كورونا و"التنين".. هكذا تعززت ثقة المصريين في مصطفى مدبولي

إسراء إبراهيم

شهدت الفترة الأخيرة، ظهور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، في عدة مؤتمرات صحفية في أقل من أسبوعين، لمتابعة الأحوال التي تمر بها البلاد، والتي بدأت مع سوء الأحوال الجوية، ثم أزمة فيروس كورونا المستجد، التي تشغل الرأي العام العالمي.

المؤتمرات الصحفية التي شهدها رئيس الوزراء، عززت من ثقة الشعب فيه كمسؤول حكومي، ومن ثم أكسبت الحكومة مصداقية ودعم شعبي غير مسبوق.

يرصد إعلام دوت كوم، لقاءات مصطفى مدبولي التي عززت من ثقته لدى الشعب: 

عاصفة التنين

البداية كانت مع الموجة السيئة للطقس التي شهدتها البلاد، والتي حملت اسم “عاصفة التنين”، بداية من صباح الخميس الماضي 12 مارس الجاري، واستمرت 3 أيام حتى السبت 14 مارس.

حرص “مدبولي” على حضور المؤتمر الذي عقده 9 مسؤولين، حول أزمة الطقس، كما ترأس مؤتمرًا صحفيًا لمتابعة أحوال الطقس، يومي الخميس 12 مارس، والجمعة 13 مارس.

جاء المؤتمر الأول بحضور المحافظين، وتلقى “مدبولي” خلال المؤتمر تقاريرًا حول الأضرار التي لحقت بالمحافظات، أعقب ذلك كلمة له، ثم حرص في اليوم التالي الجمعة على عقد مؤتمر آخر لمتابع تداعيات العاصفة.

المؤتمر الأول

1- اتسم رئيس الوزراء بالهدوء التام خلال حديثه عن الأزمة.

2- أوضح أن الدولة منحت العاملين بها إجازات لتيسير العمل في رفع أضرار ما نتج عن موجة الطقس السيء.

3- أشار إلى أن الإجراءات الاستباقية ساهمت في تقليل الأضرار نوعًا ما.

4- ناشد المواطنين بتجنب الخروج، لأن الطقس لم يتحسن.

5- طالب المواطنين بالابتعاد عن أعمدة الإنارة، لتلافي الضرر.

6- لفت إلى أن المتابعة تتم كل ساعة، موضحًا أنه يتابع كل التفاصيل التي تحدث في المحافظات.

7- كشف عن استعانة الدولة بمعدات احتياطية للتعامل مع الأزمة.

8- أشار إلى التغييرات المناخية التي بدأت تؤثر على مصر، مشددًا على ضرورة التعامل مع الأمر.

9- أعتذر من المواطنين على قطع المياه عن بعض المناطق، حفاظًا على شبكات الصرف الصحي.

10- طمأن المواطنين بأن الأزمة ستمر بسلام.

المؤتمر الثاني

1- أوضح رئيس الوزراء خلال حديثه، تداعيات الطقس السيء والذي وقع ضحيته كما أعلن نحو 20 شخصًا.

2- أشار إلى أن حالة الأمطار التي شهدتها البلاد ليست كالمعتاد في السنوات السابقة.

3- اعترف أن بعض الأمور شهدت تقصيرًا في التعامل مع الأزمة، وهو الأمر الذي سيجري تقييمه عقب تحسن الأحوال، مثل تدعيم شبكات الصرف الصحي وإعادة هيكلتها لمواجهة الظروف الاستثنائية.

4- لفت إلى أن شبكات الهواتف المحمولة شهدت تأثرًا بموجة الطقس، والتي أثرت بدورها على الاتصالات وخدمات الإنترنت.

5- وجه رسالة إلى بعض الأشخاص الذين اعتدوا على مخرات السيول، قائلًا: “إحنا كدولة لما بنتدخل بيبقى هدفنا الوحيد الحفاظ على أرواحكم”.

6- أكد على ضرورة اتباع الحكومة، للإجراءات الاستباقية، التي تقلل من أضرار الظروف والكوارث الاستثنائية التي تشهدها البلاد.

7- بدا على “مدبولي” حالة من الإرهاق الشديد، نتيجة لتواصل متابعته لتداعيات حالة الطقس السيء.

في كل من المؤتمرين حرص مصطفى مدبولي، على توجيه رسائل طمأنة للمواطنين، وتحذيرهم من الخروج، كما أعتذر عن التقصير الذي نتج في التعامل مع الأزمة، وظهر الإعياء عليه في مؤتمر يوم الجمعة نتيجة للمتابعة المستمرة.

كانت كلمة “مدبولي” وجيزة وسريعة، ضمت كافة المعلومات والتفاصيل، إذ تراوحت المدة ما بين 7 إلى 10 دقائق، لم يتبع الشكل الرسمي والخطاب المكتوب، اعتمد على حديثه المباشر حول تفاصيل الأزمة.

تعليق الدراسة

عقب الإعلان الرسمي عن تعليق الدراسة لمدة أسبوعين، حرص رئيس الوزراء على عقد مؤتمر بحضور وزيري التعليم العالي، ووزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لشرح تداعيات القرار للمواطنين.

الملاحظات: 

1- أشار “مدبولي” إلى أن الدولة كانت تضع 3 سيناريوهات لمواجهة كورونا.

2- شرح تفاصيل بداية دخول الفيروس مصر، وكيف تم الإعلان عن الحالات.

3- طمأن المواطنين بأن الحالات رغم ارتفاعها، لا زالت أقل من معدلات الإصابة في دول العالم.

4- أوضح أن مصر دخلت في المرحلة الثانية من خطة مواجهة الفيروس.

5- أعلن رسميًا عن ظهور حالات مصابة بـ كورونا في المدارس.

6- لفت إلى أن ظهور تلك الحالات، دفع الحكومة إلى حماية 25% من الشعب وهم طلاب المدارس والجامعات، بناء على تعليمات من رئيس الجمهورية.

7- وجه وزارة الداخلية لمتابعة المراكز التعليمية، وغلقها فورًا للحد من الاختلاط.

8- وجه بتعليق النشاط الرياضي، بالتعاون مع وزير الشباب والرياضة.

9- نوّه عن أن الفيروس دخل مصر منذ 5 أسابيع، وكانت الأعداد قليلة جدًا، ومع تفاقم الأعداد، كانت الإجراءات الاحترازية ضرورة من الدولة.

10- أوضح أن الدولة كانت مستعدة للسيناريو الثاني من البداية للتعامل مع الأزمة.

11- قال إن الحكومة ستسفاد من فترة التعطيل الدراسي، لتعقيم وتطهير المدارس.

12- طالب أولياء الأمور، بضرورة أن يكونوا على قدر عالي من الوعي، ويحدوا من اختلاط أبنائهم.

13- طالب الشعب بضرورة التركيز على النظافة الشخصية والصحة، موجهًا عدد من النصائح للمواطنين.

14- أشار إلى ضرورة عدم التواجد في أماكن مغلقة لمدة فترات طويلة.

15- لفت إلى أن مصر أمة شابة، فنسب تفشي المرض وضرره ستكون أقل من الدول الأخرى.

16- وجه كبار السن بتلاشي التواجد في الأماكن العامة، والتزامهم بالتعليمات لأنهم أكثر عرضة للفيروس.

17- أكد على أن الحكومة تدرس كل خطوة تتخذها لمواجهة الفيروس.

18- نوّه على ضرورة اتباع المواطنين للتعليمات لمواجهة الفيروس.

 

حرص الدكتور مصطفى مدبولي على طمأنة الشعب، وتوجيه النصائح والتعليمات التي يجب عليهم اتباعها، كما أوضح أسباب اتباع الدولة لإجراءات تعليق الدراسة.

المؤتمر جاء بسرعة كبيرة عقب الإعلان عن تعليق الدراسة، لتوضيح الأمور وتلاشي البلبلة على “السوشيال ميديا”، وشهد شفافية وتوضيح للحقائق من “مدبولي”، وتراوحت مدة الحديث عن فيروس كورونا نحو 14 دقيقة، بعدها انتقل رئيس الوزراء لتوضيح الظروف المناخية عقب استقرارها والتي استمرت لنحو 4 دقائق أخرى.

تعليق الطيران

عقد مصطفى مدبولي، أمس الاثنين، مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن تعليق رحلات الطيران المصري.

1- أكد على ضرورة اتباع الدولة، مزيدًا من الإجراءات الاحترازية لحماية المواطنين المصريين من كورونا.

2- أوضح أن تلك الإجراءات للوقاية والحماية من انتشار الفيروس.

3- أعلن تعليق الطيران في كافة محافظات مصر من ظهر الخميس المُقبل، وحتى 31 مارس الجاري.

4- أشار إلى أن القرار جاء لتقليل الاختلاط المباشر، ومنع تفشي الفيروس في البلاد.

5- نوّه عن أن السائحين المتواجدين في البلاد سيستكملون رحلاتهم.

6- لفت إلى أنه غضون ساعات قليلة سيخرج توضيحًا بخصوص تخفيض عدد العاملين في الدولة.

7- بيّن أن تلك القرارات لها خسائر اقتصادية، تتحملها الدولة في سبيل الحفاظ على أرواح المواطنين.

8- أكد على دور الشعب في تخطي الأزمة، وأن لا يتعامل معها باستخفاف أو استهتار، على أن يكون على درجة كبيرة من المسؤولية.

9- وجه نصيحة لكل رب أسرة، باتخاذ الإجراءات الوقائية التي تحمي أسرته وتحد من الاختلاط.

10- أوضح أن أعداد المصابين بالفيروس في ازدياد، مناشدًا الشعب بضرورة الالتزام بالتعليمات، مدركين لخطورة الأمر.

11- طمأن المواطنين على وجود مخزون من السلع يكفي لشهور، مناشدًا المواطنين بعدم الإسراف في الشراء والتخزين.

12- شدد على اتخاذ الحكومة لإجراءات شديدة تجاه من يتسبب في اختفاء أي سلعة من السوق.

13- لفت إلى استغلال فترة تعليق الطيران، في تعقيم وتطهير الفنادق.

14- أكد على أن الإجراءات التي تتخذها الدولة تتسبب في خسائر اقتصادية لقطعات حكومية، ومنها الشركة الوطنية للطيران التي ستتحمل نحو 2 وربع مليار جنيه كخسائر.

15- وجه رسائل للشعب بضرورة الإحساس بخطورة الأزمة، وعدم الاستهتار بها لعدم دخول مصر في مشكلة كبيرة في التعامل مع الفيروس.

16- أكد أن الخسائر المادية ليس لها مقابل أمام الحفاظ على حياة المصريين.

 

التزم رئيس الوزراء خلال المؤتمر الأخير، بالتوعية للمواطنين بقدر كبير، مؤكدًا على أن أي استهتار في التعامل سيؤدي إلى خسائر في الأرواح، كما طالب بضرورة الالتزام بالتعليمات، والحفاظ على السلامة الشخصية وسلامة الآخرين.

كان المؤتمر في غضون 12 دقيقة، وعقب انتهاء المؤتمر بساعات قليلة صدر البيان التوضيحي من رئاسة الوزراء حول تخفيض عدد العاملين بالدولة.

بعيدًا عن المؤتمرات الصحفية

 شهد رئيس مجلس الوزراء عدد من الاجتماعات الوزارية، لمتابعة أحوال الطقس، والمخزون الاستراتيجي عقب أزمة فيروس كورونا.

التزمت الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء، بإصدار البيانات المتتالية عن الأزمات التي شهدتها البلاد، منذ الإعلان عن ظهور فيروس “كورونا” في البلاد، وكذلك أثناء فترة التقلبات الجوية التي مرت على مصر.

النتائج الملموسة

اكتسب الدكتور مصطفى مدبولي مزيدًا من الثقة لدى الشعب، وتحول الأمر من هجوم على الحكومة واتهامها بالتعتيم حول الحالات المصابة بالفيروس، إلى مساندة ودعم ودفاع عن دور الحكومة الفعال في التعامل مع الأزمة

ظهر “مدبولي” خلال تلك الأزمة، بدور المسؤول الواعي الذي يهتم بتوضيح كافة الأمور للشعب دون إخفاء أية معلومات، مع محاولة طمأنتهم واكتساب الثقة التي تجعل الأشخاص أكثر التزامًا.

على عكس ما ظهر في أزمات سابقة من عدم تصديق الشعب للخطابات الحكومية، ينتظر المواطنين مؤتمرات رئيس الوزراء وبيانات رئاسة الوزراء لمعرفة المعلومات والتفاصيل الصحيحة، كما بدأ عدد كبير من المواطنين بالدعوة للالتزام بالمعلومات الرسمية من الحكومة.

نرشح لك: كيف تواجه منصات التواصل الاجتماعي الأخبار الكاذبة عن كورونا؟