءمة الثقافية”. ويبدو أن المشكلة أعمق من التوظيف وأن العديد من الموظفين الملونين يشعرون بالغربة بسبب الثقافة التمييزية السائدة في فيسبوك.

ورد المتحدث باسم فيسبوك، آندي ستون، قائلاً إن الشركة تركز على تعزيز العدالة العرقية في مكان العمل وفي التوظيف. وتابع: “لقد أضفنا أهداف التنوع والشمول إلى تقييمات أداء كبار القادة. نحن نتعامل بجدية مع مزاعم التمييز ولدينا سياسات وعمليات قوية مطبقة للموظفين للإبلاغ عن مخاوفهم، بما في ذلك المخاوف بشأن الاعتداءات والانتهاكات ذات الصلة”، ولكنه لم يتطرق إلى الواقعة المتعلقة بأغنية دريك.

وغادر ليندسي منصبه لدى فيسبوك في نوفمبر 2021، بعد 11 شهرًا فقط من التحاقه بها، ومنذ ذلك الحين أسس شركة ناشئة.

ويواجه فيسبوك تحقيقًا فيدراليًا من قبل لجنة تكافؤ فرص العمل بدأ الصيف الماضي في مزاعم التحيز في التوظيف والترقيات والأجور، وفقًا للشكوى.

في شكوى لجنة تكافؤ فرص العمل (EEOC)، قال ثلاثة من المتقدمين للوظائف من السود إنهم استوفوا جميع المؤهلات الوظيفية المُعلن عنها ولكنهم رُفضوا بعد خضوعهم للمقابلة الشخصية. ويقولون إنهم أخبروا من قبل المحاورين على فيسبوك أن الشركة كانت تبحث عن أشخاص مناسبين ثقافيًا.

وتعد شركة فيسبوك واحدة من العديد من شركات وادي السليكون، مثل جوجل ومايكروسوفت التي لديها أهداف تنوع طموحة ومعلنة في أعقاب وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود غير مسلح قُتل أثناء احتجازه لدى الشرطة.

لكن التقارير السنوية لشركات التكنولوجيا بشأن التنوع ترصد تقدمًا تدريجيًا بطيئًا في الاستعانة بالموظفين السود واللاتينيين، ومعدلات تناقص عالية بين النساء السود، مدعومة بالحسابات الأخيرة للتحيز العنصري وعدم المساواة في الأجور والترقيات في جوجل وبينتيريست وأمازون.

وتتألف قيادة جوجل من أكثر من 95 بالمائة من البيض أو الآسيويين و73 بالمائة من الذكور، وفيسبوك أكثر من 87 بالمائة من البيض أو الآسيويين و66 بالمائة من الذكور، وفقًا لتقارير التنوع لعام 2020 الخاصة بالشركات.