مي سعيد ترد على محمد حسن : تسألها من هي؟

هى الأنثى التى ولدت من ذات الرحم الذى جئت أنت منه ، هى تلك الناعمة التى علموها منذ نعومة أظافرها أن شرفها يقبع فقط بين فخذيها و نسيوا أن يعلموها أن شرفها هو عقلها و قلبها و أخلاقها التى تقبع فى الخفاء لا تلك المدعاة فى العلن، هى الأنثى التى أوجبت عليها مجتمعاتنا الحزينة صناعة أساطير غيرها فقط و أن عليها أن تنسى تماماً أسطورتها الشخصية ، هى تلك التى يتم التحرش بها يومياً فى شوارع يغطيها الغبار و العوادم رغم تحجبها و تدثرها، هى تلك الأنثى التى تختبئ خلف المساحيق التى فرضتها عليها مجتمعاتها فأقنعتها بنوع من الجمال ما هو إلا قبحاً، هى تلك الأنثى التى عليها أن تبقى معلبة بينما أنت تتلحف كل ما هو متاح لديك من إناث إلى أن تجد تلك المعلبة لتفك عنها الغطاء.

هى الأنثى ذات الأكمام الطويلة و الضحكة الخفيضة التى تخفى وراءها ضحكتها الحقيقية تماماً كما إعتادت أن تخفى ذاتها الحقيقة لتحتمى منك، هى الأنثى التى تستبدل ملامحها على صفحتها الإفتراضية بوردة أو بقطة حتى تحتمى من لهاثك الإفتراضى المتواصل خلفها ، هى المره التى حولت إسمها فى لغتك العامية لسبة تسبها بها إن لزم الأمر ، هى التى يُلزمها المجتمع بعذريتها فى الوقت الذى يحثك أنت على فقدها لتصير رجلاً، هى التى تطالبها أنت بأن تنسى طموحها و ذاتها لتصنع منك و من أبناءك أساطير صغيرة و تتعلل بأن هذا هو دورها و واجبها التى خلقت لأجله، هى تلك التى تضطر أحيانا لكى تتحايل على فخاخ نصبها المجتمع لها بأن تمارس كل ما لا تستطيع ممارسته فى العلن خفاءاً و عندما تقابلك تبيعك وهم بكارتها و تسكرك بقطرات دماءها الكاذبة.

تلك الأنثى هى شريكة المجتمع فى كل ما يرتكب ضدها من جرائم كل يوم، هى التى ربتك لتقسو عليها و تظن بأفضليتك و حقوقك و تغفل واجباتك، هى التى علمتك كيف تمارس التمييز ضدها و هى التى علمتك أن تتحمل عنك أخطائك و فائض شهوتك ، فبدلا من أن تكون هى ضحية التحرش و ممارسات العنف تكون هى المتسببة فيها جميعاً ، هى التى تضع الموبايل داخل حجابها فتخفيه و تخفى كل ما يدور به من كلمات تحرمها أن من نطقها ، هى تلك البريئة المتآمرة ضد بنى جنسها دون أن تدرى ، تلك التى تستقبل الوهم الذى تصدره أنت لها كل يوم على أنها خلقت لتصنع كل المعجزات إلا معجزتها هى ، هى البائسة اليائسة من عدلك ، هى التى تنتحل شخصيات ذكورية إفتراضية على فيس بوك و تويتر و غيرها حتى تنازلك و تشفى من مرضها المزمن بأنوثتها، هى التى تكذب كل يوم و إذا جاء يوم و أصدقتك القول ستحكم عليها و تصنفها، هى التى تسأل الله الجنة حتى تشاركها فيك الحور العين دون أن تتذمر، هى التى تتاجر أنت بها كلما سنحت لك الفرصة ، هى التى تدخن الشيشة التى تراها أنت مقززة و هى تراها صديقة لها تعرف ما يدور بصدرها من حكايا مؤلمة لا تتنفس بها إلا عندما تنفس دخانها فتخرج من رئتيها الهموم قبل سحابة الدخان التى تضايقك منها.

هى تلك التى تنتظر منك أنت أن تقيمها فتدخلها أو تخرجها من قائمة النساء لديك، أما عن سكوتها عندما يتم إستخدامها كسلعه رخيصة فلا أجد رداً على هذا فلا يوجد سواها مذنب فى هذا، أما عن مشاعرها التى تتركها مشاعاً على الكبارى و مدرجات الجامعه فأظن أنها تشارك هذه المشاعر المشاعه رجل آخر مثلك ترك مشاعره هو الآخر على الكبارى و فوق المدرجات فلا داعى للمزايدة ، أما أن تختزلها فى مديرة لمنزل و ملكة و تحاول أن تغازل مشاعرها و تحاول أن تقنعها أن هذا المنزل هو أسطورتها الشخصية فهذه مغالطة، إن لم تكن أنت شريك حقيقى و فعال و متعاون فى صناعة هذه الأسطورة فلا تنتظر منها أية أساطير كاذبة .

 

اقـرأ أيضًـا:

محمد حسن: “إنتِ مين ؟”

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا