محمد شومان.. باع أسرته واشترى الإخوان.. فتبرأت منه ابنته

رباب طلعت

“احنا موجودين هنا بإرادتنا، مافيش أذى من الدولة علينا، وجودك هو الأذى الوحيد في حياتنا.. إحنا هنا علشان عاوزين نفضل هنا ومن غيرك”.. بهذه الكلمات “القاسية” ردت لجين ابنة الممثل الهارب في تركيا محمد شومان، على بيانه الذي أصدره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مناشدًا المنظمات الحقوقية للتدخل للإفراج عن نجله “أحمد”، وشقيقه “فؤاد”، المقبوض عليهما من قبل السلطات المصرية، بسبب بطولته للفيلم الإخواني “بسبوسة بالقشطة”، حسبما ذكر.

“لجين” ابنة شومان، استنكرت بيان والدها، مؤكدة أنه يتلاعب بها وأسرتها المكونة من أمها وأشقائها، مطالبة إياه بعدم التدخل في حياتهم، لأنه ليس “رب الأسرة” فوالدتها هي من تولت تربيتهم، حيث إنه تركهم منذ طفولتهم، حيث كان يبلغ شقيقها المذكور في البيان “أحمد” عام ونصف فقط، وذكرت أنهم حاولوا أن يمحوا اسمه من بطاقاتهم الشخصية لردع الأذى الذي يتسبب فيه وجوده في حياتهم ولكنهم فشلوا.

فيما كانت قناة “الجزيرة” القطرية”، ذكرت في خبر لها فبراير الماضي، أن نيابة أمن الدولة بمصر قررت حبس نجل وشقيق “شومان” 15 يومًا، بعد اتهامهما بالانتماء لجماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن ابنته في الفيديو أكدت أنهما قيد التحقيق بسبب علاقتهما الأسرية بوالدها، قائلة: “هما بيحققوا معاه عشان يتأكدوا أن ملوش صلة بيك، وده هما عارفينه كويس وهيسيبوه، متبقاش قاعد في بلد تانية وتتكلم عننا”.


في حديثه مع قناة “الجزيرة” أمس، قال “شومان” إنه علم بنبأ اعتقال ابن شقيقه “هشام”، مع شقيقه “فؤاد” وابنه “أحمد”، بالرغم من اعتقال ثلاثتهم منذ أكثر من شهر تقريبًا، ما يؤكد عدم تواصله المباشر مع أسرته كما ذكرت ابنته، فيما عكف على الدعاية لفيلمه المذكور، والذي وضعته قناة “الجزيرة” هاشتاج باسمه على شاشتها.

فيما تبنى دعاوى الجزيرة وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة بالإفراج عن أفراد الجماعة المسجونين، مدعيين أن فيروس كورونا (كوفيد – 19) المستجد، قد تفشى في السجون المصرية، بالرغم من نفيه أكثر من مرة انتمائه للجماعة، وهو ما يتعارض مع استخدامه عبارات رموز الجماعة في نفس المحادثة، مثل قوله: “عجباني اوي كلمة كان بيقولها عبد الله الشريف.. إذا ضربت فأوجع فإن العاقبة واحدة”.

موقف محمد شومان من استغلال أزمة ابنه للدعاية لفيلمه أثناء حديثه في الإعلام، ليس بجديد عليه، فقد اعتاد على استغلال المواقف، فمنذ أكثر من عشرة أعوام إبان حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، كان الوجه الإعلاني لحملة الضرائب الشهيرة “مصلحتك أولًا”، حيث صور عدة إعلانات اشتهر من خلالها وقتها، وفي 2016 خرج مع مذيع “مكملين” الهارب محمد ناصر، قائلا إن طارق نور لم يكن هو من اختاره للحملة، ولكنه كان الوزير الأسبق يوسف بطرس غالي بنفسه، نافيًا أنه لم يكن “مطبلاتي”، بل كان من “المضحوكين عليهم” مثل باقي الشعب، وصدق أنها “صفحة جديدة” للحكومة مع الشعب، وقال إنه حاول الانسحاب من الحملة قبل انقضاء عقده، فهددوه بالشرط الجزائي، لافتًا إلى أن الحكومة أغرته وقتها بوضع أي رقم يريده كأجر لتجديد العقد بالإضافة لتهديده بـ”بوقف حاله” لو رفض، ولكنه رفض “التطبيل” على حد قوله، وجلس في منزله دون عمل فترة طويلة، وهو الأمر الذي يناقضه تصريحه في نفس اللقاء، بأن طارق نور صانع الإعلانات الشهير لا يحبه، وإنه ذو سلطة ونفوذ يمكنه من منعه من العمل إذا أراد ذلك، فكيف يكرهه ويغريه بوضع مبلغ مالي ضخم!

في نفس الحوار، قال إنه بعد تخرجه من الجامعة، قرر الابتعاد عن الفن، لأنه شاهد مظاهر لا يحب الاختلاط بها، مؤكدًا أنها أصبحت متواجدة بشكل عادي قبل ثورة 25 يناير، واختفت في الفترة من 25 يناير إلى 30 يونيو! في إشارة منه إلى أن فترة حكم الإخوان الذي دائمًا ما يكرر أنه لا ينتمي لهم هي ما تشكل فترة الانضباط في مصر، متناسيًا إقامة أول مهرجان للرقص الشرقي في 2012 إبان عهد الإخوان! 

انقلاب “شومان” وتدليسه ليس فقط على المستوى السياسي، بل أنه هاجم من كان له الفضل في شهرته من الأساس وصنعوا نجوميته بتقديمه كوجه جديد في فيلم “فول الصين العظيم” مهاجمًا صناع العمل والصحافة والنقاد، لأنهم تحدثوا واهتموا وقتها بالممثلة الصينية التي شاركت الفنان محمد هنيدي الفيلم ولم يلتفتوا له، قائلًا إن السبب في ذلك هو أن الفن مثل السياسة يحتاج إلى نفاق صناعه ليحصل على فرص.

وعن الفنان عادل إمام الذي شاركه في أكثر من عمل، قال إنه رفض التعاون معه لأنه كان يعامله بشكل غير لائق أثناء التصوير وكأنه “يعلمه التمثيل”! وكأن ذلك لا يحسب للزعيم عادل الإمام أنه يحاول من تطوير الفنانين الذين يعملون معه، فقد اتخذ التوجيه “تنظير”! 

وبرر عمله في أعمال “نادم عليها” مثل “مزاج الخير” للفنان مصطفى شعبان، بأنه رفض في البداية الدور، ولكنه جلس مع بطل العمل والمخرج وأقنعوه بأنهم يُظهرون مجتمعا فاسدا لانتقاده ليس أكثر، فوافق على تصويره، ولكنه لم يشاهده بعد عرضه لا هو ولا أسرته لأنه أثناء التصوير كان يعلم جيدًا أنه سيكون عمل غير لائق، مؤكدًا: “بشارك في الحاجات دي عشان والله بيتضحك عليا وبيقنعوني ده كان فاضل يجيبوا سجادة الصلاة ونصلي”، وأكد أنه عندما كان يحصل على أموال نظير أعماله تلك كان يشعر بأنها “فلوس حرام”، بالرغم من اشتراكه في مثل تلك الأعمال كثيرًا! 

انضمام محمد شومان إلى جماعة الأخوان المسلمين كان إبان حكمهم، وقد اختفى عن الأضواء والتمثيل منذ 2013، ليظهر في 2016 على قناة “الشرق” في تركيا، ويقدم “شومان شو” الذي لم ينجح ولم يسمع به أحد، ليحصل على أول فرصة بطولة في حياته من خلال فيلم مسيء إلى مصر وهو “بسبوسة بالقشطة”، مع الفنان الهارب هشام عبد الحميد، الوجه الفني الذي تحركه جماعة الإخوان المسلمين أيضًا من تركيا للتأثير على التابعين لهم من خلال قنواتهم.

قرار “شومان” بالسفر إلى تركيا، قد كشفت الأحداث الأخيرة، بإعلانه عن اعتقال نجله وشقيقه، وفيديو ابنته، بأنه كان قرارًا فرديًا، وليس أسريًا، فقد ترك أسرته بمفردها في مصر، وذهب إلى تركيا هاربًا، ليلقوا مصيرهم بمفردهم، وتتولى الأم مسؤولية رعاية الأبناء، ويتخلى هو عنهم وهم صغار، ولم يعلن عن ذلك من قبل، ليسلط عليهم الأضواء حاليًا هو وجماعة الإخوان المسلمين، لاستغلالهم في الدعاية للفيلم، وسط رفض منهم لذلك.

نرشح لك: “وجودك أذى لينا”.. ابنة الممثل محمد شومان تتبرأ منه