محمد المنسي قنديل.. الباحث عن الهوية

أعد الملف: إسلام وهبان

“حينما سافرت لفترة للعمل خارج مصر، كنت أشعر أنني هارب من التجنيد.. كنت أشاهد المصريين الكادحين يجاهدون كل صباح من أجل لقمة العيش والبحث عن سبل للحياة، وسط تفاصيل صعب وظروف قاسية، كنت أرى أنني متخفف من واجبي، وبعودتي إلى مصر شعرت أنني قد عدت للتجنيد مرة أخرى، فمصر كما أنه من المستحيل العيش فيها، مستحيل الابتعاد عنها…”

بهذه الكلمات حاول الكاتب الكبير الدكتور محمد المنسي قنديل، أن يعبر عن مدى تعلقه بمصر وناسها، وبعلاقته ككاتب بتفاصيل الناس وهموم وطنه، والتي عبر عنها في العديد من أعماله الأدبية، بداية من روايته الأولى “انكسار الروح” التي صدرت في مطلع التسعينيات، وعبر فيها عن معاناة جيل نكسة 1967، وضياع حلم القومية، ومن قبلها مجموعاته القصصية ك”بيع نفس بشرية”، و”اختضار قط عجوز”، مرورا برواية “أنا عشقت”، والتي تحمل في طياتها الكثير من المعاناة والألم، وصولا لأحدث رواياته “طبيب أرياف”، والصادرة منذ أسابيع عن دار الشروق، والتي يبرز فيها العديد من المعاني حول الوطن والألم والأحلام الضائعة وما آلت إليه الأمور من عبثية وتناقض فج في مجتمعاتنا.

المتابع للمنسي قنديل وكتاباته يجده بخلاف حرصه الشديد وبراعته في التعبير عن الإنسان وما يعانيه وتحليله الدقيق للنفس البشرية، إلا أنه استطاع أن يخلق عالمه الروائي الخاص الذي يمزج فيه بين الإنسان وتركيبته ومعاناته والنبش في المنسي من التاريخ، والبحث الدائم عن الحقيقة وإن لم يصدرها للقارئ بشكل صريح. كما أن حبه للسفر جعل رواياته غنية بالترحال ومليئة بالتفاصيل، فتنتقل مع من مصر إلى سمرقند والمكسيك وغيرها من البلدان والمدن التي يكون مؤنسك فيها هو الحكايات المغزولة بحرفية ومتعة شديدة.

أثرت دراسة الطب على “قنديل”، الذي ولد بمدينة المحلة الكبرى في 16 سبتمبر 1946، وأعطته القدرة على تشريح الإنسان ليس فقط فسيولوجيا بل ونفسيا، مما ساعده على التعبير عنه وتجسيده بشكل مدهش في أعماله، كما ساعده التفرغ للكتابة، على تقديم إنتاج غزير سواء في الرواية أو القصة القصيرة أو أدب الطفل أو الكتابة التاريخية فضلا عن إساهاماته في الدراما التلفزيونية والسينمائية.

وبالتزامن مع صدور روايته الأحدث “طبيب أرياف”، يحتفي إعلام دوت كوم، بالكاتب الكبير محمد المنسي قنديل، من خلال ملف خاص عن مسيرته الأدبية وتأثيرها الأدبي والفكري وأبرز أعماله الروائية وإسهاماته الفنية، وذلك من خلال المقالات والموضوعات التالية:

طارق إمام يكتب: “كتيبة سوداء”.. ملحمة سردية لـ سيرةُ أجسادٍ مظلمة

سيد محمود يكتب: “المنسي” الذي لا يُنسى

أسامة علام يكتب: 3 مشاهد في حضرة محمد المنسي قنديل

10 تصريحات لـ جار النبي الحلو.. عن صديق العمر “المنسي قنديل”

أحمد القرملاوي يكتب: خواطر حول السمات الأسلوبية للمنسي قنديل

أنا عشقت.. مصر الجميلة النائمة تنتظر فارسًا من غبار

إيهاب الملاح يكتب: ماذا فعل “المنسي” بالأغاني وبنا؟

قنديل.. العاشق للتاريخ والباحث عن الهوية

طبيب أرياف.. كيف تنبت أغصاننا بلا أرض تحتضن الجذور؟!

منير عتيبة يكتب: التجمد قهرا في رواية “أنا عشقت”

أبرز 4 أعمال فنية قدمها محمد المنسي قنديل