هشام المياني: السيسي عايز نواب بمنطق العرسان.. يبقى الفلوس هتكسب البرلمان!

نقلا عن جريدة المقال:

” اختاروا النواب كأنكم بتختاروا عرسان لبناتكم”

هذه الجملة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي مخاطبا المصريين خلال كلمة له بحفل إفطار الأسرة المصرية الأول الذي أقامته رئاسة الجمهورية بفندق الماسة أمس الأول، في تقليد جديد بدأته الرئاسة هذا العام للم شمل فئات الشعب المختلفة على مائدة إفطار واحدة، وضم الحفل الأول ممثلين عن فئات مختلفة وسيتم تكرار مثل هذا الحفل أسبوعيا حتى نهاية الشهر مع تغيير ممثلي الفئات كل مرة..

الرئيس تحدث خلال الحفل عن رغبته وأمنيته في أن تكون انتخابات مجلس النواب المقبل قد انعقدت قبل نهاية العام الجاري، متمنيا في الوقت نفسه أن يحسن المصريون الاختيار وقال لهم الجملة السابقة.

بالطبع الرئيس يحسن الظن وأراد أن يوضح للمصريين خطورة اختيارهم لنواب غير جديرين بالثقة وعواقب ذلك عليهم مثلما تكون العواقب السيئة التي تنتج عن تزوج بناتهم لعرسان سيئين.

ولكن الرئيس فاته أنه لو اعتمد المصريون على قواعد اختيارهم للعرسان في اختيار النواب فستكون تلك كارثة كبرى ومحققة.

ذلك أن الأغلبية العظمى من المصريين يختارون العرسان وفقا لما يرونه من وجهة نظرهم سيحقق الاستقرار لبناتهم فيختارون الأغنياء في المقام الأول ومن يملك الشقة ويقدر على جلب الشبكة “بالشيء الفلاني” بغض النظر عن ما إذا هذا العريس يليق ببناتهم أم لا من حيث الخلق والعلم.

وتكون النتيجة أن نسبة الطلاق تزداد بسبب مثل هذه الزيجات غير المتكافئة والمعتمدة على معايير سيئة في الاختيار من جانب أهل البنت.

وبالطبع كل قاعدة لها استثناءات وهناك من يزوجون بناتهم لعرسان على أساس الخلق والتكافؤ الفكري والعلمي بغض النظر عن وضعه المادي بل وقد يساعدونهم في حياتهم حتى الوقوف على أقدامهم وبناء حياة مستقرة وفي الغالب تلك الزيجات هي التي تستمر، ولكن هذه نسبة ضئيلة.

ومن ثم فلو انتظر الرئيس من المصريين اختيار النواب بمعايير اختيار العرسان لبناتهم فالأغلبية ستختار بمنطق المال ومن لديه القدرة على الصرف والإنفاق والوصول إليهم بدعايته وبخدماته الوقتية بغض النظر عن كونه لا يصلح للقيام بمهام النائب البرلماني التي من أخطرها وأهمها مهمة التشريع.

ومن ثم فإذا أراد الرئيس أن يختار النواب الصح بمنطق اختيار العرسان الصح، فعلى الدولة أن تساعد العرسان الصح ، أقصد المرشحين كنواب الصح في الوصول أولا إلى الناس، بدلا من ترك المنتخبين فريسة سهلة لإغراءات ودعايات من يملكون المال فينتج لنا برلمانا تم شرائه بالفلوس كمن اشترى عروسة بالفلوس.

ومصر ليست أي عروسة نترك من معه المال يتزوجها دون أن يكون على قدر مستواها، فهناك آلاف العرسان الذين يليقون بها ولكن ظروفهم المالية تجعلهم لا يستطيعون الوصول إليها.

اقرأ أيضًا:

هشام المياني: “لجنة سياسات” السيسي لحكم مصر!

هشام المياني: السيسي بيطلب من “ناس عايشة في الثلاجة” تنمية وتطوير سيناء!

هشام المياني: السياسة الغائبة عن قرار الرئيس بالعفو عن الشباب

هشام المياني: المسئول ما بيشفش الغلط ويسكت.. ده هو الغلط ذات نفسه !

 هشام المياني: قصر الاتحادية للأعمال الخيرية!

 .