مجلة أمريكية: السوشيال ميديا تسرق المستقبل

محمد إسماعيل الحلواني

يتعرض مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، حول العالم، لقصف من الشحنات السالبة من خلال قراءة آخر الأخبار وتصادفهم الروايات المؤلمة عن الاضطرابات السياسية وفيروس كورونا المستجد وأخبار الإصابات والوفيات والتداعيات المستمرة للهجمات الإلكترونية، من بين موضوعات أخرى لا تثير البهجة على الإطلاق.

ومع ذلك، لا يستطيع كثيرون التوقف عن تمرير أصابعهم على شاشات هواتفهم الذكية في ظاهرة أطلق عليها الخبراء مصطلح “التمرير دون توقف – Doomscrolling”.

نرشح لك: “فوربس” تكشف عن أبرز التصورات حول مستقبل السوشيال ميديا

ومنذ مارس الماضي، بدأت “كارين كيه. هيو”، مراسلة الشؤون المالية والاقتصادية العالمية في موقع كوارتز الإخباري، بتغريد رسائل تذكير منتظمة تحث متابعيها على الابتعاد عن الشاشة والقيام بشيء آخر من شأنه أن يجعلهم يستعيدون التحكم في وقتهم ويساعدهم على الشعور بالتحسن – مثل شرب الماء أو التمدد أو الخروج للتمشية أو التأمل أو الذهاب للنوم في الوقت المحدد.

تقول هيو: “في أول شهرين، كنت أتحدث بصوت عالٍ مع نفسي”. لكن تنبيهاتها جذبت انتباه المواقع الإخبارية السائدة وكذلك زملائها من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى مدار العام الماضي تضاعف عدد متابعي “هيو” على تويتر إلى أكثر من 44 ألف مستخدمًا.

وتؤكد “هيو” أن هناك تيار ناشئ ضد ممارسة “التمرير بلا توقف” التي عرف الكثيرون أنها ضارة، أما هي، فقد قررت أن تواصل محاولة تقديم حل بطريقة غير عدائية وغير قائمة على أحكام مسبقة”.

وقالت “هيو”: “أعتقد أن الشيء الذي كان مفاجئًا حقًا للمتابعين هو مدى اتساق ومصداقية دعوتي للابتعاد عن التمرير الضار، لأنه في الوقت الحالي، لا يوجد شيء ثابت أو قاطع مثل الأخبار المتداولة حول كوفيد-19. إن الأخبار على السوشيال ميديا أصبحت فوضوية، وكان انضمامهم إلى دعوتي بسبب شعورهم بأن هناك من يهتم لأمرهم”.

وسألت مجلة “أمريكان ساينس” هيو، عن سبب رغبة الكثيرين في التحرر من سطوة السوشيال ميديا، فأجابت: “ما تفعله لعبة التمرير بلا توقف Domscrolling هو أنها تسرق المستقبل – في حين أنك بحاجة إلى الطاقة التي تحتاجها للتركيز حقًا على الأشياء المهمة في حياتك، وكذلك لتعتني بنفسك بشكل أفضل”.

مقامرة وخسائر متتالية

تعتقد “هيو” أن طبيعة تصميم تطبيقات السوشيال ميديا تشبه تأثير آلات القمار. والمكسب الحقيقي من استخدامها هو ما يأمل فيه كثير من المستخدمين، أي مكافأة من إفراز هرمون السعادة “الدوبامين” نتيجة التعرض لمحتوى مبهج أو مضحك أو تعليمي أو إعلامي، ولكن المفاجأة التي تتكشف بالممارسة العملية هي أنك لا تعرف متى تصيبك لحظة الدوبامين أو البهجة.

وفي واحدة من أحدث تغريداتها، قالت هيو لمتابعيها: “مرحبًا، إذا كنت تعتقد أن يومك كان غريبًا. إذا كنت تشعر بأنك متعب، فبادر بمنح نفسك استراحة طوال الليل وتوقف عن تمرير إصبعك على شاشة الهاتف وخطط لشيء يمنحك السعادة ليوم غد، أنت تستحق هذه العناية بذاتك”.