في اليوم العالمي للمرأة.. يورونيوز تحتفي بالصحفية اللبنانية "بارعة علم الدين"

محمد إسماعيل الحلواني

اختار برنامج “Inspire Middle East” على شبكة يورنيوز الصحفية “بارعة علم الدين” كنموذج إقليمي مشرف ومثال ساطع لإنجاز الإناث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأجرى البرنامج مقابلة مع علم الدين بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

بارعة علم الدين هي صحفية سياسية، من لبنان، حائزة على جوائز مرموقة، وكانت تقدم في الإعلام مواد متميزة ومختلفة منذ عدة عقود، وهي معروفة في الشرق الأوسط والولايات المتحدة والمملكة المتحدة بمقابلاتها وأحاديثها القوية مع الرموز الثقافية ورؤساء الدول والزعماء الدينيين والسياسيين في العالم، وكانت آخر صحفية تجري مقابلة رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي قبل اغتيالها عام 1984.

تعرف علم الدين كنصير دائمًا لحقوق المرأة حيث كتبت بكثافة عن المكانة المتطورة للمرأة في المجتمع السعودي. كما تعرف كداعية لمحو أمية النساء وتوظيفهن في جميع أنحاء العالم العربي الشهير بأقل معدلات مشاركة الإناث في القوى العاملة، محتلاً المرتبة الـ12 من بين 15 منطقة في دراسة للأمم المتحدة. وقالت بارعة إن والدها كان مؤيدًا قويًا لتعليم المرأة وتمكينها، ما ترك لديها تأثيرًا قويًا ربما لا يختلف عن التأثير الذي كان لبارعة على ابنتيها، تالا وأمل، والأخيرة محامية دولية وحقوقية من بين عملائها جوليان أسانج ورئيسة وزراء أوكرانيا السابقة يوليا تيموشينكو ومن المعروف أيضا أن أمل زوجة نجم هوليوود، جورج كلوني. وأجرت مذيعة إنسباير ميدل إيست “ريبيكا ماكلولين” المقابلة مع بارعة علم الدين.

ريبيكا: اسمحي لي أن أبدأ بسؤالك عن طريقتك في إشعال الجدل على مدار حياتك المهنية في حين كانت القليلات جدًا من النساء يقمن بأي شيء مماثل في مجال الإعلام.

بارعة: نعم، هذا صحيح، لقد كنت مثيرة لقلق كبير ولم يعجبني ما يمليه المجتمع، أو حتى الأسرة. أردت في البداية أن أكون محامية، لأنني كنت دائماً أرغب في خدمة العدالة والأبرياء. لذلك، درست الصحافة لأنها كانت قريبة، ووصلت إلى ما أنا عليه الآن.

ريبيكا: في رأيك هل تمت إزالة العوائق التي تحول دون دخول المرأة الإعلام اليوم، أعني الأسقف الزجاجية؟

بارعة: أعتقد أننا كنساء ساهمنا في إضافة الكثير من هذه الأسقف الزجاجية حتى ازدادت رسوخًا. تحتاج المرأة إلى المشاركة في تنمية أسرتها وبلدنها وأن تساهم في تنمية العالم بأسره، بعد ذلك أعتقد أننا سنكون على الطريق الصحيح.

ريبيكا: أنتِ تكثفين الكتابة عن المملكة العربية السعودية، لذا، متى تعتقد أن المرأة ستكون على قدم المساواة مع أقرانها من الرجال؟ بالمثل، متى سنرى المزيد من رائدات الصحافة في المملكة؟

بارعة: يا إلهي، سيستغرق ذلك بعض الوقت، لكن يمكنني أن أقول لك إنهن يتحركن بسرعة. أحاول تأليف كتاب عن المرأة السعودية، لذلك تحدثت عن 2300 امرأة حتى الآن. وهذا أمر لا يصدق، قصص من هناك. اثنان وستون إلى ثلاثة وستون في المئة من الخريجين من النساء وكانت مشاركة النساء في مكان العمل تقدر بحوالي 10-12٪، وصعدت هذه النسبة إلى حوالي 28 ٪ الآن. لكن أقل من 2٪ من المسؤولين التنفيذيين حول العالم من النساء. لذا، نعم، هناك حركة ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به ويبدأ بالنساء، وأشدد على أهمية ذلك.

ريبيكا: لقد كتبت مقالًا بعنوان “المستقبل شاب ومؤنث”. تحدثنا عن السعودية، لكننا نعيش هنا في منطقة شاسعة ومتنوعة. ما هي الاتجاهات العامة التي ترينها  في دول مثل لبنان وسوريا واليمن؟

بارعة: أنا فخورة للغاية بالمرأة اللبنانية، خاصة في هذه الأيام عندما تخرج إلى الشارع وتقود الاحتجاجات وتنضم إلى التنظيم والكتابة وتقوم بالكثير من العمل. لكن يجب أن أقول إن المرأة العراقية بالنسبة لي أيضًا مفاجأة فالعراق مجتمع محافظ بدرجة أكبر وأرى الفتيات يخرجن من الجامعات ويشاركن ربما ليس مثل اللبنانيات، لكن حضورهن لافت..

ريبيكا: هل تؤمنين بالتمييز الإيجابي لصالح المرأة في شروط التوظيف؟ أو تحديد حصص للنساء وهو أمر يثير أيضًا الكثير من الجدل؟

بارعة: نعم بالتأكيد، بالتأكيد. لا أؤمن بالتمييز، حتى لو كان إيجابياً. الرجال والنساء متساوون. نحن لسنا تنافسي. في بحثي عن موضوعات المرأة في المملكة العربية السعودية، وجدت الآباء أكثر تشجيعًا للفتيات و دفاعًا عنهن من الأمهات. لأن الأمهات تخشين في بعض الأحيان من أنه لن يتزوج أحد ابنتها إذا كانت متعلمة متعلمة جيدًا،÷ ولكن هذا الواقع يتغير الآن.

ريبيكا: دعينا نتحدث عن الأسرة. لقد قمت بترتبية ابنتين تتمتعان بالتمكين والاستقلالية وهما ناجحتان. إحداها، أمل، كرست حياتها المهنية لحقوق الإنسان، وصهرك هو جورج كلوني، يمتلك رؤية سياسية، هل تتحول المحادثة بالتالي إلى السياسة والقضايا الاجتماعية عندما تلتقيان؟

بارعة: نعم، أنا محظوظة بعائلتي، جميعنا ندرك أهمية حقوق الإنسان والعدالة في جميع أنحاء العالم. وزوج ابنتي أمل بالفعل يبدي اهتمامًا بالسياسة. ومن هذا الجزء من العالم، من لبنان، نعم، نناقش السياسة طوال الوقت. ولا يمكنني القول أننا نختلف، نحن نتفق في معظم الأوقات.

ريبيكا: بالنظر إلى كتاباتك الصحفية السياسية، ورغبتك الأولية في أن تكوني محامية، هل تعتقدين أن هذا أثر على أمل في اختيارها الوظيفي؟

بارعة: لا أعتقد ذلك. لم أخبر بناتي أبداً بما كنت أفكر أو ما كنت أخطط. ولكننا ننحدر من نفس الخلفية، ونفس التفكير، ولا أستطيع أن أتخيل حقوق الإنسان بدون عدالة – أو عدالة بدون حقوق الإنسان وكذلك الديمقراطية والشفافية. كل هذه العناصر تتفاعل معًا. لم أؤثر على أطفالي في أي شيء سوى تعليمهم قيم الحياة، وأخلاق الحياة.

ريبيكا: بالنظر إلى أحفادك، قلت لك، “غالبًا ما تتساءلين إلى أين يسير العالم”. ما هو اهتمامك الأكبر فيما يتعلق بمستقبلهم؟

بارعة: أنا متفائلة وما يؤلمني حقًا ويخيفني، بالنسبة لمستقبل أحفادي، هو قيادة العالم اليوم. القومية ليست هي الطريقة التي أعتقد أن العالم يجب أن يختارها والقيادة في الولايات المتحدة.

ريبيكا: أخيرًا، وبعد أن عرجنا إلى السياسة الأمريكية، نعود إلى جورج كلوني – الصريح والمشارك سياسياً. هل تعتقدين أننا قد نراه في السباق الرئاسي يومًا ما؟

بارعة: لا آمل ذلك، لأنني أعرف ماهية السياسة. لديهم [أمل وجورج كلوني] عائلة جميلة، عائلة مليئة بالحب والتفاني، ليس عليك أن تصبح رئيسًا من أجل تعزيز القيم الإنسانية. يمكنك أن تفعل ذلك من موقعك ولكن يمكن أن نوجه السؤال إلى كلوني نفسه.

نرشح لك: تحليل: “ستارزبلاي” و”نتفلكس” أسقطتا أسطورة “الاستثمار لا يدعم المحتوى الجيد”