عمرو قورة يكتب: إحنا اللي ذبحنا الفرخة

نقلاً عن مجلة وشوشة

استوحيت عنوان المقال من القصة المعروفة للرجل الذي كان يمتلك فرخة تبيض له بيضة ذهب واحدة كل يوم .. وكان يبيعها في السوق و يعيش من ثمنها… و في اليوم التالي يأخذ بيضة جديدة و يبيعها و هكذا…وفي لحظة مصرية معاصرة…قرر الرجل أن يذبح الفرخة و يأخذ كل الذهب و يبيعه و يصبح من الأثرياء بدلا من الإنتظار لبيضة كل يوم…و طبعا ذبح الرجل الفرخة…فلم يجد ذهبا و ماتت الفرخة فلا بيضة ذهبية بعد اليوم !!

قصة لطيفة و لها مغزى و رسالة وهي أن الطمع والجشع و التسرع يقضون على الثروة التي بين يديك .و هذا بالظبط مافعله العاملين في مهنة الإعلام والإعلان والإنتاج التلفزيوني في رمضان هذا العام… ففي رأيي المتواضع فأن المشهد سيتغير تغيرا جذريا…ليس بسبب الرغبة في التغير …بل هي رغما عن أنف الجميع. فما حدث في الشهر الكريم من تصرفات و قرارات خاطئة -في رأيي برضه- سيجعل من المستحيل الإستمرار بنفس الحال كما كان عليه السوق قبل يوليو ٢٠١٥.

بدلا من الكلام الكثير …اللي حصل هو الآتي :

أولا : كمية رهيبة من المسلسلات أكبر بكتير من الطلب عليها..و بالذات أن السوق العربية بدأت تغلق أبوابها أمام الدراما المصرية…هناك ٣٧ مسلسل تابعناها على مختلف القنوات

ثانيا : القنوات كلها (ماعدا واحدة) مديونة لشوشتها للمنتجين من سنتين تلاتة…والدين بيتراكم و يزداد…والمنتجين مازالوا يعقدون صفقات مع قنوات واضح جدا إنها لن تدفع… و السنة دي…المسلسلات اللي بتنتج أتوقع ان قيمتها تسدد في ٢٠١٨ لو سددت.

ثالثا : بسبب كثرة المعروض و عدم التنسيق بين المنتجين أصبحت القنوات تعرض أسعار مضحكة للمسلسلات تضمن الخسارة الباهظة لأي منتج…و مع ذلك يبيبيعوا… طيب والسنة الجاية حاتطلبوا أسعار أعلى بأمارة إيه؟

رابعا : القنوات كتيرة قوي على سوق ضعيف إعلانيا …مما يفتت المشاهدين و بالتالي الإنفاق الإعلاني…و كل القنوات بتخسر…نحن لا نحتاج سوى لأربع قنوات بالإضافة للتلفزيون المصري..

خامسا : عدم وجود أي لائحة تنظيمية ولا ظابط ولا رابط أدى إلى أن القنوات بدأت تذيع حلقات قبل موعدها ليسبقوا القنوات المنافسة في إذاعة المسلسلات…شيء لا يحدث في أي بلد من العالم الرابع حتى.

سادسا : المنافسة غير الشريفة بين القنوات وبالذات القنوات خارج الأربعة الكبار..يبيعون الدقيقة الإعلانية أرخص من صندوق مياه معدنية…و يبدأ الكبار في خفض الأسعار و تنتج عن هذه المنافسة الساذجة ساعات من الدقائق الإعلانية تملأ الشاشات بدون عائد حقيقي

سابعا: عدم وجود ميثاق شرف أو معلم كبير يظبط السوق أدى لظهور مشاهد والفاظ غير لائقة و بالتالي تشجع كل باحث للشهرة في محاولة رفع دعاوي على الأعمال الفنية … وازدادت حجتهم بعدما قدمت لهم نقابة الممثلين الحجة والعذر على طبق من فضة ببيانهم الشهير.

و بعد أن ينقشع غبار رمضان…سيبدأ الفنانون في الضغط على المنتجين للحصول على باقي مستحقاتهم…و سيهرع المنتجين الى القنوات الفضائية لاسترداد بعض من مستحقاتهم التي تضخمت…فتهرع القنوات الى شركات الإعلان طلبا لمستحقاتهم عن الإعلانات التي وضعوها على قنواتهم…فيكتشف الجميع أن قيمة هذه الإعلانات قد سددت مقدما من زمن…و ليست مستحقة…فيبدأ الجميع في تأجيل الجميع و يتفاقم الدين و تشتد الأزمات.

إذا لم ينتبه العاملين في المجال لكل هذه المشاكل و الفوضى والعشوائية التي تصيب الصناعة في مقتل.. و مقاومة الأزمة بالتحاور والإتفاق و التكتل و إبقاء الأنا جانبا و النظر للمصلحة العامة والتخلص من العمالة الزائدة المعطلة و خلق كيان يكون له سلطة تنظيمية و تشريعية على جميع العاملين بالميديا …فقل على كل هذه الليلة السلام

و بدلا من الخسارة التامة في هذه الحالة…نحمر الفرخة اللي ذبحناها و ناكلها…أهو أحسن من بلاش .

اقـرأ أيضـاً:

شاركنا الرأي واختار المسلسل الذي خيب توقعاتك في رمضان للمشاركة أضغط هنـا

الجائزة الأخيرة لمهرجان إعلام.أورج : أفضل 3 مسلسلات في رمضان

مهرجان إعلام.أورج : هؤلاء أفضل مخرجي ومؤلفي رمضان 2015

مهرجان إعلام.أورج : سوكا تنافس الشربيني وولده على جائزة برامج الطبخ

مهرجان إعلام.أورج : رامز والتجربة و100 فاصلة ريختر الأفضل

حارة اليهود أفضل موسيقي وديكور في مهرجان إعلام.أورج   

مهرجان إعلام.أورج : أفضل أغنية وتصميم تتر في رمضان 2015

مهرجان إعلام.أورج : أفضل 9 ممثلات في رمضان 2015 ..ونيللي كريم تكتسح

مهرجان إعلام.أورج : أفضل 9 ممثلين في رمضان 2015  

.