بيزنس إنسايدر.. ثقافة "خبراء" السوشيال ميديا ظاهرة خطيرة

محمد إسماعيل الحلواني

مثلت جائحة كورونا الفرصة الذهبية لظهور خبراء السوشيال ميديا الذين يحلو لهم التحدث بثقة فائقة وبعضهم يستخدمون المخططات والبيانات لتوصيل وجهات نظرهم، ولكن موقع Business Insider يحذر من خطورة متابعة هؤلاء الخبراء الذين يجلسون على مقاعدهم المريحة وأن بعضهم يتحدثون عن غير علم.

ويلاحظ أغلبيتنا أن موجز تويتر منذ مارس 2020؛ أصبح ممتلئًا بمجموعة من خبراء الفيروسات والأوبئة الذين يغردون بثقة مستعينين بالرسوم البيانية التي توفر لمتابعيهم إحساسًا عامًا بالمصداقية، إلى الدرجة التي حولت بعضنا إلى علماء في الوبائيات. لكن هذا مقلق لأن المعلومات القليلة الخاطئة يمكن أن تسبب الكثير من الضرر.

نرشح لك: أصداء نقل المومياوات المصرية في الصحف العالمية

ظهور خبراء المنصات
لا شك أن الوصول إلى العلم والخبراء أمر جيد، ولكن “كريس ووكر”، كاتب مقالات الرأي التي ينشرها الموقع، بصفته صحفيًا، أخبر الأصدقاء منذ فترة طويلة أن أفضل ما في هذه المهنة هو القدرة على الاتصال بأي شخص في العالم – بغض النظر عن مدى جاذبيته – ومطالبتهم بالتحدث في مجال تخصصه، أما السوشيال ميديا فتتيح الحديث للجميع بغض النظر عن مقدار ما يتمتعون به من خبرة حقيقية.

ولكن المشكلة تكمن في أن جميع البوصلات يتم معايرتها بشكل مختلف، وهذا بالضبط ما أدركه “ووكر” عندما تابع عالِمًا جديدًا يشرح الوباء في نهاية الأسبوع الماضي – ويقول العالم إنه أستاذ الإحصاء بجامعة بريستول في المملكة المتحدة. أما الصحفي، فقد تابعه لأن أصدقاء مشتركين على المنصة شاركوا بعض تغريداته، وبدا أسلوبه المنطقي في التعامل مع الوباء ذكيًا.

لكن بعد ذلك، أدرك “ووكر” أن السبب الحقيقي والوحيد لمتابعته هو الشعور بنوع من الانتعاش بشأن التقدم الذي أحرزته بريطانيا في مكافحة الوباء.

وبقراءة استقصائية متأنية وموضوعية لمجمل ما تنشره وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية، لم يعد لدى “ووكر” أي شك في أنه تابع أستاذ الإحصاء فقط لأن حديثه يلائم مزاجه – كمتابع – في ذلك الوقت. ويؤكد “ووكر” أن مستخدمي منصات السوشيال ميديا يحرصون على متابعة كل شخص يبث لديهم الطمأنينة.

وأضاف “ووكر”: “نظرًا لقيام حديث العلماء على فرضيات قد تثبت وقد يفندها علماء آخرون، فأحيانًا يكون العلماء على حق، وأحيانًا يكونون على خطأ – ولهذا السبب يتبع العلماء المنهج العلمي قبل عرض أبحاثهم. لكن عندما يكونون مخطئين في وسط جائحة قابلة للانتقال على نطاق واسع، فإن المخاطر تكون عالية للغاية”.

على سبيل المثال، من المؤسف أن أتباع أخصائي السرطان البريطاني الذي لديه ملف شخصي كبير بشكل غير طبيعي على تويتر، والذي أعلن خلال العام الماضي أن الوباء لا يدعو للقلق، أو أنه أوشك على الانتهاء، أو أنه قد انتهى في حين يكذبه الواقع مهما تظاهر بـ “الخبرة”.

وتابع “ووكر”: “إن اتساع نطاق الآراء حول تطور كوفيد-19، والذي يمكن الوصول إليه بنقرة واحدة على تويتر، يسمح لكل مستخدم باختيار مساره الخاص أثناء الوباء. من الممكن العثور على خبراء يعتقدون أن الخطر حقيقي وأولئك الذين يعتقدون أننا يجب أن نخرج وأن نعيش حياة طبيعية – وكلا الفريقين يقدمان أنفسها على أنهما يتمتعان بنفس القدر من الخبرة والعلم. وفي حين أن توافر هذه المعلومات يعد نعمة كبيرة من نواح كثيرة، إلا أنه مصدر قلق كبير في هذه الفوضى من المعلومات المتضاربة بسبب قدرة كل مستخدم على اختيار خبرائه ورسم مساره الخاص لكيفية تطور الوباء.