مين اللي ميحبش عبلة؟

عبلة كامل
أسماء شكري

هل اعتزلت عبلة كامل؟ سؤال طرحه الكثيرون من جمهورها خلال الساعات الماضية بعد تداول أنباء عن اعتزالها الفن نهائيا، وبالرغم من أنني كنت أعتبرها معتزلة بالفعل منذ سنوات بسبب اختفائها عن الأضواء وصخب الساحة الفنية، إلا أنني عندما قرأت الخبر “حرفيا” وتم تداوله على نطاق واسع؛ أحزنني وفاجأني كأنني لأول مرة أقرأه أو يتبادر إلى ذهني..

عبلة كامل في رأيي هي أكثر فنانة تنطبق عليها جملة: “تدخل القلب بدون استئذان”، بل إنني أرى أن تلك الجملة تكاد تكون قد وُضعت لها تحديدا.. تلقائية شديدة وموهبة مبهرة وبسيطة في ذات الوقت، لا تشعر للحظة وأنت تشاهدها في أي عمل على الشاشة أنها تمثل! لم يختلف عليها اثنان طوال مشوارها الفني الذي بدأ منذ ما يزيد على 30 عاما، أدوارها بالرغم من قلتها نسبيا بالمقارنة بعدد سنوات عملها بالفن؛ أصبح أغلبها من علامات الشاشة الفضية والصغيرة.

نرشح لك: عبلة كامل تتحدث عن نفسها.. سر الحصار الإعلامي

 

كمعجبة بفن عبلة كامل تساءلت كثيرا ما السر في نجوميتها ومكانتها في قلوب الجميع؟ هل ارتباطنا بفاطمة كشري تلك الشخصية التي أدتها عبلة في لن أعيش في جلباب أبي وتعتبر من كلاسيكيات الأعمال الدرامية؟ أم أداؤها العبقري لدور جليلة “المكشوف عنها الحجاب” في حديث الصباح والمساء؟ أم دور خالتي فرنسا الشهير وتقديمها لشخصية المرأة “الفتوة البلطجية الشعبية” بخفة ظل وتمكن جعلتنا نحب “فرنسا” ونتغاضى عن أفعالها الإجرامية وأخلاقها المذمومة؟

الأمثلة كثيرة عندما نتذكر عبلة كامل الممثلة في شخصيات أدتها داخل أعمال فنية مختلفة، لدرجة أنك لا تتذكر اسم العمل إلا وتقفز إلى ذهنك أسماء الأدوار التي قدمتها عبلة كامل خلالها، فمن لبيبة “الهائمة” في امرأة في زمن الحب إلى استفتاح “اللصة” في عودة الندلة إلى رزقة الأخت الحنون في عفاريت السيالة إلى شكران الفتاة الطيبة في هوانم جاردن سيتي.

لن نجد أمثلة كثيرة لأسماء شخصيات قدمنها فنانات يتذكرها الجمهور أكثر من تذكره لاسم العمل نفسه؛ بقدر ما يتذكر تلك الشخصيات التي قدمتها عبلة باقتدار وبساطة وعفوية، وفي رأيي يعد هذا من أسرار نجاحها حتى الآن بالرغم من ابتعادها عن الأضواء منذ بداياتها وعدم حبها للظهور والشهرة.

عبلة كامل التي يحبها الجميع بلا استثناء – وأعتقد أنك توافقني الرأي وأرجو ألا تعتبرها مبالغة – عاشت من أجل شيئين: الفن وابنتيها، أحبت ما تقدمه فأحبها المشاهدون، وأجمع عليها النقاد وزملاؤها في الوسط الفني؛ لذلك استحقت كل تلك الضجة المثارة حاليا حول أنباء اعتزالها، وسواء كان الخبر صحيحا أو كاذبا؛ فلن يؤثر في الاعتراف بمكانتها في قلوب الجمهور وحبه الكبير لها.

عبلة كامل