عمرو أديب.. تاريخ حافل من الانفعالات والخروج عن النص

رباب طلعت

لأكثر من عشرين عامًا، يحتل عمرو أديب صدارة المشهد الإعلامي، بسبب أسلوبه البسيط والقريب للشعب أكثر من غيره، بالإضافة إلى حسه الفكاهي، الذي تحول مؤخرًا بالتزامن مع جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) إلى “تريند” بلغة العصر الحالي، حيث تصدر حديث مواقع التواصل الاجتماعي، من الفئات الأصغر سنًا من الشباب والمراهقين، الذين باتوا يعبرون عن أخطاء الشعب في عدم الالتزام بتعليمات الدولة للحد من انتشار الفيروس بـ “هتخلوا عمرو أديب يزعقلنا”، منتظرين بذلك رد فعله الاستنكاري الذي يتسم بـ”الزعيق” باللفظ الشعبي الدارج.

بالرغم من تراجع التأثير الإعلامي على أجيال “السوشيال ميديا”، إلا أن عمرو أديب نجح مؤخرًا لأن يكون واحدًا من الذين استعادوا تواجدهم من جديد، وذلك لانفعاله العنيف في التعليق على الأحداث المختلفة، وخروجه عن النص، خلال الأسبوع الجاري تحديدًا خلال حلقات برنامجه “الحكاية” المذاع على قناة “MBC مصر”.

الواقعة الأبرز كانت بتعليقه على ما حدث من أهالي قرية شبرا البهو، الذين رفضوا استقبال جثمان الدكتورة سونيا عبد العظيم، إحدى ضحايا كورونا المستجد، ودفنها في قريتهم، ومطالبات البعض بأن تُخصص الدولة مقابر جماعية للمتوفين جراء العدوى بالفيروس مثلما فعلت بعض الدول الغربية، ليرد عليهم قائلًا: “لأ يا روح أمك.. المصريين معندهمش مقابر جماعية، المصري يندفن جنب أمه وأبوه وأسرته، المقبرة دي معملنهاش في الحرب، وأرقام ضحايا مصر من فيروس كورونا، لا تستدعي مقابر جماعية على الإطلاق، إحنا مش زي أمريكا”.

وبعد تلك الواقعة انتشرت فيديوهات تكدس المواطنين في حارة اليهود، مما جعل الجمهور يتوقع ما سيفعله عمرو أديب مساءً في حلقته، معلقين: “ده عمرو أديب هيبهدلنا”، “أنتو عملتوا كده ليه مستنيين عمرو أديب يزعقلكم؟”، وغيرها من التعليقات الكوميدية، التي تنبئ عن انتظارهم لانفعال أديب في الحلقة، وبالتالي الخروج بـ”كوميكس” جديدة مقتبسة من رد فعله، وهو ما حدث بالفعل وانفعل الإعلامي في الحلقة مطالبًا بحظر تجول شامل من الجمعة إلى الثلاثاء، تحسبًا للزحام المتوقع بسبب شم النسيم.

نرشح لك: عمرو أديب عن واقعة طبيبة شبرا البهوا: قُم للطبيب وفّه التبجيلا

وبعد انتشار صور وفيديوهات من احتفال الفنان محمد رمضان، بالانتهاء من تصوير مسلسله “البرنس” المنتظر عرضه في رمضان 2020، بالإضافة إلى صور التجمعات الكبيرة للمواطنين في مناطق العتبة والموسكي والأزهر، علق أيضًا مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على الأحداث معبرين عن حماسهم لسماع تعليق عمرو أديب في الحلقة، ولكنه لم يخرج لأن البرنامج يومها كان إجازة.

تاريخ عمرو أديب في الانفعالات طويل، وليس مستجد مع الأحداث الراهنة، حيث له تاريخ حافل من الخروج على النص، خلال محطاته الإعلامية المختلفة، فمن أشهر الحلقات التي خرج بها عن النص، بعد إطاحة ثورة يونيو بنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 2011، انتشر له فيديو شهير بعنوان “عمرو أديب يسب الدين على الهواء”، على قناة ON وقتها.

وعام 2013 علق على قضية إلقاء صبية من أعلى سطح عقار سيدى جابر، خلال الاشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والمتظاهرين، قائلًا: “أنتو ولاد …. ، …. من كده مفيش”.

وفي أولى حلقاته في عام 2014 على قناة “اليوم”، اعترَف بانفعاله، قائلًا: “في ناس كتير بتقولي إني بتعصب وبزعق فهحاول ما نفعلش”، ولم يكمل دقائق في نفس الحلقة، وانفعل بشدة، وتبرأ من جنسيته المصرية، إثر إهانة قطر لمصر، ورد السلطة وقتها على الواقعة، قائلًا: “الكل بيقولي أنت بتتعصب كتير فأنا قررت في 2014 ماتعصبش”.. “لا يشرفني إني أكون ابن من أبناء الدولة الضعيفة دي.. دي مش مصر في أي حاجة.. الوطن مش مهانة”.

وفي واقعة شهيرة عام 2017، أيضًا في تعليق منه على اشتراط الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، موافقته على قانون زواج القاصرات الجديد قال: “تخيل إن عندك 13 سنة أو 14 سنة مطلقة إيه العقدة اللي حاتجيلها دي ما لحقتش تلعب…….”، وهو الأمر الذي أثار استياء الكثيرين وقتها.

نرشح لك: عمرو أديب عن شم النسيم: “لازم البلد تقفل 4 أيام وتتعقم”

وبعيدًا عن الأحداث السياسية، فلعمرو أديب باع طويل في التعليق على الأحداث الرياضية المتعلقة دائمًا بخسارة فريق الزمالك لإحدى المباريات، كونه أحد أكثر مشجعي النادي الكبير وفاءً، وانفعاله أيضًا على فوز النادي الأهلي.

نرشح لك: بسبب أزمة كورونا.. عمرو أديب للجمهور: فرصة نتعلم اختراع عظيم