بسبب الاستثمارات الإعلامية.. الصين تهدد إمبراطورية "علي بابا"

أسماء مندور

بمرور الوقت أصبح لـ (جاك ما)، رجل الأعمال الصيني المعروف والرئيس التنفيذي السابق لمجموعة علي بابا الشهيرة، نفوذًا إعلاميًا في الصين ينافس نفوذ جيف بيزوس، رجل الأعمال الأمريكي والمؤسس والمدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة أمازون في الولايات المتحدة، ولكن الآن أصبح مستقبل إمبراطورية جاك ما الإعلامية في مرمى نيران الحكومة الصينية، التي تشعر بالقلق من النفوذ الإعلامي المتزايد لهذا الملياردير.

ذكرت صحيفة وول ستريت وبلومبرج، نقلاً عن مصادر، أن السلطات الصينية أمرت مجموعة علي بابا بالتخلي عن بعض أصولها الإعلامية، بسبب المخاوف المتزايدة بشأن تأثير الشركة على الرأي العام في البلاد.

نرشح لك: بعد أسابيع من الخلافات.. شراكة بين فيسبوك و”نيوز كورب أستراليا”

ويؤكد موقع techcrunch أن سجلات علي بابا في استثمارات وسائل الإعلام خضعت للتدقيق، عندما أعلنت الشركة عن شراء صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، وهي صحيفة باللغة الإنجليزية تم إطلاقها قبل 118 عامًا في هونج كونج. كما تشمل مقتنيات على بابا الإعلامية البارزة في الصين موقع أخبار التكنولوجيا 36Kr المدرج في نيويورك، والذي تدعمه مجموعة Ant التابعة لشركة علي بابا للتكنولوجيا، وكذلك مجموعة شنغهاي ميديا المملوكة للدولة، التي لديها اتفاقية استراتيجية مع علي بابا.

وشكك النقاد في حصة علي بابا في صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، الصحيفة البارزة في آسيا. ولتهدئة المخاوف، تعهد جاك ما بالحفاظ على الاستقلال التحريري للشبكة الإخبارية.

أما في الصفقات الإعلامية الأخرى، فتركز مجموعة على بابا غالبًا على إمكانية التعاون الرقمي مع الصحف؛ على سبيل المثال، وعدت المجموعة بالاستفادة من خبراتها في البيانات والحوسبة السحابية لمساعدة مجموعة شنغهاي الإعلامية، وهي تكتل مؤثر في وسائل الإعلام الاقتصادية، على تطوير منصة بيانات مالية.

كما سعت على بابا أيضًا إلى اكتشاف وسائل إعلام جديدة ناشئة، واستحوذت على حصص كبيرة في موقعي Twitter وWeibo في الصين، وموقع فيديو شائع بين الشباب الصينيين يسمىBilibili ، وأيضًا مؤسسة Tencent التي يعتبر علي بابا خصمها اللدود كمساهم رئيسي.

وتزايدت المخاوف عندما حذف موقع Weibo عشرات المنشورات حول علاقة خارج نطاق الزواج لمسؤول تنفيذي في مجموعة علي بابا في يونيو الماضي، وبعد فترة وجيزة، قام أكبر منظم للإنترنت في الصين بتوبيخ موقع Weibo على هذا الفعل.

لذا قامت الحكومة الصينية بالفعل بشن موجة من حملات القمع على تلك القوى المتحكمة في اقتصاد الإنترنت، وفي ديسمبر فرض منظمو مكافحة الاحتكار غرامة صغيرة على مجموعتي Alibaba وTencent على التوالي، لعدم الإبلاغ عن عمليات الاستحواذ السابقة.