شيرين عبد الوهاب.. ومن العفوية ما قتل

إيمان مندور عفوية شيرين عبد الوهاب

العفوية والتلقائية صفتان إذا اجتمعتا في شخص ما، وجد طريقه إلى القلوب سريعًا، لكن الشخص “اللي في قلبه على لسانه” لا يوصف بالعفوية إلا إذا كان كلامه طيبًا يخرج بدون تكلف، أما سوء اختيار الكلام فهذا ليس بعفوية ولكنه صفة أخرى نحن في غنى عن ذكرها.

الفنانة شيرين عبد الوهاب تقول دائمًا عقب كل أزمة تتعرض لها بسبب تصريحاتها، إنها لم تكن تقصد شيئًا بل تتحدث بـ”عفوية”؛ لأن “اللي في قلبها على لسانها”. حسنًا وماذا إذا كان الموجود في القلب يسيء للآخرين؟!

اليوم قررت نقابة الموسيقيين، وقف شيرين عن الغناء، وإحالتها للتحقيق لما نُسب إليها من اتهامات بأنها وجهت إساءات للدولة المصرية على هامش حفلها الأخير بالبحرين. هذه الأزمة ربما تكون الأكثر خطورة في مسيرتها الفنية حتى الآن _إذا ثبتت صحتها”، فالأمر ليس مجرد إساءة لبعض الأشخاص لكنه إساءة لدولة بأكملها، ولا تهاون في المساس بسمعة الدول.

في أول تعليق لها على الأزمة، أكدت شيرين أن ما نسب إليها مجرد أقوال مكذوبة ومقطوعة من سياقها، معربة عن أسفها بأن يكون دليل إدانتها مجرد أقوال مرسلة من برنامج معروف بمواقفه العدائية ضد مصر.

حسنًا فلنفكر من خلال الاحتمالين..

ماذا لو قالت شيرين ما يسيء لمصر بالفعل؟

لو ثبت أن ما قالته شيرين مسيء لمصر (سواءً عن عمد أم لا)، ستكون الإجراءات القانونية رادعة بالتأكيد، وتكون بمثابة النهاية التي تعلمت من خلال الدرس القاسي أخيرًا بعد كل إنذارات المرات السابقة، بأن “الشهرة لها ضرائب؛ أصعبها عقاب فلتات اللسان” وأن العفوية منها ما يقتل وما ينهي المستقبل. كما سيؤدي الأمر لفقدانها الكثير من جمهورها، وسيظل اسمها مرتبط بالإساءات والتطاول على الأفراد والدول، حتى لو قدّمت اعتذارًا للجميع.

ماذا لو لم يكن صحيحًا وثبتت براءتها؟

إذا أثبتت التحقيقات براءة شيرين عبد الوهاب (وهذا ما أتوقعه شخصيًا في هذه الواقعة)، فستكون قد كسبت جولة، وخسرت أمامها في الوقت ذاته إمكانية إقناع الجمهور بأنها “عفوية” كما تقول دومًا. وبالتالي لن يشفع الأمر كثيرًا إذا ما تكرر مستقبلًا، لأنه سيكون الجمهور قد تشبّع من “أزمات لسان شيرين عبد الوهاب”، ولن ينتظر التحقيقات في المرات المقبلة، بل ستكون الاتهامات والقناعات جاهزة في كل واقعة مشابهة.

طبيعة شخصية

بعيدا عما سيقبله الجمهور وما سيرفضه حاليًا ومستقبلا من شيرين عبد الوهاب، فإنه بالتأكيد لا يجب إغفال أن طبيعة شخصيتها هكذا، هي لا تميز كثيرًا بين ما يصلح قوله على الملأ وما لا يصلح.. الدعابة تتحول عندها لشيء يقال فيه ما لا يقال، بدليل أن كل تصريحاتها التي أثارت الجدل وسببت لها أزمات عديدة لم تكن سوى كلمات قيلت في صيغة “هزار” في مناسبات عامة، سواءً في حفلاتها مثل تصريحات نهر النيل والبلهارسيا وتونس الخضراء، أو أثناء البرامج مثلما خلعت حذاءها في برنامج”The voice”، أو حتى في المناسبات التي تُدعى إليها، مثل حفل زفاف عمرو يوسف وكندة علوش الذي انتقلت أضواؤه من العروسين لشيرين، عقب تصريحاتها المسيئة لكثير من النجوم.

صحيح أن شيرين تستغل كل الفرص لإثبات حبها وولائها لمصر، لكنها “بتيجي تكحلها أحيانا فـ بتعميها” مثلما يقول المثل الشهير. النجومية تحتاج لتوازن حقيقي في السلوكيات، وهو ما تفتقده شيرين أحيانًا، رغم حاجتها كأي فنان للحفاظ على صورتها أمام الجمهور. لا سيما وأنها تبدو دومًا كمن لا يتعلم من أخطائه، فيكررها ويكررها؛ حتى يفشل في تعليقها كل مرة على شماعة “العفوية”.. ولو بدون قصد.

عفوية شيرين عبد الوهاب

نرشح لك: وقف شيرين عبد الوهاب عن الغناء

شاهد: يوم #مش_عادي في ضيافة الإعلامية سالي عبد السلام