بعد 25 عامًا.. لماذا نحب "فرح سنية" إلى اليوم؟

نحب فرح سنية
رباب طلعت

حالة من الفرحة العارمة اجتاحت السوشيال ميديا، “فرحة” حقيقية وليست مصطنعة، “فالكل معزوم على فرح سنية”، كبرى بنات الحاج عبد الغفور البرعي، الشخصية التي قدمها الفنان الراحل نور الشريف، في “لن أعيش في جلباب أبي”، منذ ربع قرن تقريبًا، إلا أنه عاش فيها فعاش بها سنوات طويلة، استمرت إلى اليوم، للدرجة التي دفعت الجمهور للاحتفال بزفاف ابنته على صفحاتهم، كأنهم أحد أفراد أسرة عبد الغفور وفاطمة كشري، من قبل عرض حلقة الزفاف على “dmc دراما”.

نرشح لك: بعد تصدره الترند.. أحمد أمين عن “فرح سنية”: مراتي منتظراه

بالرغم من أن المسلسل كثيرًا ما يعرض على شاشات التلفزيون، وكانت آخر حلقة منه تم عرضها قبل رمضان بأيام على “ON drama”، إلا أنه وفي كل مرة يتم الاحتفال بفرح “سنية” كأنه يعرض لأول مرة، ولذلك عدة أسباب يمكن سردها فيما يلي:

(1)

حالة الحب بين الجمهور ومسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، حالة خاصة، منذ العرض الأول له عام 1995، وقد نجح في الحفاظ على مكانته في نفوس مشاهديه، وبالرغم من كثرة إعادة عرضه، إلا أنه لا أحد يمل من تكراره أبدًا، بل وصل الأمر للتوحد مع أبطال العمل، كأنهم حقيقيون بالفعل، وكأنهم “ناس مننا” نعرفهم جيدًا، بالتالي فالاحتفال بفرحتهم الأولى منطقي.

(2)

ألقى المشهد الضوء على تفاصيل دقيقة من ملامح الشخصيات، فالأب الثري العصامي “ابن الوكالة”، يجلس فارضًا سلطته ومحبته في نفس الوقت وسط أسرته والعاملين معه، والأم “أم العروسة” تجامل الجميع وتضايفهم في منزلها، بالرغم من انشغالها بفرحتها ورقصها العفوي في زفاف كبرى بناتها، والشقيقات ما بين الضحك والسخرية، وزوجة خال العروسة غريبة الأطوار التي تحاول أن تجامل “الحاج عبد الغفور” رب عمل زوجها، وسعادة وانبهار مجتمع “عبدالغفور” و”فاطمة” بالحفل البسيط، وعلى النقيض أسرة العريس ابن الوزير، “اللي شايفينه بلدي”، و”فضيحة”.

كل تلك التفاصيل تلقائية تمامًا وعكست الكثير من ملامح الشخصيات، والاختلاف الكبير بين الأسرتين ما ينبئ بعدم استمرار تلك الزيجة أبدًا.

(3)

الدراما الكوميدية، فالمشهد بالرغم من أنه مليء بالتفاصيل إلا أن الكوميديا كانت حاضرة بسلاسة كبيرة، فلا يمكن أن يشاهده أحد ولا يضحك من قلبه على المواقف التي تضمنها الحفل، دون مجهود أو كلمة واحدة تدفع المشاهد للضحك، فهو يضحك تلقائيًا لمجرد رؤيته البوفيه وطريقة توزيع “فاطمة كشري” للطعام للمعازيم، أو المطرب سمير صبري “اللي جه بالغلط” أو الراقصة الغريبة، أو رقص أقارب العروسة، وغضب أقارب العريس.

(4)

الثنائي سهير الباروني، وعبلة كامل، هما بطلتا المشهد الحقيقي، فهم من صنعوا كوميديا الموقف، وأيضًا أضافت كل منهما بطريقتها، وبحسب شخصيتها في العمل، الكثير للمشهد.

(5)

البوفيه وهو الجزء المفضل للكثيرين، حيث ظهر الجميع بترتيب عشوائي، حول مائدة أعدتها فاطمة كشري بمساعدة زوجة شقيقها، دون الحاجة لطباخ أو مقدمي خدمة للضيوف، فهي من تضايفهم في منزلها كأنها عزومة أسرية، لا مجال للغرباء فيها، والمواقف الكثيرة والسريعة التي تحدث بين امتعاض أسرة العريس من طريقة تقديم الطعام، وسخرية “عبدالغفور” من الأكل وهو يقف على قدمه، ومن طفولية بناته اللاتي يبحثن عن الأطعمة المفضلة لهن، و”الكيس الأسود” أول “كيس أسود” في الدراما المصرية، والذي يعبر عن ظاهرة أصيلة في أي بوفيه في مصر.

(6)

“اللمة الحلوة” في المشهد، فجميع الممثلين تقريبًا تواجدوا تقريبًا، في منزل الحاج عبد الغفور البرعي، وقد انقسموا إلى صفين، صف أهل العروسة وأحباب والدها وأصدقائه، وهو جانب مليئ بالدفء والفرحة الحقيقية، وصف أهل العريس النقيض تمامًا.

(7)

لم يمر على الدراما المصرية، مشهد زفاف تناول كل تلك التفاصيل، مثل “فرح سنية”، بشقيه الكوميدي والدرامي، فهو أقرب ما يكون لمناسبات الأسر البسيطة والمتوسطة بالفعل في تلك الفترة، وإلى الآن.

(8)

المشهد لم يكن تمثيلًا، ذلك ما صرحت به الفنانة وفاء صادق في برنامج “عسل أبيض”، حيث إنها أكدت أن المخرج الراحل أحمد توفيق ترك لهم حرية التصرف على طبيعتهم في المشهد، فأكلوا بالفعل من “البوفيه”، الذي كانت الأطعمة المقدمة فيه من منازلهم بالفعل، وليس إعداد مطعم، بالإضافة إلى أنهم تعايشوا مع الشخصيات واحتفلوا بزفاف أختهم الكبرى بالفعل، وليس زميلتهم في العمل، ما جعل كافة الأحاسيس والمواقف في المشهد “طبيعية” فوصلت للمشاهدين حقيقية جدًا.

 

نحب فرح سنية