بسبب ثغرات الذكاء الاصطناعي.. فيسبوك يرفض إعلانات ملابس لذوي الاحتياجات الخاصة

محمد إسماعيل الحلواني

عندما حاولت شركة “مايتي ول” المتخصصة في صنع الملابس العصرية لذوي الاحتياجات الخاصة وضع إعلان لأحد منتجاتها الأكثر شعبية على فيسبوك، مثل العديد من العلامات التجارية الجديدة، فوجئ فريق التسويق بالشركة برفض الإعلان على المنصة لسبب غامض.

كان المنتج عبارة عن بلوزة رياضية نسائية يبلغ سعرها 39.95 دولارًا أمريكيًا، واكتشف فريق التسويق أن مركز الإعلان الآلي لدى فيسبوك الذي يستعين بتقنيات الذكاء الاصطناعي أساء فهم عبارة وردت بالإعلان.

نرشح لك: مجلة أمريكية: السوشيال ميديا تسرق المستقبل

رفض فيسبوك الإعلان بسبب انتهاكه سياسة الترويج “للمنتجات والخدمات الطبية والصحية بما في ذلك الأجهزة الطبية”، على الرغم من أنه لا يندرج تحت فئة هذه المنتجات.

استأنفت شركة “مايتي ول” قرار فيسبوك وبعد بعض التأخير، عدلت المنصة عن قرارها وقبلت الإعلان، وانتهت القصة بشكل جيد.

لكن ما حدث لشركة “مايتي ول” هو مجرد مثال واحد على أخطاء الخوارزميات، التي تصفها صحيفة “سياتل تايمز” الأمريكية بـ”حارس البوابة التجارية” لكل من فيسبوك إنستجرام.

وأكدت الصحيفة أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي لا تزال تخلط بين الموضة والملابس المعدلة لراحة ذوي الاحتياجات الخاصة والمنتجات الطبية وبالتالي تحظر الإعلانات على المنصة لأسباب غير منطقية.

وتعاني ست شركات ملابس صغيرة أخرى على الأقل من نفس المشكلات التي واجهت مايتي ول، التي أسستها “إميلي ليفي” و”ماريا ديل مار جوميز” قبل أربع سنوات.

ويحدث هذا الخلط بين الملابس المعدلة والمنتجات الطبية مرة واحدة على أقل في كل أسبوع؛ وفي كل حالة، لا تجد العلامات التجارية أمامها سوى استئناف قرار رفض إعلاناتها.

وعلقت “كيت كروفورد”، مؤلفة كتاب “أطلس الذكاء الاصطناعي” والمحاضرة بمدرسة إيكول نورمال العليا في باريس على أخطاء الخوارزميات قائلة: “إنها قصة مريرة لعواقب التصنيف والتعلم الآلي الذي لا يمكنه أن يستوعب اهتمام شخص ما بالأناقة والموضة لمجرد كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو نمط قاصر للتفكير.

من جانبه، قال متحدث باسم فيسبوك: “نعتذر عن هذا الخطأ ونعمل على تحسين أنظمتنا حتى لا تواجه العلامات التجارية هذه المشكلات في المستقبل “.

وأوضحت “كروفورد” أن فيسبوك ليس الوحيد الذي لديه أخطاء تتعلق بالذكاء الاصطناعي. فهناك مشكلات مماثلة تواجه تيك توك وأمازون.

ولكن نظرًا لمستخدميه البالغ عددهم 2.8 مليار والإعلانات التي نشرها فيسبوك مؤخرًا في الصحف بما في ذلك نيويورك تايمز وواشنطن بوست وول ستريت جورنال حول تضامنه مع الشركات الصغيرة وبشكل خاص تلك التي تقدم منتجاتها وخدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة، طالبت الصحيفة فيسبوك تحديدًا بحل مشكلة إعلانات شركات الملابس المعدلة لأنها جديدة نسبيًا في عالم الموضة، وتمثل سوقًا من المتوقع أن ينمو إلى أكثر من 392 مليار دولار بحلول عام 2026.