وليد رشاد : حكاية بخور بـ 300 جنيه !!

فى بداية فترة شبابى فكرنا نروح السينما ربما لاول مرة بعيداً عن سيطرة الاهل ومش فاكر ليه قاد المجموعة واحد قريبنا من بعيد والولد ده كان حريص دايماً ان يظهر بانه الفتك البورمجى وفى يوم ما روحنا السينما كان معاه واحد صاحبه مكنتش اعرفه. المهم راح قريبنا شباك التذاكر علشان يحجز ورجع متلخبط وعمال يعد فى الفلوس وعلى ما يبدو ان كان فيه خطأ فى الحساب من البنت فى الشباك وفضل مرتبك وفوجئنا بصاحبه بيقول جملة اصبحت بالنسبة ليا جملة تاريخية “فلان ده .. شكله مدعاة للنصب !!” يعنى بالبلدى بيشجع الناس انهم ينصبوا عليه.
واستمرت الجملة ديه معايا زى الاقوال المأثورة اقولها على اى حد باحس انه شكله او طريقته بتغرى الناس انهم ينصبوا عليه.
ورغم طبعاً انى من الناس اللى احياناً كتير بيواجهوا مشاكل النصب او بيشتروا الحاجة باسعار اعلى بكتير من سعرها الحقيقى وكتير باعمل نفسى ناصح واحاول افاصل الا انه يبدو ان القصة ملهاش كبير واى حد فى لحظات معينة ممكن يتعرض للنصب او يتضحك عليه فى السعر ورغم كل محاولات الافلات من النصب الا انك احياناً بتجد النداهة بتشدك لانك يتنصب عليك ومش بتعرف تتوقف فى اللحظات المناسبة ..
الموضوع ده تأكد ليا لما قررت انى اشترى بخور علشان استخدمها فى المبخرة الكهربائية بمناسبة الشهر الكريم (لانى صحيت من النوم مرة اكتشفت انى وقعت فى غرام البخور والشموع المعطرة والزيوت العطرية رغم ان عمرها ما كانت بتلفت نظرى زمان بس الناس فيما يعشقون مذاهب والموود واضح انه بيؤثر على حالات العشق !!).
وفوجئت فى احد الشوارع القريبة من البيت بمكان لبيع العطور افتتح مؤخرا ودخلت دون ان اركز فى الاسم فاستقبلنى شاب اقرب لهيئة نجوم السينما العالمية وعرض علبة بخور يبدو انها من الامارات وسألته عن سعرها فقال 300 جنيه وهنا ادركت من لهجته انه سورى الجنسية. ولانى وضح عليا انى استغربت من السعر فعاجلنى بان البخور عليها هدية مبخرة من الخزف ولاننى امتلك اساساً مبخرة كهربائية فحاولت ان اعتذر بشياكة (تحفظ كبريائى) بانى غير محتاج للمبخرة الخزفية اصلاً !! وهنا تدخل شخص اخر يبدو انه صاحب المكان مؤكداً انه يريد ان اكون زبون للمكان وفوجئت بالبائع يؤكد لي ان هناك مجال للتفاوض فى السعر اذا كنت ارغب فى الشراء وادركت انى امام محطة جديدة من محطات النصب التى مررت بها فى حياتى خصوصاً عندما وجدت اصرارهم على بيع عبوة البخور !! وفوجئت بالشاب يقول لى انه ممكن استبعاد الهدية وخصم ثمنها من الاجمالى وبدأ يتحدث عن الورطة التى سيقع فيها لان الهدية غير معدة للبيع وحدها. رغم انى اساساً متأكد انه لا فيه هدية ولا حاجة الا ان القصة كلها محاولة لتوريطى فى الشراء لانه ظل يبحث عن المبخرة لاقناعى انها هدية .. وفى النهاية سأل البائع صاحب المكان عن السعر النهائى لعبوة البخور دون المبخرة فقال اخر كلام 225 ولانى كنت اريد ان اخلع فقلت له 200 فقط وكانت المفاجأة السيئة انه وافق وقال للبائع اوك .. وطبعاً هنا تأكدت انى اتنصب عليا وفقاً لكل مذاهب النصب لانه اصلاً ازاى قالوا فى الاول 300 وبعدين وصلوا الى 200 مرورا بمرحلة الهدية المفتعلة !! لكنى حسيت ان خلاص مفيش اى مجال للهروب لانى انا اللى قلت السعر الاخير وقلت لنفسى نصباية تفوت ولا حد يموت !! ولكن كانت اكبر المفاجأت عندما فتحت علبة البخور التى اكد لى البائع انها عبارة عن عدد من مكعبات البخور تكفى للاستخدام مرات عديدة الا اننى فوجئت انها برطمان به بخور اشبه باعواد الكبريت ولكن حين استخدمتها وجدت ان رائحتها فى منتهى الروعة علاوة على انها تستعمل اكثر من مرة وتحتفظ برائحتها الذكية .. وهنا الح عليا سؤال هل اتنصب عليا زى مرات كتير قبل كده ولا فعلاً الناس السوريين كانوا عاوزين يبيعوا ويكسبوا زبون ؟! ولكن السؤال الاهم الذى سألته لنفسى هل انا كمان شكلى مدعاة للنصب زى قريبنا ؟؟!! وسوف اترك لك عزيزى القارئ مطلق الحرية فى الاجابة على السؤالين !!!!

اقـرأ أيضًـا:

وليد رشاد: رمضان جانا .. بس مفرحناش بيه !!

وليد رشاد: ابتسم .. انت فى “كولن”

وليد رشاد: استاذى العزيز .. “لويس جريس”  

​وليد رشاد: الله يرحمك يا عم “مبروك”

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا