الخصوصية أم الحرب التجارية.. تفاصيل الحملة الأمريكية على "تيك توك"

محمد إسماعيل الحلواني

احتل تطبيق “تيك توك” ذو الشعبية الكبيرة بين الشباب مساحات كبيرة من تغطيات الصحف العالمية، وتصدّر عناوين الأخبار والتقارير للدرجة التي دفعت صحيفة مرموقة مثل “واشنطن بوست” لإصدار دليل شامل عن التطبيق الصيني المثير للجدل وتنوعت وجهات النظر بين الدفاع عن “تيك توك” والهجوم ضده.

نرشح لك: بسبب الفيديوهات السلبية على “تيك توك”.. ستار أونلاين تحدد صفات المحتوى التعليمي

 

في هذا التقرير نرصد أهم الحملات التي تعرض لها التطبيق الصيني في الغرب خصوصا لدى الجهات والشركات التي ترفع العلم الأمريكي.

أوامر للجنود والموظفين.. “احذفوه فورا”

طالب الجيش الأمريكي جنوده وكذلك شركات “أمازون” و”ولز فارجو” للخدمات المالية طالبت  موظفيها بحذف تطبيق تيك توك الصيني من هواتفهم المحمولة، مما يدل على شكوك لدى العديد من الشركات في الأمن السيبراني المتعلق بالتطبيق أو ربما لأسباب نابعة من البارانويا الأمريكية حسب تعبير مايك إيزاك، وكارين ويز، في تقريرهما المنشور بصحيفة نيويورك تايمز، وبعد خمس ساعات تقريبًا، عكست أمازون المسار، مدعية أن البريد الإلكتروني للموظفين تم إرساله عن طريق الخطأ.

وفي رسالة البريد الإلكتروني الأولى، التي حصلت عليها التايمز، قال مسؤولو أمازون إنه بسبب “المخاطر الأمنية”، يجب على الموظفين حذف التطبيق من أي أجهزة “تصل إلى بريد أمازون الإلكتروني”.

وقالت المذكرة إن الموظفين اضطروا إلى إزالة التطبيق ليظلوا قادرين على الوصول إلى بريدهم الإلكتروني الخاص بالعمل عبر أمازون.

في بيان صدر في وقت لاحق، قالت المتحدثة باسم أمازون كريستين براون، “لا يوجد تغيير في سياساتنا الآن فيما يتعلق تيك توك”. وكانت رسالة أمازون إضافة جديدة إلى العاصفة المحيطة بالفعل بتيك توك، الشائعة لدى الجمهور الشاب في الولايات المتحدة لنشر مقاطع الفيديو القصيرة والممتعة، وترجح التايمز إنه بسبب ملكيته الصينية والتوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين بشأن قضايا مثل الحرب التجارية والتكنولوجيا، أصبح التطبيق خاضعًا لمزيد من التدقيق في واشنطن بشأن اعتبارات الأمن السيبراني وأمن البيانات.

دليل واشنطن بوست

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا كتبه جيوفري أ. فاولر، بعنوان “هل حان الوقت لحذف تيك توك؟.. دليلك الشامل للشائعات وحقائق حول مخاطر الأمن السيبراني التي تقلقنا“، وجاء في مستهله أن “تيك توك” لا يبدو أنه يحصل على المزيد من بياناتك مقارنة بفيسبوك، وأكد أن هذا القول ليس من قبيل المجاملة، وتبين أن شبكة CNBC تشاركه الرأي في هذه النقطة تحديدًا.

تابع: “ كانت مخاوف الخصوصية هي الجانب الأكثر انتشارًا حول تيك توك طوال الأسبوع الماضي. في 7 يوليو، قال وزير الخارجية مايك بومبيو إن الولايات المتحدة تدرس حظر التطبيق، وحذر من أنه يضع “بياناتك الخاصة في أيدي الحزب الشيوعي الصيني”.

وفي 10 يوليو، حذرت اللجنة الوطنية الديمقراطية العاملين من استخدامه، وكتب نجم الألعاب تايلر “نينجا بليفن” في 9 يوليو أنه حذف التطبيق”.

وأضاف فاولر: “ إن نصح الجميع بحذف تيك توك فقط من قبيل الحذر ليس بهذه البساطة، فقد تم تنزيله أكثر من 2 مليار مرة، ويعتمد عليه ملايين الشباب الأمريكيين للتواصل أثناء جائحة فيروس كورونا. وأصبح التطبيق مؤخرًا ما يعادل البرنامج التلفزيوني الأمريكي الشهير Star Search، بل وربما تجاوزه شهرةً  بمقاطع الفيديو المنزلية (الأكثر تسلية في أمريكا)، مما خلق ثقافة خاصة من خلال حركات الرقص المسجلة.. بعبارة أخرى، إذا أفسدت التطبيق المفضل لدى جيل الألفية، فكن مستعدًا لمعركة حتمية”.

مبالغات أمريكية

استعانت واشنطن بوست بخبير اتصالات شهير وهو “باتريك جاكسون”، كبير مسؤولي التكنولوجيا بشركة الخصوصية الأمريكية Disconnect، للمساعدة في فهم غطاء البيانات التي يجمعها تطبيق تيك توك بالفعل بموضوعية مطلقة بعيدًا عن أي مبارزات جيوسياسي. ووجهت الصحيفة للشركة مالكة التطبيق أسئلة محددة حول ممارسات البيانات الخاصة بها.

وقالت المتحدثة باسم الشركة آشلي ناش هان: “حماية خصوصية بيانات مستخدمينا لها أهمية قصوى بالنسبة لتيك توك، الذي يجمع معلومات المستخدمين في الولايات المتحدة أقل بكثير من العديد من الشركات في منطقتنا ويخزنها في الولايات المتحدة وسنغافورة. نحن لم ولن نمنح تلك البيانات للحكومة الصينية “.

وأوضح الخبير أن مقدار ما يحصل عليه “تيك توك” من البيانات لا يزيد عن ما تحصل عليه تطبيقات أمريكية مثل فيسبوك، ويعتقد جاكسون أن هناك مبالغات مروعة ومخاوف مبررة من احتمالات تقصي تفاصيل عميقة حول حياة الأمريكيين، ولكن هناك أدلة ضئيلة على أن “تيك توك” يشارك بيانات الأمريكيين مع الصين، وحذر من كراهية الأجانب التي قد تؤدي إلى قلق ومخاوف متعددة تتعلق بالخصوصية.

رغم ذلك لم تتجاهل واشنطن بوست سجل الصين في مراقبة الإنترنت، كما لم تستبعد احتمال قيام الصين بإجبار الشركة المالكة لـ “تيك توك” على تسليم بيانات المستخدمين في المستقبل.

ما هي البيانات التي يجمعها تيك توك؟

بصرف النظر عن كل فيديو تشاهده – وإلى متى تشاهده – يحتوي “تيك توك” على نسخة كاملة للرسائل الخاصة التي يمكنك أيضًا إرسالها عبر تطبيقه.

وتنص سياسة الخصوصية التي يطرحها التطبيق في أمريكا أيضًا على سماح المستخدم للتطبيق بتحديد موقع بلده، وعنوان الإنترنت، ونوع الجهاز، الذي يستخدمه، ثم إذا وافق المستخدم، فيجب عليه السماح للتطبيق بالوصول إلى موقع المستخدم بالضبط، والوصول إلى جهات اتصال الهاتف وربط التطبيق بحسابات المستخدم على الشبكات الاجتماعية الأخرى، بالإضافة إلى عمره ورقم هاتفه.

وكل هذا يضاف إلى ملف شخصي مفيد ليس فقط بالنسبة استهداف الإعلانات، ولكن أيضًا لفهم من أنت، ومن أصدقائك وعائلتك، وما يعجبك، وما تجده مضحكًا وما تقوله لأصدقائك.

وأوضح  باتريك جاكسون، أن التطبيق يرسل كمية “غير طبيعية” من المعلومات من الأجهزة إلى أجهزة السيرفر الخاصة به.



عندما فتح “تيك توك” ذات مرة، وجد ما يقرب من 210 طلب شبكة في الثواني التسع الأولى، بإجمالي أكثر من 500 كيلوبايت من البيانات المرسلة من التطبيق إلى الإنترنت، (هذا يعادل نصف ميجا بايت، أو 125 صفحة من البيانات المكتوبة) معظمها كانت معلومات حول الهاتف، مثل دقة الشاشة ومعرف إعلانات Apple، التي يمكن استخدامها لبصمة جهاز الهاتف الذكي حتى عندما لا يكون المستخدم قد أجرى تسجيل الدخول.

شاب أمريكي يحذر ترامب