أحمد فرغلي رضوان يكتب: كلينت إيستوود.. السينما تمشي على قدمين

من الصعب أن يعثر نجم سينمائي على قصة تناسب عمره بعد الثمانين تجعله بطل، والسائد في هذا العمر إختيار النجم ليكون ضيف شرف أو يلعب دور “الجد”. كلينت إيستوود

ولذلك كان من المثير عودة النجم الهوليوودي العجوز “كلينت إيستوود ” ببطولة سينمائية تمثيلا وإخراجا وهو في عمر الـ 88!، ما كل هذا العشق للسينما يا رجل؟، بالتأكيد هو حالة سينمائية شديدة الخصوصية ومسيرة تستحق التأمل أو كما قالت لي يسرا “هو حالة لن تتكرر مرة أخرى أبدا”.

الصعوبة كانت في العثور على نص يناسب تلك المرحلة العمرية من البطولة ولذلك كان “إيستوود” محظوظا عندما أهدى له القدر قصة حقيقية حدثت مؤخرا وبالفعل حولها لفيلم “the mule” وهي عن ديلر مخدرات في الثمانين من عمره، تم إلقاء القبض عليه والفيلم يحمل رقم 37 من إخراج كلينت إيستوود، والذي قدم ما يزيد عن 150 فيلم تمثيلا وإخراجا.

الفيلم به جرعة من المشاعر الإنسانية عالية جدا، وممكن أن تتأثر بشدة في نهاية الأحداث تعاطفا مع البطل “العجوز” الذي يجبره القدر وهو في نهاية حياته أن يخاطر بما تبقى له من عمر ويقضيه في السجن بسبب حاجته إلى المال، هي قسوة الحياة في كل مكان ويكشف عن بعض التناقضات داخل النظام الاقتصادي الأمريكي التي تهدد بتفجير المجتمع التقليدي.

سيناريو الفيلم يشبه بطلة فالأحداث تسير في “ريتم هاديء” وأيضا يخلو من مشاهد عنف، وأكشن تمتليء بها مثل هذه الأفلام التي تتحدث عن تجارة المخدرات ولكنه غير ممل بمساعدة الحضور القوي لكلينت إيستوود، وبرادلي كوبر، وسيناريو إنساني اجتماعي بامتياز عن رجل تخطى الثمانين، بدأت تطارده الديون لحد رهن منزله فيضطر لقبول العرض المفاجيء من تجار المخدرات المكسيكيين وبالطبع تظل مشدودا حتى نهاية الأحدث لتتعرف على نهاية هذا العجوز الذي اضطر لتغيير مجرى حياته بعد الثمانين.

لحظات الإثارة في العمل قليلة ولكنها صُنعت بعناية وخبرة من نجم هوليوود ومخرجها الكبير، مثل مشهد لقاء الضابط برادلي كوبر مع المجرم العجوز كلينت إيستوود داخل المطعم “صدفة” وهما في الطريق وتبادلهما حديث ودي حيث نصحه العجوز بعض النصائح الإنسانية لزوجته، ومشهد إنقلاب العصابة عليه وتهديده، ومحاولاته إصلاح علاقته بأسرته التي أعملها خاصة زوجته.

اللافت أن هذا العجوز كان يعبر الطريق لمسافات طويلة حاملا ألاف الكيلو جرامات من الكوكايين بأعصاب من حديد، وخلال رحلته يمارس عاداته أثناء السفر فيقف على الطريق ليتناول مأكولاته المحببة ويستمع لموسيقاه المفضلة، قدم “إيستوود” أداء تمثيلي جيد جدا وبخفة ظل أيضا.

فجأة يصبح من أشهر ناقلي المخدرات لدى تلك العصابة المكسيكية الكبيرة ويطلقون عليه لقب “الجد”.

الفيلم ليس في مستوى أفلام “إيستوود” المهمة ولكنه فيلم جيد بالإضافة كما ذكرت إنه يستحق التقدير، أن يمثل ويخرج وهو في الـ 88 من عمره وأتمنى ألا تكون المرة الأخيرة التي نراه فيها على الشاشة فهو أحد أهم الممثلين في تاريخ السينما الذين امتلكوا “كاريزما” استثنائية.

تستحق التأمل

بالتأكيد سيظل كلينت إيستوود، حالة سينمائية تستحق التأمل كثيرا فمسيرته حدث ولا حرج من ممثل إلى مخرج وصولا لحصده جوائز الأوسكار، حصلت أفلامه التي أنتجها وأخرجها على أكثر من 100 جائزة منها 4 جوائز أوسكار له كمخرج ومنتج، وأيضا منح ممثليه العديد من جوائز الأوسكار مثل مورجان فريمان وهيلاري سوانك، شون بن….

“كلينت إيستوود”

يقول إيستوود “دائماً ما أتعلم شيئاً جديداً، وذلك السبب في أن كل فيلم هو تحدٍّ جديد بالنسبة لي إنني أحب العمل كثيراً، وهو سبب المتعة لي”، وإن سرّ بقائي بالحيوية والنشاط هو إنك لا تأذن للرجل العجوز بالدخول احتفظ بنشاطك واهتمامك بالحياة”.

نرشح لك: بوسة هادي الباجوري بين قلة التربية والإبداع

شاهد: يوم #مش_عادي في ضيافة الإعلامية سالي عبد السلام