طارق الشناوي: بصقات لوسي على وجه رامز

«المازوخية» واحد من أمراض الاضطراب النفسى، وهو يعنى التلذذ بالتعذيب، إذ تصل ذروة السعادة بالشخص المريض عندما يتحمل بسعادة أقصى درجات العنف والألم الجسدى بينما من يمارس العنف وإحداث الألم فى تلك المعادلة هو الطرف الآخر السادى.

مثل هذه العلاقات حتى بدرجاتها المتقدمة تمارَس فى السر، ولكن ما رأيته فى الأيام الأولى من رمضان طرح أمامنا مرضًا آخر لن تجده فى قواميس علم النفس، وهو التلذذ بالتعذيب العلنى. هل هى مازوخية مستعصية أصابت رامز جلال الذى لم نعد نشاهده إلا وهو مشتوم أو مضروب أو الاثنين معا؟ وما توصيف هذا المرض؟ وهو سؤال من المؤكد أننى لن أجد إجابته إلا عند د. أحمد عكاشة أو د. يحيى الرخاوى.

قبل 24 ساعة شاهدنا لوسى وهى تنهال عليه بصقًا بعد أن أخذ نصيبه ضربًا باللكمات والشلاليت والأحذية، بالإضافة إلى الشتائم العلنية التى تنال من أبيه وأمه علنًا وعلى رؤوس الأشهاد. والغريب أن الكاميرا ضبطته أكثر من مرة كلما بصقت عليه لوسى وهو يستفزّها لكى تمنحه مزيدا.

يحيّرنى فى الحقيقة أكثر من أمر، كيف أن البرامج الثلاثة التى تقع تحت طائلة قانون المقالب السخيفة اختارت كلها أن تنطلق هذا العام للسحاب «رامز واكل الجو» فى «إم بى سى»، وهانى رمزى «هبوط اضطرارى» فى «الحياة»، وشادى ألفونس وخالد منصور «التجربة الخفية» فى «النهار»؟ فى العام الماضى كانت الموضة هى البحر «رامز قرش البحر»، و«فؤش كرش البحر»!

هل هو توارد خواطر أم توارد سخافة؟ الأكثر حيرة هو كيف أن النجوم جميعا يشربون المقلب، ولا أجد بينهم من يكتشف اللعبة، النجوم يتعاملون سنويا مع الكاميرا وبالتالى عندما تتم دعوتهم لبرنامج يجب أن يضعوا لا شعوريا احتمال أن هناك مصيدة تُنصب لأنهم سبق أن وقعوا فيها من قبل، ثم إن مثل هذه البرامج تزرع فى العادة نحو خمس أو ست كاميرات فى أماكن ضيقة، فهل لم يلاحظ أى من الفنانين تلك الكاميرات، مثلا رامز فى برنامجه هو رامز بصوته المعروف وملامح جسده، كما أن الماكياج على وجهه من المؤكد يلعب دورا عكسيا لأنه سوف يستفز الفنان الذى يجلس بجواره للشك فى أمره.

الممثلون لأنهم يتعاملون مع الماكياج فهم ببساطة سوف يلاحظون أن من يجلس بجوارهم يضع لحية أو يرتدى قناعًا، فكيف لم يشكّ أى منهم فى الأمر برمته؟

كثيرة هى التفاصيل التى تفضح اللعبة، ورغم ذلك يتم التصوير. المنطق يقودنا إلى الشك بأن هناك اتفاقا، وإذا لم يكن مسبقا فإنه ضمنى، أى أن الفنان عندما يعلم فى بداية التنفيذ بأن هذه لعبة وأنهم يشتغلونه فإنه يكمل اللعبة حتى النهاية ويشتغلهم.

فنان يؤدى دورا والمطلوب إقناع المشاهد أنه لا يؤدى دورا، ويصل إلى أقصى درجات الاندماج، الطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو أن يتحمل المذيع الضرب والصفع والبصق.

هل المتفرج يتواطأ بالتصديق؟ فى أحيان عديدة أشك أننا طرف فى اللعبة نتواطأ ونكذب على أنفسنا لأننا لا شعوريا نريد أن نرى الفنان الذى يصدر لنا جرعات الحنية والرومانسية والأدب الجمّ وهو فاقد لأعصابه ويشتم بأفظع وأحط الألفاظ والحركات. هل خرجت مثلا لوسى من تلك المعركة فائزة؟ بالتأكيد لا، لأن الناس شاهدتها فى أسوأ صورة من الممكن أن تراها لإنسان، ولا أتصور أن هناك عذرا مقبولا لكل ما بدر منها سوى أنه يكشف عن وجه آخر متوحش، من المؤكد أنها كانت حريصة على إخفائه طوال أربعين عاما، وهل المقابل المادى مهما كان سخيا يستحق كل هذه الفضائح؟

ويبقى السؤال: ما الذى فعلته السيدة الفاضلة أم رامز وياسر جلال، وأبوه المخرج الراحل جلال توفيق، حتى يستمع الجمهور إلى لعنات من الفنانين تصيبهما يوميا على الهواء؟

نقلا عن التحرير 

 

شاركنا الرأي حول المسلسل الذي يتصدر قائمة اهتماماتك في رمضان المقبل بالضغط هنا

اقـرأ أيضًـا:

طارق الشناوي: الفن لا يحاكم بقانون أخلاقي أو ديني

طارق الشناوي: “فوبيا” الفنان العربي!!

طارق الشناوي: سلامٌ عليك يا جورج!

 طارق الشناوي: دنيا سمير غانم هتفاجئنا 

طارق الشناوي: مواطن ورئيس وفنان!

.

 تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا