حمزة العيلي يكتب: محمد ممدوح.. حالة فنية متفردة تصنع مفهومًا جديدًا للنجومية

محمد ممدوح بدأت معرفتي به منذ عام 2006، سأقول فيه شهادة حق يعلم صدقها الله ومن عرف هذا الرجل وليس بيننا غير سنين العشرة الطيبة.. ممدوح كان وما زال إنسانًا رائعًا شهم، جدع، رجل في كل مواقفه، ظاهره عكس باطنه فبقدر ضخامة جسده، وحدية ملامحه، يوجد بداخله طفل طيب نقي يحب الناس ويشعر بهم مرهف المشاعر وحساسًا للغاية.

كان دؤوبًا ومجتهدًا جدًا وملتزمًا ومتعطش للتعلم والمذاكرة والتطوير من نفسه، برغم خبراته الرهيبة في حياته الخاصة والمليئة بالغرائب والعجائب.. كنت أرى في عينيه دائمًا شغفه لأن يكون نجمًا ذات يوم وبحق بكونه فنانًا مثقفًا واعيًا صاحب رسالة، ولكن يا ترى كيف السبيل هل يمكن لهذه المعجزة أن تحدث؟!.. كانت تثير مخيلته الأفكار الفنية الموجودة خارج كل الصناديق، عاشقًا للفن بكل أطيافه ومجالاته.

كان ممدوح الكاهن الأعظم في المعبد المسرحي بالعروض التي قدمها أي هو مركز توازن العمل المسرحي، وكأن له مقامًا يأتي الجمهور لزيارته دون أن يتعمد ذلك أو يشغله أو حتى يعرفه كان يعمل ويخلص فقط.. من وجهة نظري البسيطة والخاصة جدًا محمد ممدوح اخترع منطق جديد مختلف للنجومية كسر به أيضًا الصورة المتعارف عليها للنجم كأحمد زكي فيما يخص اللون ولممدوح السبق الأول في ذلك، والأصعب على الإطلاق في مصر فأقصى حدوده أن يكون دورًا ثانيًا حسب اعتقادنا واعتقاده شخصيًا، لكن استطاع هذا المخترق ضخم الجثة خفيف الروح صاحب القلب الطموح الموهوب الذكي بإختراق وكسر حاجز النجومية، وأصبح أحد أهم أقطاب التمثيل في عصرنا الحالي ومفيش منه.

ولكل منكم حرية رأيه الشخصية في الحكم علينا كممثلين لا تعرفون عنهم إلا ما تراه أعينكم ولكم كل الاحترام.. ولكن ممدوح حقًا بطل وتعب كثيرًا حتى يصل لهذه المكانة ولو لم يكن يستحقها ما سمح له أحد ولا صبر عليه ولا نجح فرضه على الناس مهما طال الوقت.. هو حقًا يستحق وبغض النظر عن المشكلات التي تضايق بعض مشاهدينه من نفس أو مخارج ألفاظ أو غيره، وللعلم على يدي كان بيعمل كل التمارين التي تقوَّم مخارج الألفاظ وكلنا نفعل ذلك وللعلم أيضًا كلنا كممثلين عندنا مشاكل بتختلف فقط من فنان لآخر.

في النهاية اللورد تايسون الشهير بمحمد ممدوح يظل حالة فنية متفردة وخاصة يمتع كل من يشاهده ويأخذه ليبحر معه في عالمه الخاص، أدام الله عليه الصحة والنجاح والنجومية وحب جمهوره له، وأنا واحد منهم بعيدًا عن كونه رفيق درب.

نرشح لك: محمود ربيعي يكتب: أصوات رمضان.. “قيثارة السماء” الشيخ رفعت

شاهد: النساء في حياة النجم المثير للجدل أحمد الفيشاوي