الصحفيات يسألن.. وفاطمة خير تجيب (1)

بمناسبة بداية شهر مارس الذي يشمل العديد من المناسبات الخاصة بالمرأة، مثل اليوم العالمي للمرأة وعيد الأم، تتلقى الكاتبة الصحفية والمدربة فاطمة خير، العديد من الأسئلة من صحفيات يواجهن مشكلات مهنية متنوعة.

وفيما يلي يرصد “إعلام دوت كوم” مجموعة من أسئلتهن، وإجابة فاطمة خير عليهن:

س: حصلت منذ فترة قليلة على طفلي الأول، ورغم أنني فرحت كثيرًا إلا أنني أواجه صعوبة في العودة للعمل؛ فأنا غير قادرة على تنظيم وقتي لكي أستمر في العمل لساعات طويلة، كما أنني ليس لدي شخص بالقرب مني يمكنني ترك ابني معه، وأفكر في تغيير الكارير لكني أحب الصحافة وأخاف أن أندم وليس لدي رفاهية الجلوس دون عمل لأنني أحتاج إلى الدخل المادي! فهل التصرف الصحيح أن أغير الكارير  ولو لفترة مؤقتة؟ أم أسعى لمد فترة إجازتي أطول فترة ممكنة؟

ج: تغيير الكارير ليس هو الحل طالما ترغبين في الاستمرار في العمل الصحفي، ولو تركتيه لفترة “ستخرجين من السوق”، لكن لماذا لا تفكرين خارج الصندوق؟ الحل الأنسب لأم شابة في مثل ظروفك هو العمل من المنزل، والحمد لله أن فرص العمل من خلال الإنترنت متاحة حاليًا، ربما تحتاجين لطلب ذلك من رئيس تحرير مؤسستك، أن توكل إليكي مهام العمل من خلال الموقع الالكتروني أو صفحات التواصل الاجتماعي، وربما ما تحتاجينه هو تغيير مكان العمل والبحث عن مؤسسة تتعامل تمامًا من خلال الإنترنت، ولو لفترة مؤقتة إلى أن يكبر ابنك قليلًا، أو يزداد دخلك المادي فيمكنك وقتها الحصول على مساعدة مدفوعة لرعايته، أما الهروب من المواجهة فيسطيح بك تمامًا من السوق وستندمين بعد حين.

س: لا أشعر بالتحقق في عملي، وبرغم أنني أحب الصحافة إلا أن العمل في مؤسستي روتيني للغاية، أحصل منه على أجر جيد لكن لا أشعر بالسعادة، وأفكر في الاستقالة لكن لا توجد أمامي فرصة أُخرى، كما أن مديري لا يرغب في تكليفي بمهام أُخرى، وأنا مترددة ما بين الاستقالة والعمل كفري لانسر مع مواقع تنشر قصصي الصحفية وبين الاستمرار في مؤسستي لضمان الراتب الجيد؟

ج: لا بد قبل اتخاذ أي قرار أن تكوني واقعية في تقييمك لمهاراتك، وأن تتحدثي مع مديرك بشكل مباشر عن أسباب عدم تكليفك بمهام إضافية غير عملك الروتيني، فربما أنتِ في حاجة لتنمية مهاراتك الصحفية وأدواتك المهنية، كما أن الراتب الجيد والمنتظم هو عامل أساسي لاستقرار حياتك اقتصاديًا وهو ما سيتيح لكِ تطوير مهاراتك بالحصول على تدريبات فيما يخص الأدوات التحريرية الجديدة، وربما تصلين إلى حل مع مديرك، فربما هو لا يأخذ طلبك بالنقل إلى قسم آخر أو الحصول على تكليفات إضافية بجدية وهنا يجب أن تخبريه بجديتك في ذلك، كما أنه يمكنك الكتابة في مواقع أُخرى كمراسلة، أو إنشاء المدونة الخاصة بكِ وأن تديرينها كيفما تشائين،أما إذا شعرتِ بأنه لا يمكنك الاستمرار في مؤسستك لأنها أصبحت عبئًا نفسيًا، أو لأنها تقففي طريق تطورك، عليكِ البحث عن بدائل في الوقت الذي تقطعين فيه من راتبك مبلغ ادخار مناسب يكفيكِ حتى تحصلين على عمل جديد في حالة كانت الاستقالة هي السبيل الوحيد أمامك قبل أن تحصلي على عمل جديد.

س: أحظى بزوجٍ مقتدر ماليًا، وقد ساعدني ذلك على أن أحيا بدون ضغوط حياتية مالية، وساعدنى أن أختار فرص عمل غير مجهدة، لكنني وبعد سنوات طويلة انتبهت لأنني لم أحقق إنجازات مهنية كبيرة، وربما أن السبب أنني لم أواجه تحديات مادية حقيقية، والآن أشعر بغيرة من زميلاتي اللاتي مررن بظروف أصعب على المستوى المادي لكنهن الآن في مراكز مهنية أفضل مني، ولا أعرف: هل كنت مخطئة؟ أم غير محظوظة على عكس ما يبدو؟ وماذا أفعل لأعوض ما فاتني؟ 

ج: حين نتكلم عن المهنة لا مجال للحديث عن الحظ، والحقيقة أن التحديات المادية تكون دافعًا للنجاح المهني إذا تم التعامل معها بشكل إيجابي، وهذا ما نكتشفه بعد سنوات طويلة، ففي سبيل البحث عن موارد مالية أفضل نقوم بشكل غير مباشر برفع مهاراتنا وكفاءاتنا، وننتبه إلى هذا بعد فترة طويلة، ولكن.. يحدث هذا فحسب إذا اعتبرنا هذه التحديات هي تحديات إيجابية تنعكس بشكل محفز على إرادتنا ورؤيتنا لواقعنا المهني ولأهدافنا المستقبلية فيه، وإذا غابت التحديات ربما لا ينتبه المرء أو ربما يتكاسل عن رفع مهارات أو تحسين أداءه.

ولكن.. بالنسبة لكِ؛ فقد مارستي المهنة دون خطط مستقبلية، ومن الطبيعي أن تظلي واقفةُ في مكانك لا تتراجعين، ولكنك لا تتقدمين أيضًا، ولأن الآخرين يتقدمون؛ فقد انتبهتِ إلى أنهم قد أصبحوا في المقدمة في حين لا تزالين أنت مكانك.. الذي أصبح بطبيعة الحال في المؤخرة.

نرشح لك: في معركة وزيرة الصحة والسوشيال ميديا.. من المنتصر؟

في هذه اللحظة يمكنك أن تضعي خطةً لأهدافك المهنية، وتبدأي فورًا في العمل عليها، ليس المهم أن تمارسي أكثر من مهمة عمل في الوقت نفسه، وليس الهدف ماليًا هنا، المهم أن تعملي على رفع مهاراتك، ويأتي هذا بالدراسة والتدريب لاكتساب مهارات جديدة أو أكثر عصرية، وسيأتي هذا بثماره في لحظةٍ ما حيث تكون الفرصة مواتية ستجدين نفسك في مكانةٍ مهنية أفضل.

س: حصلت على وظيفة جيدة مؤخرًا، وأعمل بدوام كامل، وهذا متوافق تمامًا مع طموحي، وساعات العمل مناسبة لي فيما يخص رعايتي لطفلي، إلا أن الوظيفة الجديدة برغم كونها تمثل أمانًا وظيفيًا ونقلة مهنية جديدة لي؛ لكنها لا تفي باحتياجاتي المادية، لذا أرغب في أن أجمع بينها وبين فرصة أخرى تكون أقل في عدد ساعات العمل، كي لا تؤثر على رعايتي لطفلي، ذلك أنني أحتاج بشدة لزيادة دخلي، وبرغم ذلك أشعر بخوف حقيقي من أن يؤثر هذا على رعايتي لطفلي؟ فهل مخاوفي حقيقية؟ أم أنني محقة فيها؟

ج: حصولك على وظيفة جديدة، يعني حصولك على فرصة مهنية جديدة، وهذا يستدعي تركيزًا كبيرًا لفترة غير قصيرة حتى تستطيعين الإلمام بكل تفاصيل الدور الجديد الذي تلعبينه، وتحقيق الاستفادة القصوى من الفرصة التي بالفعل قد حصلتي عليها، فالوظيفة ليست مجرد جهد نبذله في عدد ساعات عمل معينة مقابل أجر محدد؛ بل هي أكثر من ذلك؛ فهي فرصة لاكتساب المهارات، وبناء العلاقات، وبناء الخطط، والأجر برغم أهميته إلا أنه جزء من العائد الذي نحصل عليه مقابل أي عمل، وإذا كان كل ما تحصلين عليه من فرصة عمل ما هو الأجر فهذا يعني أنها مضيعة للوقت إذا كنتي بالفعل ترغبين في الاستمرار في مهنة الإعلام والتي تحتاج لتطوير مستمر في المهارات وبناء شبكة علاقات متزايدة، والأهم من هذا وذاك “الطموح .

أما بالنسبة لطفلك..فطبعاً العمل في وظيفتين سيؤثر على مساحة الوقت الذي تقضينه معه، والأهم من ذلك قد يؤثر على جودة هذا الوقت، وهو أمر خطير، صحيح أن الالتزامات المالدية مهمة وضاغطة، لكن يمكن ترتيب الأولويات وتقليل النفقات، لصالح العناية بطفلك خاصةً إذا كان لا يزال في سنين عمره الأولى، وكذلك التركيز في تطوير مهاراتك وتوسيع علاقاتك بما يضمن لكِ فرصة عمل أفضل تمنحكِ المقابل المادي الذي تستحقينه وتحتاجينه.

نرشح لك: أكاذيب عبد الله الشريف لتجميل هشام عشماوي