مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (43) ..صفي الدين محمود الصانع

مؤمن المحمدي
مؤمن المحمدي

فاكر جملة “وسقطت العباءة” في فيلم “محامي خلع”، الممثل اللي قال الجملة دي مش ممثل خالص، ده مساعد المخرج صفي الدين محمود، وصفي مساعد مخرج أو مخرج منفذ من نوع غريب على السوق المصري.

هو مؤمن بـ فكرة التخصص، فـ تقريبا هو مساعد المخرج الوحيد اللي شايف إن المساعدة في الإخراج مهنة ومهمة ودور في السينما منفصلة عم المخرج خالص، وليها أهمية وضرورة مستقلة، ومش شرط المساعد يبقى مخرج بعدين، أصلها مش ترقية، فـ ما عندوش أي رغبة في إنه يبقى مخرج.

بـ أسمع منه الكلام ده بقالي خمستاشر سنة، وفـ الأول كنت بـ أقول لـ نفسي: منطقي يقول كده، بس أول ما هـ يتعرض عليه إخراج فيلم، هـ يجري يخرجه، لـ حد ما اتعرض فيلم واتنين ورفض (منهم فيلم لـ أحمد عز)، ثم بقى عنده شركة إنتاج، بـ تعمل أفلام لـ نجوم، وبرضه رفض يعمل أفلام من إخراجه.

وله في السياق ده جملة شهيرة: مشكلة مصر الكبيرة، إنه حتى رئيس الجمهورية شايف منصبه أو وظيفته قليلة على إمكانياته، مع إن الوظائف والمهام مفيهاش كبير وصغير، فيه ناس بـ تأدي وظيفتها كويس، وناس بـ تعمل أي كلام.

صفي وارد المسرح القومي، ودخل السينما سنة 2000 كـ مساعد لـ مجدي أحمد علي في فيلم “أسرار البنات” ثم “أحلى الأوقات” و”محامي خلع” لـ حد ما اشتغل مع مروان حامد في أفلامه التلاتة: “عمارة  يعقوبيان” و”إبراهيم الأبيض” و”الفيل الأزرق”.

مهمة مساعد المخرج متشعبة، تبدأ من الكاستينج، أو اختيار الممثلين. إيه اللي بـ يحصل؟ لما بـ يبدؤوا صناعة الفيلم، مش بـ يكون فيه غير نجم واحد أو اتنين، ثم تحصل نقاشات على بقية الأدوار، من أول صديق البطل لـ حد أي سخص عدى في الكادر، حتى لو ما ظهرش ع الشاشة.

لما سألت مروان حامد عن الكاستينج في إبراهيم الأبيض، قال لي: دي عين صفي الدين محمود. هو اللي رشح سيد رجب وخالد كمال ومحمد ممدوح تايسون وأغلب الممثلين، وقاتل علشان الترشيحات دي، ومعظمهم بقوا نجوم، وهـ نتكلم عنهم واحد واحد في مكانه.

بـ مناسبة الكاستينج، صفي هو اللي رشح خالد صالح الله يرحمه لـ “محامي خلع” في مشهد القاضي، اللي كان فتح انطلاقة ليه، ولينا. وفي إبراهيم الأبيض كان المفروض اللي تعمل دور أم إبراهيم ليلى سامي (مرات باسم سمرة في عمارة يعقوبيان) قبل ما يروح الترشيح لـ حنان ترك اللي فرقت كتير في الدور.

بعيد عن الكاستينج، تيجي إدارة لوكيشن التصوير، خصوصا في الحطابة، والحكاية بدأت من المجاميع، اللي هـ يعملوا بياع الكبدة وبتاعة الخضار واللي قاعد ف القهوة واللي ماشي في الشارع، واللي واللي. وبدون تفاصيل كتير، حصلت مشاكل بين المجاميع دول وبين أهالي الحطابة نفسهم.
المشكلة اتحلت بـ إيه؟

مفيش مجاميع، المجاميع هـ يبقوا هم أهالي الحطابة نفسهم، اللي جم واتصرفوا بـ طبيعتهم، وده جاب عربية الكبدة بتاعته فعلا، ودي جابت الخضار، وده بـ يعمل طعمية، وناس جاية تشتري، فـ كانت النتيجة هي إننا شفنا فعلا الحارة وهي بـ تتفاعل، وعلى حد علمي مفيش تجربة تانية في السينما بـ نفس الطريقة.

وما ننساش وإحنا فايتين على عناصر صناعة المعارك في الفيلم نتكلم عن تجربة جديدة عملها أنسي أبو سيف في الديكور، وهي إنه عمل الحارة بـ مقاييس خاصة، يعني حجم البيوت اللي عملها أصغر بـ كتير من حجم البيوت في الحقيقة، بس معمولة بـ طريقة ده ما يظهرش فيها.

الفكرة دي أهميتها إنها إدت إمكانية لـ إن الشخصيات خصوصا إبراهيم يقدر يتحرك ويدخل من باب وينط من شباك، ويتنقل بـ راحته، والكاميرا تتابعه “ون شوت” خصوصا في المشهد اللي دلق فيه زيت على نفسه.

وزي ما حضرتك شايف، كل ده كان بـ يتحرك علشان يخلق حالة تنفذ رؤية الفيلم: واقع شديد الواقعية يحتضن أسطورة في قمة التحليق.
يفضل عنصر من عناصر  صناعة الواقع ده
الماكيير
وده بكرة بقى

الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي

اقـرأ أيضـاً:

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (42) معسكر التدريب

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (41) ماكينزي .. أهلا بـ المعارك

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (40).. أنسي أبو سيف عين الحياة

مؤمن المحمدي: ألف مشهد ومشهد (39) إبراهيم الأبيض ..فيلم بلا ريفرنس

مؤمن المحمدي : ألف مشهد ومشهد (38) ..رحلة إبراهيم الأبيض الأولى

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (37)

.