12 تصريحًا لـ أول عضو مصري بالحزب الاشتراكي الألماني

رضا الشويخي أول عضو مصري بالحزب الاشتراكي الألماني

تحدٍ للصعاب، ونجاح في أصعب الظروف، كانا عنوان رحلة الشاب المصري “حسين خضر”، الذي سافر من مصر إلى ألمانيا ليصبح عضوًا بواحد من أكبر الأحزاب هناك، متغلبًا على عقبات اللغة والإقامة والعمل، وغيرها من العقبات التي يواجهها المهاجر.. اقتربنا منه لنتعرف أكثر على تفاصيل تلك الرحلة على مدار نحو 8 سنوات، انتقل فيهم بسرعة من مكان لآخر حتى أصبح عضو الأمانة العامة للاندماج، بالحزب الاشتراكي الألماني، وهو أول مصري يتبوأ هذا المنصب.. حديث عن الإعلام المضاد وتأثيره على صورة مصر بالخارج، وتقييمه لهجرة الشباب للخارج.. أسئلة كثيرة وإجابات حاسمة في هذا الحوار:

 أول عضو مصري بالحزب الاشتراكي الألماني

كيف كانت مسألة انتقالك من مصر لألمانيا، واحتراف العمل السياسي هناك؟

الألمان شعب بطبيعته دقيق في تفاصيل كثيرة، في العمل، في أمور حياته، لم يكن صعبًا أن أجد لي فرصة؛ لأنني كنت أحدد هدفي، وكان علي السعي والمحاولة الهدائة والنفس الطويل لتحقيقه.

لأي مدى اختلفت صورة مصر الآن عنها في 2011؟

تركت مصر في العام 2011، بعد اندلاع أحداث 2011، الوضع كان مرعبًا، لا أمن والشوارع ملتهبة، ولكن الآن أعود لأجد مصر تختلف عن هذه الفترة في سنوات بسيطة، أستطيع أن أرى الشارع يتحرك بأمان، الدولة تفتتح العديد من المشروعات القومية الكبرى بأيدي أبنائها، أتابع ذلك بكل الثقة والفخر، ومتأكد أن مصر تستطيع أن تحقق طفرة في الفترة المقبلة.

كيف تقيم دور الإعلام المصري في الفترة الحالية تجاه هذه المشروعات؟

نحن نتابع ما يحدث في مصر عبر وسائل الإعلام المصرية، وما يحدث من مجهودات في مجالات مختلفة، ونقل صورة إيجابية عن مصر، حتى في الكثير من وسائل الإعلام العالمية، ونعوّل عليه كثيرًا في نقل الصورة الحقيقية لمصر بإنجازاتها.

ما المصاعب التي قابلتها، وكيف تغلبت عليها؟

بداية أنا لم أكن أجيد اللغة الألمانية، وكنت أرى من الصعب والغريب أن أتعلمها، ولكن بعد أن حاولت وجدت الأمر بسيطا وتجربة جميلة أن تكتسب لغة جديدة؛ ساعدني ذلك كثيرًا أن   أتواصل مع المجتمع والجهات المختلفة وكذلك أماكن العمل.

كيف التحقت بالحزب.. كيف البداية؟

بدأت العمل السياسي بالتطوع، ونجحت تكوين شبكة علاقات بشكل سريع، قررت بعدها الترشح للحزب وبالفعل فزت بالانتخابات على مستوى ألمانيا كلها، وكنت أول أجنبي بمنطقتي يلتحق بالحزب الاشتراكي، وبعدها ترقيت في المناصب حتى أصبحت عضو الأمانة العامة للاندماج، بالحزب الاشتراكي الألماني.  تمكنت كذلك من دراسة علوم الحاسب والسياسة في ألمانيا، واكتسبت المزيد من الخبرات، كما عملت أيضا مع الصليب الأحمر، استشاري فرص وعودة، للتأهيل النفسي للمهاجرين غير الشرعيين

كيف ترى علاقتك بالمصريين في ألمانيا؟

أحاول أن نكون متعاونين، كلٌّ في مجاله وتخصصه، فبالنسبة لي هناك شاب مصري طموح، وهو أيضًا عضو بالحزب، وأسعى لمساعدته ودعمه في أن يحتل موقعًا أفضل فيه، وبشكل عام أطمح لتدشين كيان يضم المصريين المتخصصين في ألمانيا، من أطباء ومهندسين وغيرهم، وأسعى للتعاون لنقل خبرات المصريين في ألمانيا لمصر، وكذلك التعاون مع وزارة الهجرة المصرية فيما يتعلق بقضايا الهجرة، وتبني سياسات الهجرة الآمنة.

كيف ينظر المصريون بألمانيا لبلدهم الآن، في رأيك؟

مصر دولة عظيمة، وكلنا نفتخر أننا أبناء هذه الحضارة وهذه التاريخ، أمنيتي أن أنجح في التعاون مع الأزهر الشريف لأهمية دوره، واعتباره عنصرا من أبرز عناصر القوى الناعمة، التي ينبغي الاستفادة منها.

بعد 8 سنين من الثورة حدث تغير كبير؛ ففي فترة ما بعد 2011 لم يكن بمقدور أحد التكهن بالخطوة المقبلة؛ وخاصة أنها لم تكن ثورة منظمة، بل كانت حركة غضب غير منظمة تسود الشارع المصري، ولم يكن هناك توقعات لنهايتها، كنا ننظر بقلق وترقب أن تكون النهاية مأساوية مع هذه الحركة غير المنظمة.

وما زاد من استفحال الخطر؛ سيطرة فصائل الإسلام السياسي على المشهد، وتحديدًا جماعة الإخوان؛ لأنها كانت الأكثر تنظيما، وبما لديهم من إمكانيات مالية وأفراد، واستغل حالة الغضب في الشارع، واستطاعوا دفع الشارع للتصويت لهم، بطرق لم تكن خافية على أحد، وبعد انفرادهم بالسلطة، وإصدار الإعلان الدستوري وقتها، ظهرت حالة الغليان في الشارع المصري، ولم يكن من المتوقع عودة مصر مرة أخرى، ولكن جاء تدخل القوات المسلحة لإنقاذ الموقف، ولم نتوقع مرور الأمر بسلام وأيضا كانت التوقعات خطرة والتداعيات صعبة، وفي رأيي أنه لم يكن هناك أسلوب أفضل مما حدث

كيف يشارك الإعلام في نقل الصورة عن مصر؟

المشكلة الأكبر كانت في الخلايا الإعلامية  للمعارضة، والقنوات المدعومة من جماعة الإخوان في الخارج، والتي تسيطر عليها لتشويه صورة مصر أمام العالم، وبين المصريين بالخارج؛ فظهرت ظهرت حالة توهان وعدم وضوح رؤية من جانب المصريين بالخارج والأجانب في ظل إعلام الإخوان، الذي كان يصدر بلغات مختلفة ولديه التمويل اللازم، ما يجعله يصل لكل أوروبا بالرسالة التي يريدها الإخوان، في ظل قصور للإعلام المحلي عن نقل الصورة الأخرى للخارج، بل كانت هناك مؤسسات بالخارج تقوم بدور سياسي ممنهج ضد مصر، ومنها المؤسسات التركية في ألمانيا، والتي من المفترض أن تقوم بدور تعليم الإسلام واللغة، كانت تؤلب الجاليات ضد مصر، وكان الحشد الممنهج ضد مصر.. نحن أنفسنا فقدنا الأمل لوهلة في عودة مصر من مخالب الجماعة مرة أخرى.

لأي مدى نجحت مصر في اجتياز “صدمة الثورة” إن صحّ التعبير؟

نجحنا في اجتياز هذه السنوات العجاف بشكل كبير وموفق، وفي خلال الــ  4 سنوات لاحظنا تطور الاقتصاد المصري، حتى أن الكثير من الشركات الألمانية وغيرها، عادت للاستثمار في السوق المصري مثل سيمنز ومرسيدس، وهذا خاضع لتقييمات عالمية لا يتحركون بالعواطف؛ بل بالحسابات العلمية أن الوضع السياسي والأمني والاقتصادي في مصر آمن وملائم للاستثمار في مصر.

كان هناك حالة من القلق والخوف من ناحية مصر في سنوات ما بعد يناير، وترويج لمشاكل سيناء وليبيا والسودان مع تحرك تركيا للسودان وسيطرتها على مواقع قد تخنق الحركة، ولكن بدأت الأمور تتحسن تدريجيًا مع زيارة السيد الرئيس لألمانيا، وكانت الزيارات الأخيرة والتي تسبقها مختلفة تماما عن زيارة شهر ديسمبر الماضي، طريقة الاستقبال والتنظيم، المقابلات مع السيد الرئيس والوفد المصري لصالح الاستثمار في مصر، وزيارة لجنة من البرلمان الألماني  للتجهيز للزيارة، وفتح البرلمان خلال الزيارة واستدعاء الأعضاء المعنيين بالمباحثات مع الدولة المصرية المصرية هذه تطور للأفضل لصالح مصر، مصر صارت تجلس بجانب مؤتمر ميونخ للأمن، وتنقل تجربتك للعالم في محاربة الإرهاب، فضلًا عن قيادة الاتحاد الأفريقي والتعامل مع الاتحاد الأوروبي من هذا المنطلق على أرض صلبة.. الإنجازات كثيرة، نحتاج فقط أن نقتنع بذلك، وأن نقرأ جيدًا أين كنا، وإلى أي نقطة وصلنا؟.

كيف تقيّم العلاقة بين مصر وألمانيا؟

بالنسبة للعلاقة بين مصر وألمانيا تطور سريع ومستمر، لأن مصر ليست دولة عادية بل شريك يمكن الاعتماد عليه، وفي ظل قضايا الهجرة ومشكلة العائدين من الجامعات الإسلامية والذئاب المنفردة؛ نجحت مصر في القضاء على الهجرة غير الشرعية تماما منذ 2016، بجانب القضاء على الإرهاب المتجذر في العالم، وكذلك أراض مليئة بالطاقة النظيفة للاستخدام والتصدير المستقبلي، قيادتك للقارة السمراء، وتحول مصر لقبلة الاستثمار في أفريقيا، بجانب خبرات مصر الأمنية، والتعاون الأمني لتبادل المعلومات بين مصر وألمانيا، وهذه مؤشرات مهمة وجيدة لعودة العلاقات بين البلدين، وعودة مصر لمكانتها التي تأثرت بسبب 2011، لنمو مصر المستمر، رغم وجود العدو بالداخل، وكذلك الخارج، والعلاقات بين الدول لا تقوم على العواطف؛ بل التفاهمات والاستفادة المتبادلة، والزيارات الأخيرة عكست حجم الاهتمام.

 

كيف تتعامل ألمانيا مع قضايا الهجرة واللاجئين؟

أما عن تعامل ألمانيا مع الهجرة بشكل عام، فقد حدث ارتباك مع تدفق السوريين، لوجود أعداد كبيرة من السوريين بكل طوائف المجتمع، لوجود إرهابيين ومجرمين تسللوا مع الأعداد الكبيرة التي فرت من سوريا، ما انعكس على زيادة المحاولات الإرهابية التي أحبطتها الشرطة، وبالتالي اتجه الشعب لانتخاب اليمين مع سيادة الإحساس بفقد الهوية، والحقد الاجتماعي؛ لاستغلال البعض وجوده في ألمانيا

الأحزاب الكبيرة حزب ميركل “الاتحاد الديموقراطي المسيحيّ” أو الاشتراكي الديموقراطي، اتخذوا خطوات لكسب الشارع مرة أخرى، ومع تحرك بعض الأحزاب لليمين، وخطوات ضد ملف الهجرة، وبدأ وقف البت في ملفات لجوء السوريين، أو ضم الأسر، استجابة للشارع الألماني، وكذلك زيادة عدد أفراد الشرطة وتعديل قانون الشرطة، والإجراءات المختلفة ضد جماعات الإسلام السياسي، فهذا الملف شائك جدا، وأثر على الوضع بالكامل، لدرجة تكليف الحكومة لمراكز بحثية لدراسة ظاهرة الهجرة وتحليلها.

نصيحتك للشباب الذي ينوي الهجرة لألمانيا؟

نصيحتي اللغة ثم اللغة ثم اللغة، وبعد ذلك حدّد مشروعك، وخطتك، وما تسعى لتحقيقه، ألمانيا بلد رائع، ولكن الألمان شعب عملي جدًا، ويأتي بعد ذلك أيضًا فهم الثقافة الألمانية، وعادات المجتمع، وأخيرًا بحكم عملي في الصليب الأحمر أنصح الشباب ألا يخاطروا بحياتهم في هجرة بطريقة غير شرعية، لأنها غير مضمونة، وخسائرها كبيرة.

أول عضو مصري بالحزب الاشتراكي الألماني

نرشح لك: بسبب ارتفاع الحرارة.. تخفيض سرعة مترو الأنفاق غدا

شاهد: أين اختفى هؤلاء