محمد عبد الرحمن: المدير الفني ..أحمد كمال

نقلا عن جريدة المقال  

تخيل أن مديراً فنياُ مخضرما لأي فريق كرة قدم جاءته فرصة نزول الملعب في أي جزء من المباراة ليطبق بنفسه الخطط والتكتيكات التي يلقنها لللاعبين، إذا استبعدت عنصر اللياقة البدنية فالمؤكد أن أداء المدير الفني سيكون  بارعا وهو يصول ويجول على المستطيل الأخضر وسينجح في قيادة الفريق داخل الملعب لأن “الكوتش” سيكون أقرب للاعبيه هنا من وجوده إلى جوار البدلاء خارج خط التماس.

مقدمة كروية لكنها ضرورية عند التصدي للكتابة عن مدرب التمثيل الأبرز في السنوات العشرين الأخيرة أحمد كمال، الممثل المخضرم الذي زرع جذوره بطريقة صحيحة في تربة الفن المصرية منذ بدأ ممثلا في فرق مسرح الهواة وصولا للدراما التلفزيونية والسينما التي تعامل فيها مع أهم مخرجيها وفي مقدمتهم داوود عبد السيد .

ليس كل مدربي التمثيل صالحين للوقوف أمام الكاميرا لكن أحمد كمال جمع بين الحسنيين، ممثل عظيم ومدرب مخضرم، بالتالي عندما ينزل الملعب أي  يقف في وسط البلاتوه فهو قادر على أن يحول تدريباته للأخرين إلى طاقة غير منظورة تصنع من شخصيات متنوعة أداها علامات بارزة في سجل التمثيل المصري الأصيل.

كمال هو طراز من الممثلين يختارهم المخرج دون تفكير طويل ويعتمدون مسبقا على أنه ليس بحاجة إلى توجيه أو مجهود أمام الكاميرا، ممثل تتسرب الشخصيات إلى دمه  لا يكتفي كالعاديين بأن يردد النص ويدعى تقمص الشخصية، هو يفتح لها مسام روحه لتدخل ولا تخرج إلا بعد أن ينتهي التصوير.

إذا لم يقدم أحمد كمال سوى مشهده الفريد مع خالد أبو النجا في “مواطن ومخبر وحرامي” لم يكن ليحتاج للمزيد ليثبت أنه ممثل هوليودي النزعة، وهو بشخصية والد موسى وليلى في حارة اليهود يرسخ من جديد قدرته على أن يدير نفسه كممثل صالح لأداء كل الأدوار بما في ذلك كوميديا الموقف التي قدمها في مسلسل “فرح ليلي” قبل عامين لكن لظروف عدة لم ينجح المسلسل نفسه وبقى منه دور “أحمد كمال” الذي صنع رصيداً لا يمكن تجاهله من الأدوار البارزة أيا كانت مساحتها ، هو تاجر الهيروين في “أرض الخوف” و سليمان الصايغ المغدور من زوجته في “الكيت كات” والمدرس عبد السلام المحب لتلميذته في ” أحلى الأوقات” وطبيب الأطفال المعتز بميدالية المفاتيح في “بحب السيما” وشفيق مريض الإيدز في “أسماء” والأب الذي كان يقرأ رواية “ذات الهمة” في مسلسل “ذات” فأطلق الإسم على البطلة .

أحمد كمال مدير فني في ملعب التمثيل لازال محتفظا بلياقته البدنية التي تجعلها قادرا على الإرتقاء أمام أي ممثل – لاعب شاب يتدرب على يديه  سواء خارج البلاتوه و حتى أمام الكاميرا .

شاركنا الرأي حول ما هي القناة التي تحرص على متابعتها وقت الإفطار؟ للمشاركة أضغط هنـا

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيسبوك من هنا

اقرأ ايضًا: 

محمد عبد الرحمن: الخالة سلوى محمد علي

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن تميم عبده

محمد عبد الرحمن: أن تكون سيد رجب

محمد عبد الرحمن: شاهد بنفسك ولا تدع الآخرين يشاهدون لك

محمد عبد الرحمن: بيومي فؤاد ..اسم يعني الثقة

محمد عبد الرحمن : موسم علي ربيع  

محمد عبد الرحمن: فيروس C يضرب مسلسلات رمضان

محمد عبد الرحمن: عودة الكاتب المجهول  

محمد عبد الرحمن: إجازة مزعجة ليحيي الفخراني

محمد عبد الرحمن: الذين ماتوا ثم عادوا بالجرافيك

محمد عبد الرحمن :القوة الناعمة التي لا يشملها الوفد المرافق للرئيس 

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا