دراسة.. التغطية الإخبارية لجائحة كورونا في أمريكا سلبية بشكل صادم

محمد إسماعيل الحلواني

يعتقد أستاذ الاقتصاد بكلية دارتموث؛ “بروس بريست“، أن الأخبار السائدة في غالبية وسائل الإعلام أصبحت سلبية للغاية وبصفة خاصة التغطية الإخبارية ومتابعات جائحة فيروس كورونا.

مثل العديد من الأمريكيين في بداية الوباء، اضطر “بريست” للعمل من المنزل ويعترف بأنه يشاهد الأخبار أكثر من المعتاد، ويؤكد أنها أصبحت أكثر سلبيةً من تقديرات العلماء والأرقام والبيانات.

نرشح لك: “ملك السلبيات”.. نجل بايدن يبتعد عن سمعته السيئة بجولة إعلامية وكتاب

ولاحظ أنه كلما ازداد اهتمامه بالأخبار، تأكد من أن وسائل الإعلام تغطي الأنباء ذات الصلة بكوفيد-19 “بأسوأ طريقة ممكنة”.

ومن ثم، دفعته الملاحظة هو وفريق من الباحثين إلى تحليل عشرات الآلاف من المقالات التي تنشرها وتبثها وسائل الإعلام الأمريكية حول كوفيد-19 باستخدام نماذج منضبطة قائمة على أسس العلوم الاجتماعية لتحديد ما إذا كانت التقارير سلبية أو إيجابية أو محايدة.

وتوصل فريق البحث، في دراسة خاصة، إلى أن التغطية الإخبارية للوباء في الولايات المتحدة “سلبية بشكل صادم” وأكثر كآبة مقارنةً بوسائل الإعلام الإخبارية الدولية أو المجلات العلمية.

كشفت الدراسة أن ما يقرب من 90٪ من مقالات الصحف الأمريكية الكبرى سلبية مقارنة بـ50٪ إلى 60٪ فقط من مصادر إعلامية دولية كبرى.

ورصدت الدراسة مستويات متباينة من التشاؤم إلى أن التغطية السلبية لفيروس كورونا أتت من وسائل الإعلام ذات الجماهير الليبرالية واليسارية مثل شبكة MSNBC وذات الجماهير اليمينية والمحافظة مثل شبكة “فوكس نيوز”.

ورصدت الدراسة أوقاتًا كان من الممكن فيها أن تتناول وسائل الإعلام الأخبار الجيدة، ولكنها بدلاً من ذلك ركزت على الأنباء السيئة، بل واختارت تضخيم تلك الأنباء السيئة.

على سبيل المثال، في أوائل الصيف الماضي عندما كانت الحالات تتجه نحو الانخفاض في كافة الولايات، أكدت وسائل الإعلام على إعادة نشر أعداد إصابات كورونا في الولايات الفردية أو العدد التراكمي لضحايا الوباء.
ويقول “بريست”: “بالطبع، فإن العدد التراكمي هو قيمة ترتفع ولا يمكن أن تنخفض، وعندما بدأ طرح اللقاح، كان “خبرًا رائعًا، ولكن سارعت الشبكات الإعلامية إلى نشر تحذيرات غير ضرورية وتعليقات سلبية مفرطة في التشاؤم في بعض الأحيان. وشمل ذلك التركيز على تحور الفيروس والآثار الجانبية للقاح”.

وشملت نتائج الدراسة أن المقالات الأكثر شعبية، سواء تم تحديدها كمياً من خلال الأكثر مشاهدة أو الأكثر مشاركة، تركز بشكل كبير على الكآبة والعذاب بسبب الجائحة.

لكن البعض يشاركون أحيانًا مقالات إيجابية، إلا أن التجربة تثبت الانجذاب المغناطيسي نحو السلبية، لذا ركبت غالبية وسائل الإعلام الأمريكية الموجة “لكي تقدم للجمهور ما يريد”.

لم تركز الدراسة على دقة التقارير أو تضمنها معلومات مضللة، على أساس افتراض أن وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى تتجنب نشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.

ويأمل فريق البحث أن تكون نتائج الدراسة بمثابة رسالة تذكير للصحفيين من أجل “تحقيق التوازن في قصصهم” ووضع الحقائق في سياقها.