أندرو محسن : 13 ملاحظة على تحت السيطرة وطريقي و أستاذ ورئيس قسم

سريعًا انقضت عشرة أيام من رمضان ، و انقضت معه ثلث حلقات المسلسلات المعروضة ، بما يكفي للحكم ليس فقط على أحداث المسلسلات ولكن على الإخراج و التأليف و التصوير و الجو العام لكل مسلسل ، و قبل أن تهرب بقايا الحلقات من الذاكرة أسجل الملاحظات التالية

تحت السيطرة

1- الإخلاص للفكرة و الاهتمام بالتفاصيل يؤديان لخروج عمل متماسك، “مريم نعوم ” “تامر محسن” بذلا مجهودًا واضحًا في الكتابة. مسلسل عن الإدمان ؟ هل يبدو هذا جذابًا ؟ لم يكن ليكون كذلك لولا هذا المجهود للإلمام بالمفردات الحقيقية لهذا العالم ، الممارسات و العادات و أسماء المخدرات و برامج العلاج المعترف بها ، و شكل المدمن أثناء محاولته للإقلاع. كل هذا هنا موجود و حقيقي و بالتالي مقنع.

2- لم يَرض محبو مسلسلي “ذات” و “سجن النسا” عن غياب “كاملة أبو ذكري” عن هذا العمل، و لكن “تامر محسن” هنا أثبت أنه أهل للمسؤولية، شاهد بداية الحلقة السادسة و المشاهد المتتابعة لـ “مريم ” (نيللي كريم) و “حاتم” (ظافر العابدين) . أنت أمام زوجان طبيعيان في منزلهما يمزحان معًا كما لن تشاهدهما في أي مسلسل آخر.

3- الاهتمام بالتفاصيل ليس فقط معناه الإطارالعام ، و لكن أيضًا احترام التفاصيل الصغيرة، المسلسل يدور في عام 2011 ، راقب الهواتف المحمولة و لن تجد أي هاتف مستخدم في المسلسل من إصدار عام لاحق لـ 2011.

4- للاستمتاع بكل هذا مجتمعًا ، شاهد المشهد الأخير من الحلقة التاسعة . أصدقاء “مريم” يتناولون المخدرات في شقتهم كما شاهدناهم من قبل، يتحدثون عن جودة المخدر هذه المرة ، يسألون لماذا يبدو التأثير مختلفًا ؟ تنتقل الكاميرا لنجد “مريم”ملقاة على السرير شبه غائبة عن الوعي و ينتهي المشهد على ذراع “مريم” و عليه أثر شكة الإبرة .فرد العضلات من الكل ، النص يخدعنا و يصور لنا أن الحوار بعيد عن مريم ، و الكاميرا تفعل ذلك ، و تأتي المفاجأة بأن اللحظة التي ننتظرها لعودة “مريم” للإدمان هي هنا و الآن و تصدمنا .

طريقي

1- دون تعقديات يقدم لنا المخرج الشاب “محمد شاكر خضير” أول مسلسلاته بصورة جذابة مع الحفاظ على الزمان الذي تدور فيه أحداث المسلسل (نهاية الستينيات).

2- “تامر حبيب” يمشي على الحبل، قصة –أو قصص- حب و غرام شاهدنها من قبل ، و لكنه يراهن أنه قادر على صياغتها بطريقة جديدة ستدفعنا لمشاهدتها مجددًا. حتى الآن هو ناجح في رهانه.

3- لكنه ليس ناجحًا دائمًا ، و كأنه لا يجب أن تخلو المسلسلات من صدف تنغص المشاهدة . كم تبلغ نسبة أن تلاقي شخصًا لا ترغب في لقائه في أحد مشاوريك في مصر ؟ حسنا كم ستبلغ هذه النسبة إن سافرت لقضاء إجازة خارج مصر؟ للأسف رأى المؤلف أن النسبة مرتفعة جدًا ، حيث تسافر “دليلة” و “يحيى” لقضاء شهر العسل في لبنان، و أثناء احتفالهما في إحدى الفنادق ، يفاجئهم وجود المذيع”مروان” و زوجته في نفس الفندق في بيروت في لبنان. الدنيا طلعت ضيقة أوي.

4- “محمد ممدوح” مرة أخرى، نكتشفه من جديد في هذا العمل.

أستاذ و رئيس قسم

1- قرابة الحلقتين قضاهما المسلسل في أحداث ثورة يناير (ال18 يومًا)، يحاول المؤلف بقدر الإمكان أن يبدو حياديًا و لا يعرض سوى الحقائق، لكنه أبعد ما يكون عن الحياد، ظهر هذا في التالي:

– تصوير هزلي و هزيل للجان الشعبية ، يستوقفون السيارات ليس بغرض التأمين بقدر ما هو بغرض البلطجه، و ينتقون من يكمل طريقه و من يقف.

– الشباب الموجودون في الميدان يستوقفون الناس كيفما اتفق بأسلوب تغلب عليه البلطجة ، و عندما يجدون من تحمل بطاقته إشارة إلى عمله في الداخلية يتم نقله إلى القيادات لاتخاذ اللازم معه .

– من هم القيادات المذكورين سابقًا؟ و دي محتاجه سؤال ! الإخوان طبعًا.

– يقتاد الشباب رجل الداخلية (الذي كان صولا فقيرًا على المعاش حتى يستنزف تعاطفنا ) المقبوض عليه إلى مكتب ذو مدخل زجاجي و كراس جلدية و ساعات بتوقيتات العالم المختلفة ، كل هذا داخل الميدان، ثم يوسعونه ضربًا حتى يموت !!!

– على الجانب الآخر ظهر في الحلقات أنه هناك شهداء ، استشهدوا على يد من؟ ليس هناك إشارة سوى في النقطة التالية .

2- “ليه قتلتوا المتظاهرين ؟ ” الحوار المنتظر ،ابن اللواء مدير أمن الدولة يسأل والده (أحمد فؤاد سليم) هذا السؤال ، طبعًا جاءت الإجابة عائمة لا تحمل نفيًا أو تأكيدًا صريحًا ولكنها احتوت على أن المشكلة هي عند الشباب عشان ” مابقيتوش تسمعونا” و أن ما قامت به الداخلية كان “علشان نحميكم”.

3- و أخيرًا انتصرت الثورة، بأكبر قدر من التحفظ يُظهر الحوار نهاية الثورة ، بعبارات مثل “كده أحسن، مش كان من الأول بدل الناس اللي ماتت” هذا طبعًا دون نسيان أن يلقي العجوز “عبد الكريم الأسيوطي” بالعبارة التنبؤية “ماتفرحوش أوي كده ماتعرفوش رايحين على فين”.

4- هذا بخلاف استخدام مصطلحات لم تكن موجودة في هذا التوقيت مثل “نحمل الخير لمصر” التي لم تظهر سوى بعد الثورة بحوالي5 شهور، و كذلك مقولة أن الدولة حاليًا تحارب “الإرهاب” و هو المفهوم الذي لم يستخدم رسميًا سوى بعد ثورة 30 يونيو.

5- فجأة تخرج علينا شخصية “مؤمن العيوطي” (أحمد راتب) رجل الأعمال الإداري الناجح القادم من الخارج و الذي صار فجأة – بدون أية مبررات درامية مقنعة أو غير مقنعة – المرجع الرئيسي لاتخاذ أي قرار بعد الثورة و حلقة الوصل بين الإخوان و اليسار و الداخلية أيضًا !

 

شاركنا الرأي واختار المسلسل الذي قررت أن تتابعه حتى نهاية شهر رمضان للمشاركة أضغط هنـا

اقرأ أيضًا:

 أندرو محسن : 22 ملاحظة على 3 مسلسلات   

 أندرو محسن: 24 ملاحظة عن طريقي والعهد وأستاذ ورئيس قسم