نيوزويك تحذر.. أخطاء وزلات الصحفيين يجب أن توضع في السياق 

محمد إسماعيل الحلواني

فَقَدَ “دونالد ماكنيل”، محرر الشؤون العلمية المخضرم الحائز على جائزة نيويورك تايمز منذ 45 عامًا، عمله في الجريدة المرموقة بعد أن وجهت له انتقادات بسبب تلفظه بعبارات عنصرية وجنسية كما زعم مقال بصحيفة “دايلي بيست”.

غادر “ماكنيل” التايمز مع صحفي آخر بارز، على الرغم من كونهما مسؤوليْن عن بعض الأعمال الأكثر شهرة في تاريخ الصحيفة في أعقاب الانتقادات لسلوكهما السابق لانتقادات داخل وخارج الصحيفة. أما الصحفي الآخر فهو “آندي ميلز”، الذي ساعد في إنشاء برنامج البودكاست اليومي في أعقاب نتائج تحقيق داخلي.

نرشح لك: واشنطن بوست: صحف محلية أمريكية تتهم فيسبوك وجوجل بتدميرهم

 

كان ماكنيل مرشدًا خبيرًا لرحلة طلاب برعاية التايمز إلى بيرو في عام 2019. واشتكى ستة طلاب على الأقل من التعليقات التي أدلى بها ونسبت له تعبيرات وسلوكيات “عنصرية وجنسية” أثناء الرحلة.

في بداية القصة، وقفت التايمز بجانب ماكنيل بعد تسريب التفاصيل في مقال نشرته صحيفة ديلي بيست، وادعت التايمز أن نواياه “لم تكن بغيضة أو خبيثة”. لكن يبدو أن رسالة غاضبة من 150 من موظفي التايمز إلى الناشر قد حددت مصير ماكنيل الذي لم يعد موظفًا في نيويورك تايمز.

أما “آندي ميلز”، فقد استقال وسط حملة من زملائه. وبذلك انضم ميلز وماكنيل إلى المحرر “جيمس بينيت” الذي فصلته التايمز كنتيجة لجهود عامة منسقة وناجحة من قبل زملائهم لإخراجهم من التايمز.

قالت مجلة نيوزويك أن ملابسات مغادرة هذه الأسماء اللامعة للتايمز تكشف عن نوع جديد من الثقافة التي صات تسود الوسط الصحفي التي تركز على اكتشاف زلات الزملاء والتصيد.

كانت دايلي بيست قد نسبت إلى ماكنيل تلفظه في العديد من المرات بكلمة “زنجي”، وقبل نشر مقال دايلي بيست، كان ماكنيل يقضي أسبوعًا جيدًا، حيث نشر مقابلة مع الدكتور أنتوني فاوتشي، أبرز الشخصيات الطبية في الولايات المتحدة أثناء جائحة كورونا.

ومع ذلك، ترجح مجلة نيوزويك أن مقال دايلي بيست أثار أسئلة أكثر مما أجاب، وهي أسئلة تتركز على سياق العبارات المنسوبة إلى ماكنيل، وهل كانت اقتباسًا من كتاب أو فيلم؟ وهل جاءت أثناء مناقشة أو جدل حول قضية ما؟

ورجحت المجلة أن صحفيي دايلي بيست يعرفون الإجابات، ولكنهم لم يخبروا القارئ بها. ولم يكن هذا من قبيل الصدفة. لم يكن الهدف هو معرفة ما حدث، ولكن أن تحقق مقالتهم أكبر فضيحة ممكنة. وبعبارة أخرى، في محاولة للإجابة على سؤال ورد به لفظة “زنجي”، وكل ما حدث هو أن ماكنيل كرر جزءًا من السؤال الموجه إليه.

انتقدت نيوزويك هذا السلوك متهمة رسالة 150 من موظفي التايمز بأنها محاولة لـ”نزع السلطة” التي يتمتع بها نجوم أثروا الصحافة على مدار مسيرة مهنية حافلة. وقالت المجلة “لقد أصبح هذا النمط محزنًا للغاية: فقط يقع الخيار على موظف لامع يحصل على الكثير من الضوء الذي ربما تعتقد أنه يجب أن يذهب إلى آخرين. ثم عليك أن تتهمه أو تتهمها بالتعدي أو الخطأ أو التفكير الخاطئ وبسرعة يمكن أن يتم استبعاده”.

أضافت المجلة: “يمكن لأي شخص يشكك في الاتهام أن يوضع أيضًا في دائرة الضوء ليواجه السؤال الصعب: “لماذا تدافع عن هذا الشخص؟ ربما أنت أيضا متجاوز ومخالف”.

أكدت نيوزويك أن مقال دايلي بيست لا يمثل ظاهرة، ولكنه تحول إلى وسيلة لتزويد القارئ بمعلومات كافية فقط لرؤية صحفي ما أو شخصيبة ما كـ”متهم” سواء متهم بالعنصرية أو التمييز الجنسي، بعدها يصبح بدون عمل.

حذرت المجلة من التصيد ونصب الفخاخ الواسعة بما يكفي لتشمل التجاوزات الحقيقية والوهمية. كما حذرت من شهوة تدمير الآخرين والسعي وراء النجوم من أجل العثور على شيئ ما، سواء كان كبيرًا أم صغيرًا ، صحيحًا أم ملفقًا، طالما أنه يحتوي على وصمات لا تمحى مثل العنصرية أو التمييز على أساس الجنس، أو الرهاب من التحول الجنسي.. ثم الجلوس للاستمتاع بالقهوة بينما تترك السوشيال ميديا لتقوم بعملها ومفعولها الذي لا يخيب.