محمد الأسواني: إلى عمرو دياب.. بلاش تتكلم في الماضي

نقلًا عن جريدة “المقال”

لماذا بدأ «الهضبة» فى استغلال اسمه ونجوميته فى أشياء أخرى غير الغناء أكثر من السابق؟ وهل يعانى من أعراض «النجومية المتأخرة»؟ وكيف سيؤدى ظهوره المتكرر إلى ابتذال ذكرياته؟

محمد الأسواني
محمد الأسواني

أهم ما يميز عمرو دياب عن بقية منافسيه هو تركيزه الشديد فى مجال عمله فقط، وهو «الغناء»، فطوال مسيرته هو حريص على الاستمرار وعدم التوقف عن الغناء، وكذلك على أن لا ينشغل بأمور أخرى غير ذلك، وظلت استراتيجيته تعتمد على عدم الظهور إلا للغناء فقط، ده أن ظهر أساسًا، ولكن بدأت فى الفترة الأخيرة ملامح تغير فى سياسة عمرو دياب، وظهور مؤشرات تراجع عن مبادئ استراتيجيته القديمة، فهل ستؤثر على شعبيته ونجوميته فى الفترة القادمة؟

فاجأ عمرو دياب جمهوره منذ أيام بجلسة تصوير جديدة ارتدى فيها ملابسه القديمة الشهيرة التى كانت بطلة كليبات «ليلى نهارى»، و«تملى معاك»، و«أنا عايش»، وذلك فى إطار حملته «يلا نرجع الذكريات» والتى ينظمها مع إحدى شركات الاتصالات، ورغم أن الحملة تأتى فى إطار تجارى نفعى للطرفين فقط، فإنها أول خطوة لعمرو دياب فى تاريخه يعتمد فيها على «النوستالجيا» والحنين إلى الذكريات للدعاية والبيع، ورغم أن ذلك ليس عيبًا، بل ومن حقه لوجود ذكريات، فعلا، حقيقية لدى الجمهور مع عمرو دياب، فإنها تثير بعض المخاوف حول إمكانية أن يتفرغ عمرو الفترة القادمة لإنتاج مثل تلك الحملات واللجوء إلى الاستسهال أو ابتذال قيمة الذكريات بعمل عدة حملات مماثلة، وقد تكون غير موفقة أو تأتى بنتائج سلبية.

أقْدَم عمرو دياب فى الفترة الأخيرة على فعل عدة حملات وخطوات لم يفكر فى فعلها من قبل، حتى باتت جزءًا من أسطورته وشخصيته وصورته الذهنية، مثل حديثه المباشر لأول مرة للجمهور فى إعلان شركة «ويسترن يونيون»، فطوال الإعلان يتحدث عن مزايا الشركة وأسباب تفضيله لها، وهى المرة الأولى التى تغيب فيها أغانيه عن الإعلانات، كما تعد السنوات الأخيرة هى الأكثر وجودًا له فى الإعلانات، فما بين شركتين للاتصالات وشركة مياه غازية، وجميعها لم ينطق فيهم «الهضبة» حرفًا، ليظل غامضًا و«ثقيلا» مع الاستعانة بأحد مقاطع أغانيه فقط، إلا أن هذه المرة تحدث «الهضبة» عن تحويل أمواله.. فما المانع إذن أن يتحدث المرة القادمة عن منتجات أو ملابس أو أكلات ومشاريب أخرى يفضلها؟

بالطبع يستند عمرو دياب إلى أسباب وتاريخ وتجارب ستحميه لسنوات طويلة من التدهور أو التراجع الجماهيرى، وكذلك ستبقيه على القمة، ولكنه قد يفقد أهم ما كان يميزه وهو الاستمرار فى العمل والجديد وعدم الاعتماد على الماضى، والذى أصاب عددًا كبيرًا من زملائه، خصوصًا بعض نجوم التسعينيات الذين تفرغوا حاليا لإعادة الذكريات، والترحم على الماضى أو الظهور فى البرامج استغلالا لحالة الحنين العامة فقط.

كان دياب يسير على استراتيجية ثابتة تقضى بإطلاق ألبوم ثم إعلان تجارى بأغنية من الألبوم ثم كليب فحفلة أو
حفلتين، وكان الله بالسر عليمًا، وأصبح الأمر مختلفًا الآن، بمشاركته فى عدد كبير من الحفلات والأفراح والمناسبات، وإطلاق أغانٍ وطنية، وحملات إعلانية، حتى إنه عاد ليفكر فى استكمال تجاربه مع التمثيل، من خلال مسلسل «الشهرة» الذى لا يزال يعد له، بجانب عودة اسمه فى البرامج من جديد، بمداخلاته الهاتفية المتكررة مثلا، والتى قد تكون مقدمة لظهوره فى حوارات إعلامية مطولة فى الفترة القادمة.

المسلسل الذى يقال إنه من وحى قصة صعود عمرو إلى النجومية، بالإضافة إلى حملة «يلا نرجع الذكريات» قد تكون من أعراض إحساس عمرو بضرورة استغلال عدة جوانب فيه ذات جماهيرية غير أغانيه، وهى من مكملات نجوميته والتى قد تكون لم تُستغل تمامًا، عكس بقية زملائه الذين أنهكوها فى الظهور الإعلامى وإثارة الجدل والظهور فى كل المناسبات بأى ثمن، وحمى نفسه من أعراض «النجومية المتأخرة» أو محاولة بنائها بطرق أخرى غير الغناء، حتى أصبح من القلائل الذين يكسبون فعلا، من إطلاق الألبومات حتى فى فترات التدهور والكساد.

ظهور عمرو المتكرر، وطغيان الجانب الشخصى فى ظهوره، سواء بإرادته أو بجهات أخرى كـ«برنامج ممدوح موسى» مثلا، يثير عدة أسئلة أولها: هل الآن فقط شعر عمرو دياب بنجوميته فقرر استغلالها؟ وهل فقد حماسه فى الإخلاص للغناء فقط ولا مابقاش يجيب همّه؟ أم أن كل ذلك مُخطط ومُعد له سلفًا ضمن الاستراتيجية التى كانت تلزمه الاختفاء والصمت؟ وفى النهاية قد تتوقف بعض جماهيره عن دعمه فى هذه الخطوات، ولكنها بالتأكيد لن تتوقف عن دعمه فى مواصلة الإنتاج والغناء، وكما قالت له فى السابق: «بس انت تغنّى واحنا معاك».

هوامش

ذكريات عمرو

هى خدمة أطلقتها شركة «فودافون» باسم «عالم عمرو دياب»، تمنح مشتركيها لقطات وصورًا من حياة عمرو الشخصية، وأطلقت مؤخرًا صورًا حديثة لعمرو دياب بملابس بعض كليباته القديمة منذ عام 2000 تحت شعار: «بنعيد الذكريات بحكايات ماتقالتش ولا اتشافت قبل كده».

الشهرة

أول مشروع درامى من بطولة عمرو دياب، وهو قيد التنفيذ منذ سنوات، مع المنتج تامر مرسى والمؤلف مدحت العدل، وتدور قصته حول رحلة صعود أحد المطربين إلى عالم النجومية، ولم يتحدد مصير المسلسل إلى الآن بعد تأجيله لأكثر من مرة منذ 3 سنوات.

ممدوح موسى

إعلامى اشتهر فى فترة التسعينيات ببرامجه الحوارية مثل «أسرار النجوم» و«سر التفوق»، عاد بعد غياب طويل ببرنامج «المفاجأة.. أيام فى حياة الهضبة»، ودخل فى عراك قانونى مع عمرو دياب بحجة استغلال نجوميته ولقطات من حياته الخاصة دون موافقته، وطالبه عمرو دياب بالحصول على تعويض مادى كبير، بعد عدم قدرته على وقف عرض البرنامج.

اقرأ أيضًا:

القرموطي يترحم على عمر سليمان بسبب “فساد الفيفا”!

بكري: الوفد المصري بألمانيا “حائط صد” ضد “مرتزقة الإخوان”

موسى: السيسي قال بعد سنتين هتشوفوا العجب في مصر

مصير غامض لـ”الحياة اليوم”

خطأ جسيم لأصوات مصرية

عمرو دياب.. “هرم مصر الرابع” في روسيا

‫7 إعلاميين على تترات مسلسلات رمضان

 

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا