7 متغيرات في شكل الإنتاج الدرامي.. أبرزها سقوط ظاهرة النجم الأوحد

شهدت الدراما المصرية خلال العامين الماضيين توازن في محتوى الأعمال المختلفة، على مدار العام، حيث لم يعد الإنتاج الدرامي مرتبطًا بالسباق الرمضاني فقط، ما منح الفرصة لكثير من الفنانين للمشاركة في عدد أكبر من الأعمال الفنية، سواء من الموهوبين الأصغر عمرًا أو الكبار الذين عادوا بعد غياب سنوات، وليس ذلك فقط، بل أتاح للمشاهد خيارات عدة للمشاهدة على مدار العام ما بين الشبابي والاجتماعي والكوميدي والأكشن، خاصة مع عودة الاهتمام بالقصة أكثر من النجم، في دفعة لاستعادة دور الدراما المصرية في مخاطبة أحوال الناس وملامسة الواقع الذي يعيشه المجتمع.

نرشح لك: 18 ملاحظة على تطور الدراما المصرية في السنوات الأخيرة

ومن أهم ما يميز الإنتاج الدرامي في الوقت الراهن هو تركيز أكثر الأعمال على القصة أكثر من النجم، فأصبحت هي بطل العمل، ليستعيد بذلك السيناريو مكانته من جديد في صناعة الدراما، بعيدًا عن فكرة كتابة العمل لنجم بعينه، مما أعاد التوازن لشكل الدراما المقدمة على مدار العام، والتي طرأ عليها عدد من المتغيرات يمكن رصدها فيما يلي:

1- في السنوات القليلة الماضية طالت الكثير من الأعمال الفنية انتقادات لاذعة بسبب عدم منطقية الأحداث بسبب تدخل نجم المسلسل في السيناريو ليتلائم مع طموحه في تنجيم نفسه حتى وإن كان على حساب العمل نفسه وترابط أحداثه، وهو الأمر الذي بدأ يقل تدريجيًا مع تكثيف الأعمال التي تعتمد على فنانين مختلفين لكل قصة، أو ذات البطولات الجماعية وغيرها، والتي نجحت شعبيًا بشكل كبير، وتصدر بعضها ترند السوشيال ميديا بردود أفعال إيجابية، وحتى مع حفاظ الكثير من النجوم على مكانتهم، إلا أن البطل كان القصة نفسها، ومثالًا على ذلك عندما قدم أمير كرارة “الاختيار” في رمضان 2020، احتفظ بالبطولة المطلقة ولكن كانت القصة هي النجم، وكان ذلك سبب النجاح الكبير له.

2- منحت الغزارة الإنتاجية خارج رمضان فرصة كبيرة لظهور جيل جديد من المؤلفين الشباب، منهم محمد مهران، وسوسن عامر، وأيمن الشايب، وسواء كانت تجاربهم لاقت النجاح الكافي أو لا، فإن الدراما المصرية في حاجة لتجديد دمائها خاصة مع أفكار وحوارات عصرية تلائم الأجيال الأصغر سنًا، والأمر نفسه مع المخرجين الشباب مثل مرقس عادل .

3- منحت تلك التجربة عدد من النجوم الشباب الفرصة لبطولات فردية أو جماعية، على سبيل المثال “في بيتنا روبوت” وما لاقاه نجومه الشباب (شيماء سيف، وعمرو وهبة، وهشام جمال، وليلى أحمد زاهر) من نجاح كبير، و”حلوة الدنيا سكر” بطولة هنا الزاهد، و”لؤلؤ” بطولة مي عمر، جميلة عوض وخالد أنور وأحمد خالد صالح في “إلا أنا” وغيرهم.


4- الفائدة الأهم أيضًا كانت من المسلسلات ذات القصص المنفصلة التي منحت نجوم مثل ريهام عبدالغفور وحنان ومطاوع وكندة علوش ووفاء عامر وأروى جودة، في “إلا أنا”، وسوسن بدر وسيد رجب في “أبو العروسة”، على سبيل المثال فرصة الدور الأول، والخروج من الشكل التقليدي لاختيار نجم العمل، حيث تحول الجميع لنجوم صف أول بناء على موهبتهم.

5- عودة الفنانين الكبار لصدارة الأعمال، وذلك من أهم ما أثر على جودة الدراما المقدمة، ومن أقرب الأمثلة مسلسل “ورا كل باب” الذي قدمت صابرين وجمال عبد الناصر الحكاية الأولى منه، وأحمد خليل في الحكاية الثانية، كذلك عودة إلهام شاهين في حكاية “حتة مني” في مسلسل “زي القمر”، ومن المنتظر أن تقدم الفنانة ليلى علوي الحكاية الثانية منه، ومشاركة رياض الخولي في “شديد الخطورة”.


6- تنوع الأفكار والأعمال المقدمة، تسبب في عدم التركيز على جيل واحد من الفنانين، وتقديم أعمال تخاطب كافة الأعمار، وكافة المستويات الاجتماعية والتعليمية.

7- نجحت تلك النوعية من الأعمال المقدمة أيضًا في مناقشة الكثير من القضايا الهامة والتوعوية في المجتمع، وعلى سبيل الذكر “إلا أنا” الذي ناقش ما يعانيه مرضى “البهاق”، وخيانة الزوج وزواجه من أخرى والاستغناء عن الأولى، والعنوسة وغيرها، و”ورا كل باب” ناقش أهم قضية معاصرة وهي أزمة فيروس كورونا، وقبلهم “أبو العروسة” الذي قدم معايشة للأسر ذات المستوى الاجتماعي المتوسط وقضية الزواج وما يعانيه من تكاليف عالية ومشكلات اجتماعية واختلافات بين الأسر وغيرهم.