دراسة.. اختراق اجتماعات "زووم" ليس عشوائيًا

محمد إسماعيل الحلواني

شهد العام 2020 ظاهرة اقتحام الغرباء للعديد من اجتماعات الشركات ومناقشات رسائل الماجستير والدكتوراه، وعدد كبير من الأحداث والفعاليات الافتراضية، وأصبح مصطلح “قصف زووم زوومبومبنج” يعبر عن ظاهرة محيرة ومزعجة.

وعلى الرغم من أن تطبيق “زووم” أثبت جدارة كأحد أبرز وسائل الاتصال التي ظل الكثيرون منا من خلالها على اتصال مع الجميع من زملاء العمل إلى الأصدقاء والعائلة أثناء إجراءات العمل من المنزل والعزل المنزلي وإجراءات الإغلاق الرسمية، لا يزال خبراء التواصل يحللون ظاهرة اختراق زووم.

نرشح لك: بفضل المشاهير.. أغلفة المجلات الأمريكية تقاوم الطوفان الرقمي


يحدث اقتحام الغرباء لاجتماعات زووم؛ أي “زومبومبنج – Zoombombing”، لمن لا يعرفونه، على النحو التالي: يقوم شخص أو مشارك غير مرغوب فيه بالوصول إلى مكالمة الفيديو دون أن تتم دعوته، على عكس رغبة المشاركين، وقد يسبب المتاعب قبل أن يتمكن أعضاء المكالمة من التخلص منه واستئناف اجتماعهم.

اخترق شخص ما جلسة “زووم” خاصة بمدرسة ثانوية في ماساتشوستس، وصرخ بألفاظ نابية ثم صرخ بعنوان منزل المعلمة. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، اشتكى بعض المستخدمين من اختراق مكالمات الفيديو الخاصة بهم وقام المعتدي بعرض محتوى إباحي.

أصبح “زووم” فجأة يواجه نقطة ضعف شديدة الضرر، وبشكل صارخ؛ لكن باحثين من جامعة بينجامتون الأمريكية، في نيويورك، توصلوا إلى أن قصة اختراقات زووم أعمق مما تراه العين المجردة.

ووفقًا لأول دراسة في العالم، فإن غالبية حوادث الاختراق لا تقع بسبب خارجي،  بل بسبب داخلي يتعلق بالمشاركين المدعوين والشرعيين بمكالمات الفيديو.

وتستبعد الدراسة أن يكون اختراق مكالمات زووم ناجمًا عن مهارات خارقة في القرصنة أو ذكاء نادر، المشكلة باختصار تكمن في قيام أشخاص مشاركين شرعيين بنشر رابط الدعوة إلى اجتماعات زووم إما سهوًا أو عمدًا أو عن طريق الخطأ.

وتنشر روابط اجتماعات زووم إما على وسائل التواصل الاجتماعي أو ترسل عبر البريد إلكتروني”، وقال “جيريمي بلاكبيرن”، أستاذ مساعد علوم الكمبيوتر في جامعة بينجهامتون، في تصريحات لمجلة Digital Trends: “يعتقد البعض أن الغرباء هم الذين يحضرون بشكل عشوائي، ويجدون بطريقة ما رابطًا يوصلهم إلى الاجتماع. ولكن الحقيقة هي أن الاقتحام ناجم في الأصل عن تصرف يصدر عن أحد أعضاء الاجتماع أنفسهم”.

الذئاب المنفردة

يبدو أن الاهتمام البحثي الرئيسي لـ”بلاكبيرن”، وفقًا لملفه الشخصي على موقعه الجامعي، يتضمن “فهم الحمقى على الإنترنت”، بدءًا من السلوك الضار وخطاب الكراهية إلى مجتمعات الويب المتطرفة، كما يبدو مفتونًا بالبحث في أسباب ظاهرة اقتحام اجتماعات زووم لكنه أيضًا لم يقتنع تمامًا بالنظريات السائدة عن الاختراق.

ويدعم وجهة نظر الفريق البحثي صعوبة تخيل أن الهاكر يمكنه باستمرار العثور على مكالمات نشطة لاستهدافها، لذا يؤيد الفريق نظرية تسريب معرف المكالمات للمقتحم بطريقة أو بأخرى.

واقتبس “بلاكبيرن” قول مأثور لـ”شرلوك هولمز”: عندما تقضي على المستحيل، فإن كل ما تبقى، يجب أن يكون الحقيقة. أو، في هذه الحالة، إذا كان من غير المعقول أن يقتحم أحدهم مكالمات Zoom من تلقاء نفسه، فلا بد أن أحد أعضاء الاجتماع أو أحد مساعدي أعضاء الاجتماع أو شخص على دراية بمعرف الاجتماع ورابط الاجتماع ووقت الاجتماع هو الذي تسبب في السماح للمقتحم بالوصول إلى الاجتماع.

وقال بلاكبيرن: “كما اتضح، ما وجدناه هو أن السبب في اقتحام مكالمات زووم هو شخص من أعضاء المكالمة بشكل شرعي”.