إيمان سراج: هذه هي أفضل مسلسلات رمضان

لست من هواة انتقاد الأعمال الدرامية على اعتبار أنني لست ناقده متخصصة في هذا المجال، لكني سأكتب ملاحظاتي باعتباري مشاهدة لها الحق في تدوين ما شاهدته من وجهة نظرها الخاصة .

لم يحالفني الحظ بمشاهدة كل ما يعرض من أعمال درامية، أولا لمللي الشديد من كثرة مدة الإعلانات التي تتخلل كل عمل، وخاصة إعلانات التبرعات أو بالأحري “الشحاتة” التي فاقت مدتها مدة العمل الدرامي، نفسه حتي أنه يهيأ لي أنها تحولت لإعلانات تتخللها فقرة مسلسلات.

ثانياً كثرة الأعمال الدرامية حالت بيني وبين متابعتها جميعا وهو أمر شبه مستحيل.

ومنذ الحلقات الأولي وبعين ثاقبة، استطعت تمييز عملين دراميين في وسط زحمة الأعمال المعروضة.

العمل الاول؛ مسلسل تحت السيطره لمريم نعوم التي عودتنا على انتظارها في السنوات الأخيرة، وتامر محسن مخرج العمل الناجح جداً ” بدون ذكر أسماء”..

العمل لا يناقش فكرة الإدمان فقط، ولم يأتنا بمشاهد تعاطي مباشرة، قد تُغري ضعاف النفوس من الشباب صغير السن المتابع للمسلسل وتحثه على التجربة، لكنه تطرق لفكرة التعافي بعد الإدمان وكيف أن المدمن بعد تعافيه من السهل جداً عودته مرة أخري، ومدى صعوبة الأمر والآثار السلبيه لذلك. وفي اعتقادي أنها المرة الأولى التي يتطرق فيها كاتب لهذه الفكره، حتي أنني شخصياً لم أكن أعلم شيئاً عن تلك المسأله قبل مشاهدتي لتحت السيطرة.. فقد تعودنا أن نرى المدمن يتعاطى طوال تسع وعشرين حلقة، ثم يأتينا المخرج بخطورة الإدمان في الحلقه الأخيرة، مما يعود للأسف بآثار سلبيه أكثر من الآثار الإيجابية .

إن المسلسل يوجه نظر المجتمع ككل والأسره بشكل خاص، لضرورة التكاتف مع مريض الإدمان وليس اجتنابه أو الخوف من الاقتراب منه، إنه توعوي بشكل كبير.. ومن الصعب جداً على متابع المسلسل، التعرض لمحاولة التعاطي، وهذا شيء يحسب للكاتبه والمخرج أيضاً، الذي استطاع بدوره التطرق لكل تفصيله مكتوبة علي الورق وتحويلها إلي أحاسيس مرئيه، من خلال ملاحقته بالكاميرا لكل حركه ولمحه ونظره تظهر علي وجوه الممثلين.. فهو هنا استطاع جذب المشاهد وإجباره على انتظار المشهد تلو المشهد لمحاولة معرفة ماذا بعد.

أما نيللي كريم فهي كما عودتنا في الفتره الأخيره، تتقدم ببراعه في أدائها الذي لا يختلف عليه اثنان ولعله لا يقل عنها براعة الممثل أحمد وفيق الذي أدى دور طارق المدمن الذي كلما قرر الامتناع عن التعاطي عاد مرة أخرى.

ولعلني لا أخفيكم سراً، إن قلت إنني من شدة إتقان أحمد وفيق لدور المدمن كنت للحظات أشك في إدمانه في الواقع،
فنظرات عينيه الزائغتين وحركات جسده والتفاتاته ولغته، أوحوا إلي بذلك، مما يوضح أنه لا يمثل بل إن آداءه كان طبيعياً جدا، ولا أعلم أين كانت هذه البراعه التمثيليه في أدواره السابقه!!

أما ظافر العابدين فهو يمثل بكل بساطه ويمكن أن نطلق عليه، السهل ممتنع، جميله عوض ومحمد فراج، روعه في الآداء، بينما هانى عادل، مجرد وجوده في المشهد يشعر المشاهد بالراحه والطمأنينه.

المسلسل الآخر هو؛بعد البدايه تأليف عمرو سمير عاطف، وإخراج أحمد خالد، والبطوله الأولي لطارق لطفي ورغم أنها بطوله أتت متأخره، فإنه انتهز الفرصه واستغلها أفضل إستغلال، فأدى كل مشهد بحرفية بطل محترف البطوله منذ زمن، وأعتقد أنه سيكون الحصان الأسود لدراما رمضان هذا العام وستكون فاتحة خير لبطولات أخرى قادمه.. الفنانه دره أيضا ظهرت بشكل وأداء مختلف عن أدوارها السابقه وسيكون هذا الدور شهادة ميلاد جديده لها. فاروق الفيشاوي وروجينا وحتي خالد سليم الذي جعل المشاهد يكرهه من كثرة إجادته للدور، أدو أدوارهم بكل إتقان.

والمسلسل يناقش حرية الصحافه ويحكي عن صحافي يفاجا بخبر وفاته في الصحف، ومن هنا تنطلق احداث المسلسل المليئ بالإثاره والتشويق والبحث عن الحقيقه، كما أنه يتعرض للفساد المستشري داخل أرواقة الصحافه -وبجرأه تحسب لكاتب العمل- بدءاً من رئيس التحرير الفاسد الذي يتعامل مع جهه سياديه لم يتم الكشف عن هويتها، إلي الصحافي الذي يبيع نفسه مقابل ترقيه أو مقابل مادي، كما تطرق في أحداثه إلي أنه مثلما يوجد صحافي شريف، يوجد مقابله آخر فاسد، وكما يوجد ظابط فاسد عدواني يهوي الدم، يقتل بلا أدني ضمير، لا يعمل إلا لمصلحته وما تمليه عليه نفسه المريضه، هناك آخر شريف يعمل لصالح الوطن وإظهار الحقيقه.

لا أستطيع إلا القول إن بعد البدايه عمل جريء ومتكامل. وبداية خير لكل مجموعة العمل. وأجمل ما فيه أنه هرب من آفة المد والتطويل التي اتسمت بها معظم المسلسلات كما أنه تميز بسرعة الأحداث والمفاجآت المتتاليه التي لم يتوقعها المشاهد.
أرشح هذين العملين لاحتلال المراكز الأولي كأفضل عمل درامي في رمضان لأنهما من وجهة نظري الأفضل. كما أرشح طارق لطفي كأفضل ممثل ومعه أحمد وفيق، وأفرد نيللي كريم بلقب أفضل ممثلة.

على الهامش

إذا حاول الممثل إجبار المشاهد علي الضحك عن طريق افتعال مواقف مفتعله، فهذا هو الفشل بعينه.
وهذا ما ينطبق على مسلسل” يوميات زوجة مفروسة أوي” والحقيقه إحنا اللي إتفرسنا من كل من قام بالتمثيل في هذا العمل، وسؤال في أذن داليا البحيري، بإعتبارها بطلة العمل وبإعتباره عمل كوميدي، بذمتك وإنت بتتفرجي علي نفسك، ضحكتي كم ضحكه؟!

 

اقـرأ أيضـاً:

إيمان سراج : شاهين من المنوفية إلى الأكاديمية

سؤال غريب عن بكار أصاب المؤلف بصدمة

علي ربيع.. “البلاهة” لا تصنع نجم شباك

جمهور تويتر يدعو لـ “عزت أبو عوف”   

نيشان: “رامز واكل الجو” مش تمثيل

مقاضاة دريم والإبراشي ومرتضى بسبب أحمد الميرغني 

عمر طاهر يكتب : ذبح أحمد الميرغنى بإسم رئيس الجمهورية

مذيعة لبنانية تسترخي على الهواء

حفل إفطار مدير أمن بورسعيد ..جه يكحلها عماها (!!)  

صورة لمحافظ الإسكندرية تظهر في تغطية قتلى الإخوان بأكتوبر

.